يُجري وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد، محادثات في تايلاند في إطار تعزيز العلاقات مع جنوب شرق آسيا، المنطقة الرئيسية للتنافس مع الصين، فيما يبحث عن أفكار جديدة لسبل استعادة الديمقراطية في ميانمار.
وقعت الولايات المتحدة وتايلاند، الأحد، عدة اتفاقات تهدف إلى تعميق العلاقات القوية بين البلدين، إذ تُكثف واشنطن جهودها لمواجهة نفوذ الصين المتزايد في آسيا.
وتعهد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي يزور البلاد حالياً، ونظيره التايلاندي دون برامودويناي بـ"تعزيز الشراكات في مجال تغير المناخ وإنفاذ القانون والتعاون الأمني".
وفي هذا الصدد قال بلينكن: "نحن نأخذ الشراكة بيننا بالكامل إلى القرن الـ21. تايلاند بلد حليف مهم في منطقة تشكّل مسار القرن".
من جانبه، قال وزير الخارجية التايلاندي: "لقد وضعنا الأساس لمدة 190 عاماً مقبلة"، وذلك في وقت يستعد فيه البلدان للاحتفال بمرور 190 سنة على العلاقات بينهما العام المقبل.
وتأتي المحادثات في إطار الجهود الأميركية جنوب شرق آسيا، وهي منطقة رئيسية للتنافس مع الصين، في وقت يبحث عن أفكار جديدة حول سبل استعادة الديمقراطية في ميانمار.
ميانمار وتعميق التعاون
بدورها، لفتت الخارجية الأميركية إلى أن بلينكن سيلتقي رئيس الوزراء برايوت تشان أوشا في وقت لاحق الأحد، وستشمل المحادثات الأزمة في ميانمار وسبل تعزيز التعاون.
في هذا الصدد، قال دانييل كريتنبرينك، كبير الدبلوماسيين الأميركيين لشؤون شرق آسيا، إن بلينكن سيسعى إلى "زيادة الضغط على النظام لقطع مصادر تمويله"، والعمل على "إجبار ميانمار على العودة إلى طريق الديمقراطية".
ووصف كريتنبرينك تايلاند بأنها "شريك مهم" لناحية المساعدة في استعادة الديمقراطية في ميانمار.
ومن المقرر أن يلتقي بلينكن شباباً من ميانمار، حيث أطاح الجيش في فبراير 2021 بالحكومة المنتخبة، وأغلق الباب أمام الانتقال الديمقراطي الذي تم برعاية الولايات المتحدة وعاشته البلاد على مدى عقد.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن ردّ بفرض عدد كبير من العقوبات على المجلس العسكري، ولكنه لم يحقق سوى خرق محدود بالضغط على الجيش القوي.
وبعد تايلاند، سيتوقف بلينكن في العاصمة اليابانية طوكيو لتقديم التعازي للشعب الياباني بعد حادث اغتيال رئيس الوزراء الأسبق شينزو آبي.
وتأتي زيارة وزير الخارجية الأميركي لتايلاند، بعد يوم من لقاء عقده مع نظيره الصيني وانج يي في إندونيسيا على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة الـ 20، واصفاً إياه بـ"البنّاء"، وبحث جملة قضايا في مقدمها الغزو الروسي لأوكرانيا.
في موقف مشترك وغير مألوف مع الولايات المتحدة، زار وانج يي ميانمار الأسبوع الماضي، وشجّع المجلس العسكري على التحدث إلى المعارضين.
الولايات المتحدة تعد الصين أبرز منافسيها العالميين، ولكن البلدين كليهما سعيا مؤخراً إلى خفض التوتر، فقد اجتمع وانج وبلينكن السبت لمدة 5 ساعات في بالي.
يشار إلى أنه كان من المقرر أن يزور بلينكن بانكوك أواخر العام الماضي، غير أنه أرجأ رحلته بعد تفشي فيروس كورونا بين أعضاء وفده.