ملياردير أميركي: غزو أوكرانيا يقود الاستثمار العالمي إلى المجهول

time reading iconدقائق القراءة - 6
سام زيل مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة "إيكويتي غروب إنفيستمينت"- 17 مايو 2017 - REUTERS
سام زيل مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة "إيكويتي غروب إنفيستمينت"- 17 مايو 2017 - REUTERS
دبي-الشرق

قال سام زيل مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة "إيكويتي جروب إنفيستمينت" المختصة في قطاع العقارات، إن مرحلة ما بعد الغزو الروسي لأوكرانيا تشهد حالة من المجهول بالنسبة لعالم الاستثمارات، معتبراً في مقابلة مع "بلومبرغ"، أن تنوع الاستثمار هو الخيار الأفضل في ظل هذا الوضع.

وعن التداعيات التي طالت الاستثمار جراء الحرب في أوكرانيا، أوضح زيل أن "هناك قطاعات لا يمكن الاستثمار فيها اليوم. إذا كنت تستثمر في روسيا، كيف تشعر حيال استثماراتك في الصين؟ كيف تشعر حيال استثماراتك في مناطق أخرى حول العالم حيث لم يكن هناك ردود فعل على غزو أوكرانيا بالطريقة التي كنا نتوقعها".

وتابع: "أظن أن المستثمر سيفضل البقاء قرب موقع نشأته، ولا أتوقع أن يكون مشاركاً أو مؤمناً في العولمة، كما كان يفعل قبل 6 أشهر".

"ردة فعل ساذجة"

وعما إذا كان هناك قطاعات أكثر جاذبية من غيرها هذه الأيام على غرار الذهب، قال زيل "كنت أرى تاريخياً أن الذهب معدن لا ينتج الدخل، لكن تغيرت نظرتي في ما بعد، ولهذا اشتريت بعضه، وأعتقد أن هذا المعدن يجب أن يكون ضمن موازنات المستثمر. لا أقول إنه يجب أن نتحول لمدمني ذهب أو أن يُمثل جزءاً كبيراً من عمل المستثمر".

وقال المسؤول في مجموعة "أكويز جروب إنفستمنت" سام زيل، إنه ينبغي الحذر في كثير من الاستثمارات، لا سيما أن روسيا تتعرض لعقوبات غير مسبوقة، لافتاً إلى أنه بالنسبة للمستثمرين فإن هذه المرحلة تشهد مستويات من المجهول.

وفيما يخص التحديات التي تواجه مجال الطاقة، فقال زال: "لطالما  كنت أومن بأن التنوع هو صديقك، ولطالما سعيت أن يكون لدي تنوع في قطاعات الطاقة، وأستمر في فعل ذلك، لكني أظن أن ردة فعل الولايات المتحدة وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ساذجة، لأن أسعار النفط هي دليل على أنها أرسلت رسالة، فهذه النقلة من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة ستكون طويلة".

وفي تعليقه على التقارير التي نشرت هذا الأسبوع، بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعيد التفكير بسياستها تجاه قطاع الوقود الأحفوري، استبعد الملياردير الأميركي أن تكون هناك سياسة جديدة لواشنطن. وأضاف "في الفترة التي كان فيها الرئيس بايدن يمنع استيراد النفط الروسي كان أيضاً يُعزز قطاع الطاقة المتجددة ويسد أنابيب الغاز".

وتابع: "أتساءل كمستثمر كم كنت لأثق بهذا التصريح، وإلى أي مدى سأطالب بضمانات قبل أن أخصص المزيد من رأس المال في قطاع النفط الأحفوري".

وأضاف: "هذه النقلة من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة ستكون  طويلة، ونحن نتصرف وكأنها ستحدث الأسبوع المقبل، وهذا خطير للغاية، وسيؤدي إلى ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري في الوقت الذي لا يوجد لدينا خيار أمام حاجته".

وعما إذا كان يرى العودة إلى شركة "شل" خياراً غير جذابٍ، قال زيل: "نعم لدينا استثمارات في (شل) اليوم ونستمر في ذلك.. نحن لا نهمشها، لكن التوسع الطبيعي الذي يأتي مع ارتفاع الأسعار لم يحصل بعد لأن الإدارة سلبية وغير مشجعة".

وعن المساعي الأميركية إلى إمكانية عودة فنزويلا وإيران إلى تصدير النفط، قال زيل: "ما الذي ستفعله فنزويلا وإيران بالموارد التي ستترافق مع إزالة العقوبات؟ لن يكونا ودودَين مع الولايات المتحدة. الفكرة كلها أن الإدارة الأميركية تركز على إعادتهما إلى الساحة العالمية، بينما ينشرون البروباجندا في أنحاء الشرق الأوسط".

وتابع: "من غير المنطقي إعطاؤهم المصادر لفعل ذلك (في إشارة إلى إيران). في آخر مرة فعلنا الأمر نفسه أقدموا على تمويل حزب الله ومجموعات إرهابية أخرى".

التنوع في الاستثمار

الملياردير الأميركي شدد على أهمية دعم السياسات المحلية والوقود الأحفوري المحلي في الولايات المتحدة.

وأضاف خلال المقابلة مع بلومبرغ: "علينا أن نكون واقعيين بأن النقلة ستحدث، لكنها لن تحدث لأن شخصاً في الكونجرس أو البيت الأبيض يظن أن حدوثه غداً سيكون فكرة جيدة. عليها أن تحدث بناءً على تقييم علمي للمدة التي ستستغرقها، ومستوى الاضطرابات التي سوف تتسببها".

وعن تعاطيه مع النتائج المحتملة للحرب الروسية على أوكرانيا، والطريقة التي سينتهجها على المستوى الاستثماري، قال زيل: "أثبتنا أن من المستحيل تقريباً التنبؤ بما قد يفعله بوتين أم لا. بالطبع أخطأنا سابقاً مراراً وتكراراً، ولذلك أظن أن التنوع في الاستثمار والسيولة والصبر، هي بالفعل العوامل الحاكمة في كيف يمكننا أن نتعامل مع الريبة التي تخلقها البيئة الحالية".

أسس سام زيل في العام 1967 شركة Equity Group Investments، المختصة بالاستثمار في قطاع العقارات، ويتولى حالياً رئيس مجلس إدارة الشركة التي يقع مقرها في مدينة شيكاغو الأميركية، وتمتلك حصصاً في شركة تكرير النفط "بار باسيفيك هولدنجز"، وكذلك في شركة طاقة النفايات "كوفانتا"، وصناديق الاستثمار العقارية.

وتبلغ ثروته، وفقاً لـ"بلومبرغ"، أكثر من 6 مليارات دولار.

تصنيفات