
تعتزم الولايات المتحدة فرض "عقوبات صارمة" على مسؤولين كوبيين، تحمّلهم مسؤولية قمع تظاهرات شهدتها الجزيرة هذا الشهر، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".
ووَرَدَ في تغريدات على "تويتر" لجولي تشانغ، القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي لمكتب شؤون نصف الكرة الغربي، أن إدارة الرئيس جو بايدن "تتبع بنشاط إجراءات من شأنها دعم الشعب في كوبا ومحاسبة نظامها".
وأضافت: "سنركز على فرض عقوبات صارمة على مسؤولي النظام المسؤولين عن القمع الوحشي. يجب محاسبة المسؤولين الكوبيين المسؤولين عن العنف والقمع وانتهاكات حقوق الإنسان ضد المتظاهرين السلميين في كوبا".
وتابعت: "ستكثف الولايات المتحدة انخراطها الدبلوماسي مع شركاء إقليميين ودوليين لدعم تطلعات الشعب الكوبي. يجب أن ندين جماعياً العنف والقمع اللذين يتعرّض لهما الشعب الكوبي، بسبب مطالبته بالحرية".
التحويلات المالية
وشددت تشانغ على وجوب منع التحويلات المالية للكوبيين في الخارج، من "الوقوع في أيدي ظالمين"، مضيفة: "نحن بصدد تشكيل مجموعة عمل للتحويلات، لمعرفة كيفية إيصال ذلك مباشرة إلى جيوب الشعب الكوبي".
واعتبرت أن وجود سفارة أميركية "قوية ومجهزة بشكل كافٍ، هو أمر حيوي في جهودنا لدعم الشعب الكوبي"، مشيرة إلى البحث عن "سبل لزيادة الموظفين بأمان، من أجل تسهيل المشاركة الدبلوماسية، والقنصلية وتلك المرتبطة بالمجتمع المدني".
وذكرت أن واشنطن "تعمل مع القطاع الخاص والكونغرس، لتحديد وسائل لجعل الوصول إلى الإنترنت أكثر سهولة بالنسبة إلى الشعب الكوبي". وتابعت أن الشركات الأميركية صدّرت إلى كوبا في عام 2020، سلعاً بقيمة 176 مليون دولار، بما في ذلك أغذية وأدوية. وزادت: "سنسرّع أي طلب لتصدير إمدادات إنسانية أو طبية، إلى الشعب الكوبي".
أضخم تظاهرة منذ عقود
وشهدت كوبا في 11 الشهر الجاري، أضخم تظاهرة منذ عقود، عندما خرج آلاف المواطنين إلى الشوارع، مطالبين بأغذية والحرية، وفق "بلومبرغ".
وأشارت منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان إلى اعتقال حوالى 600 شخص، خلال حملة مستمرة على المحتجين. وحمّلت هافانا حصاراً تجارياً تفرضه واشنطن منذ 6 عقود، مسؤولية تدهور في الاقتصاد والنقص في سلع أساسية.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الكوبية بوفاة رجل وجرح مواطنين ومسؤولي أمن، خلال احتجاج في ضاحية لهافانا، مشيرة إلى أن "مجموعات منظمة من العناصر المعادية للمجتمع والعناصر الإجرامية"، حاولت الوصول إلى مركز شرطة، بهدف مهاجمة المسؤولين فيه والإضرار بالبنية الأساسية.
"حضور ميداني"
تغريدات تشانغ جاءت بعدما أشار الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، إلى إمكان زيادة عديد طاقم السفارة في هافانا، من أجل "مساعدة الكوبيين"، بعدما قلّصته إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب إلى الحد الأدنى، لا سيّما نتيجة "حوادث صحية" غامضة طاولت دبلوماسيين أميركيين في العاصمة الكوبية.
واعتبر أن "ذلك يساعد الكوبيين في تحصيل مزيد من الحقوق الإنسانية والحريات"، التي حُرموا منها "منذ زمن بعيد"، مضيفاً: "من أجل بذل كل الجهود الممكنة لدعم تطلّعات الكوبيين، نحتاج حضوراً ميدانياً يتيح لنا ذلك"، كما أفادت وكالة "فرانس برس".
وكان بايدن طرح، خلال حملته الانتخابية، فكرة رفع القيود المفروضة على التحويلات المالية إلى الكوبيين، من أقارب لهم يقيمون في الولايات المتحدة. لكنه شدد الأسبوع الماضي على أن هذا الأمر "لن يحصل في الوقت الراهن"، نتيجة أخطار بمصادرة النظام الكوبي لهذه الأموال.
إقرأ أيضاً: