لافروف: جغرافيا جديدة للحرب في أوكرانيا.. وواشنطن لا تريد الحوار

time reading iconدقائق القراءة - 7
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يتحدث خلال مؤتمر ميونيخ للأمن - 15 فبراير 2020 - Bloomberg
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يتحدث خلال مؤتمر ميونيخ للأمن - 15 فبراير 2020 - Bloomberg
دبي- الشرق

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الأربعاء، أن الأهداف العسكرية لبلاده من غزوها لأوكرانيا لم تعد تقتصر على إقليم دونباس شرقاً، بل تشمل أيضاً "أراضي أخرى"، بما في ذلك خيرسون وزابوروجيا جنوباً. واعتبر لافروف أن "واشنطن لا تريد الحوار".

وفي مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" وشبكة "روسيا اليوم"، قال لافروف: "في ما يتعلّق بالعملية العسكرية الخاصة وأهدافها وإحداثياتها الجغرافية، قال الرئيس (بوتين) بوضوح شديد، إن هدفها هو القضاء على النازية، ونزع السلاح، بما في ذلك عدم وجود تهديدات لأمننا، أو تهديدات عسكرية من الأراضي الأوكرانية، فهذه المهمات لا تزال باقية.. عندما اجتمع في إسطنبول، كانت هناك جغرافيا واحدة، واستعدادنا لقبول الاقتراح الأوكراني كان قائماً على جغرافيا نهاية مارس 2022".

وزاد: "الآن هناك جغرافيا أخرى. إنها ليست جمهوريتَي دونيتسك ولوغانسك فقط، هناك أيضاً مقاطعتي خيرسون وزابوريجيا، ومناطق أخرى، وهذه العملية مستمرة".

جغرافيا جديدة للحرب

وأشار لافروف إلى أن "جغرافيا العملية العسكرية ستتحرّك لأبعد من ذلك أكثر وأكثر، وفقاً لرغبة الغرب في تفاقم الوضع لأقصى درجة وإمداده أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى، مثل هيمارس" الأميركية.

ورأى لافروف أن الأوكرانيين "محرومون حرفياً من (اتخاذ) أيّ خطوات بنّاءة، ويتم تزويدهم بالأسلحة وإجبارهم على استخدامها". وقال: "هناك قادة تدريب أجانب ومتخصّصون من الناتو يستخدمون الأسلحة الغربية المختلفة، وبالتالي لا فرصة للجلوس على طاولة المفاوضات" مع كييف.

وأضاف: "ليس لديّ أدنى شك في أن الأوكرانيين لن يُسمح لهم بالتفاوض، حتى يقرّر الأميركيون أنهم تسبّبوا بفضيحة كافية وزرعوا الفوضى ويمكن ترك كييف لوحدها، وسنرى كيف تخرج واشنطن من هناك".

"الغزو كان حتمياً"

لافروف برّر غزو أوكرانيا بـ"تهديد وجودي مباشر للأمن القومي الروسي"، مضيفاً: "شعوري تجاه العملية العسكرية الروسية الخاصة كان حتمية هذه العملية، ولكن في الوقت نفسه تنفس الصعداء، بسبب اتخاذ القرار الذي يجيب على سؤال إلى أيّ حدّ يمكن الصبر على تعذيب المواطنين وتقويض قرارات مجلس الأمن بشكل علني ومباشر".

وتابع: "صرّح بوتين بألا تكون هناك أي مخاطر على الحدود الروسية قرب أوكرانيا، وهذا ما نستمر في تنفيذه في إطار العملية العسكرية الروسية الخاصة، وسنعمل على ذلك مهما تطلّب ذلك من وقت".

وزاد: "لن نسمح بأن يكون هناك تهديد ضد روسيا أو الجمهوريات المستقلة، من الأراضي الأوكرانية. وإمداد الغرب لأوكرانيا بمزيد من الأسلحة الهجومية بعيدة المدى، هو ما سيغيّر من جغرافيا العملية السياسية".

واتهم الوزير الروسي الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشينكو، بأنه "تعهد بإرساء دعائم السلام في دونباس، وخدعنا وشنّ جولة جديدة من الحرب". وأضاف أن الرئيس الأوكراني الحالي فولوديمير "زيلينسكي الذي وصل إلى السلطة (متعهداً) بعودة السلام إلى أوكرانيا ودونباس والاعتراف بحقوق جميع المواطنين، عاد ونكص وعوده".

"نخبة غربية محدودة الكفاءة"

واعتبر لافروف أن "الإدارة الأميركية تتصرّف على نحو غير مسؤول، ولا تريد الحوار"، مؤكداً أن "لا منتصر في حرب نووية، ولا يجوز أن تندلع تلك الحرب أبداً". وأضاف: "عقيدتنا تفسّر بصراحة الحالات التي يتعين فيها اللجوء إلى استخدام القوى النووية".

ورأى أن "النخبة السياسية الجديدة في الغرب محدودة الكفاءة بشكل جزئي"، لافتاً إلى أن وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر "ألمح إلى أن هناك فارقاً كبيراً بين النخب السياسية الحالية والسابقة في الغرب".

وقال لافروف: "إذا غيّرت أوروبا رأيها فجأة وعرضت على روسيا استئناف العلاقات في بعض المجالات الاقتصادية والتجارية، أعتقد بأنه لا ينبغي تجاهلها، ولكن يجب أن نرى مدى المنفعة التي ستعود علينا، وعندها فقط نردّ بالفعل".

تصدير الغاز إلى أوروبا

وأعرب وزير الخارجية الروسي عن استعداد موسكو لاستئناف إمداد أوروبا بالغاز، مستدركاً: "لدينا مسارات أخرى كثيرة لتصدير الغاز الروسي. الرئيس بوتين تحدث مرات عن العقوبات (المفروضة) على (خط أنابيب) نورد ستريم-2، وتقليص حصة إمدادات الغاز عبر نورد ستريم-1 ليصل إلى 50% من طاقته. أوروبا هي المسؤولة عن أزمة الطاقة، وليست روسيا".

وتحدث عن "انتهاء كل إمكانات الغرب في العقوبات ضد روسيا"، معتبراً أن "عليهم الآن أن يفكّروا في ما اقترفوه". وأضاف: "الأسمدة والأغذية لا تخضع للعقوبات، ولكن السفن الروسية ومنعها من الدخول إلى الموانئ هو ما يخضع للعقوبات".

وأشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، "يتعرّض لضغط كبير من واشنطن"، وزاد: "عندما تجري عملية تصويت في مجلس الأمن أو الجمعية العامة، يضغطون على سفراء الدول بشكل شخصي".

وحين بدأت روسيا في غزو أوكرانيا، في 24 فبراير، نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيّ نية لاحتلال أراض أوكرانية، مشدداً على أنه يستهدف نزع السلاح والتخلّص من "النازيين". وبعد دحر محاولة أولية للسيطرة على كييف، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في 25 مارس، استكمال المرحلة الأولى من الحرب، والتركيز على "تحقيق الهدف الرئيسي وهو تحرير دونباس".

وبعد نحو 4 أشهر، استولت روسيا على لوغانسك في دونباس، لكنها لم تنجح بعد في الاستيلاء على منطقة دونيتسك بشكل كامل، علماً أن قواتها سيطرت على مناطق خارج دونباس، لا سيّما في زابوروجيا وخيرسون.

"علاقات ممتازة مع إفريقيا"

وشدد لافروف على "العلاقات الممتازة والمتميّزة مع إفريقيا، منذ عهد الاتحاد السوفيتي"، مذكّراً بمشاركة موسكو في "تشييد المشاريع الصناعية العملاقة في القارة الإفريقية، علاوة على دور الاتحاد السوفيتي في تحرير كثير من الدول الإفريقية من الاستعمار".

وأضاف: "لدينا زيارات سنوية متبادلة إلى إفريقيا. في هذه السنة، ستشمل زيارتي إلى إفريقيا مصر وإثيوبيا وأوغندا والكونجو. مصر هي شريكنا الاقتصادي الرقم واحد في إفريقيا، بأقلّ من 5 مليارات دولار"، مشيراً إلى تشييد روسيا "المنطقة الصناعية في السويس، ومحطة الضبعة النووية".

وأعلن وزير الخارجية الروسي أن قمة "روسيا – إفريقيا" الثانية ستُعقد في عام 2023، في مكان يُحدّد لاحقاً، علماً أن مدينة سوتشي الروسية استضافت القمة الأولى في عام 2019.

وأشار إلى أن "إفريقيا تمثل مليار و400 مليون نسمة، ومع الهند والصين، تُعدّ سوقاً واعدة جداً". وذكّر بأن "آلافاً من المواطنين الأفارقة تلقوا تعليمهم العالي في معاهد وجامعات الاتحاد السوفيتي وروسيا، ويجب استثمار ذلك".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات