عمليات عسكرية سرية خارج مطار كابول لإنقاذ أميركيين وأفغان

time reading iconدقائق القراءة - 8
عنصر أمن من سلاح الجوّ الأميركي على طائرة عسكرية تجلي أفراداً من مطار كابول - 24 أغسطس 2021 - REUTERS
عنصر أمن من سلاح الجوّ الأميركي على طائرة عسكرية تجلي أفراداً من مطار كابول - 24 أغسطس 2021 - REUTERS
دبي - الشرق

تنفذ وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" والجيش الأميركي، في كابول وخارجها، عمليات سرية لإنقاذ أميركيين، مستخدمة مروحيات وقوات برية، مع قرب انتهاء الموعد النهائي لمغادرة أفغانستان، في 31 أغسطس، حسبما أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال".

وتُنفذ عملية الإجلاء في كابول في ظروف خطرة بشكل متزايد، إذ حذرت السفارة الأميركية في العاصمة من تهديدات إرهابية، وأصدرت إنذاراً أمنياً، الأربعاء، مطالبة الأميركيين بالامتناع عن الذهاب إلى المطار، كما حضّت الموجودين فيه على مغادرته.

ووَرَدَ في التحذير، "على المواطنين الأميركيين الموجودين عند بوابة آبي، والبوابة الشرقية، أو البوابة الشمالية، المغادرة الآن فوراً". وحذر مسؤولون أميركيون من أن جماعة "ولاية خراسان"، التابعة لتنظيم "داعش"، تحاول شنّ هجوم على عسكريين أو مدنيين في المطار.

في السياق ذاته، أشار النائب الديمقراطي آدم شيف، بعد إفادة استخباراتية في الكونجرس، الاثنين، إلى أن "التهديد المحدق بالمطار حقيقي جداً وجسيم جداً"، وتحديداً من "ولاية خراسان". وأضاف، "إنه خطر جدي جداً على طائراتنا وموظفينا، والأشخاص الذين تجمّعوا حول المطار".

عمليات جوية وبرية خطرة

"وول ستريت جورنال" نقلت عن مصدر في الكونجرس، أن قوات أميركية تنفذ مهمات مشتركة مع حلفاء للولايات المتحدة، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا، في مواقع محددة بكابول، حيث تخرج مواطنين من تلك الدول، وحاملي البطاقة الخضراء الأميركية، وأفغاناً يحملون تأشيرات خاصة لدخول الولايات المتحدة، بعد تعاونهم مع الجيش الأميركي.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه العمليات الجوية والبرية محفوفة بأخطار، في ظلّ الظروف الحالية في البلاد، فيما بدأت الولايات المتحدة تعطي الأولوية لإجلاء مواطنيها، على الأفغان المعرّضين للخطر. وبين هؤلاء آلاف المترجمين الأفغان، وآخرين عمِلوا مع الأميركيين، لكنهم بقوا في بلادهم ويواجهون انتقاماً محتملاً من حركة طالبان.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، أنها تنسّق مع الحركة بشأن أمن المطار، ولكن ليس واضحاً ما إذا كان هذا التنسيق، يشمل أيضاً مهمة العثور على هؤلاء وإخراجهم من البلاد.

وإذ رفضت ناطقة باسم "سي آي إيه"، التعليق على عمليات الوكالة في أفغانستان، ذكرت الصحيفة أن لدى الجيش قواعد مختلفة بشأن المعلومات، ويقرّ بالعمليات العسكرية الأميركية، لكن الوكالة لا تفعل ذلك.

وقال الناطق باسم البنتاجون، جون كيربي، إن مسؤولي الوزارة أقرّوا الأربعاء بتنفيذ عملية، مشيرين إلى أن الجيش نقل جواً "أقلّ من 20 أميركياً" ليلاً إلى مطار حامد كرزاي الدولي. لكنه لم يوضح من أين نُقل هؤلاء، وما نوع المروحية التي استُخدمت في ذلك، أو سبب الحاجة إلى نقلهم إلى مجمّع المطار.

فندق بارون

وأضاف المسؤولون أن الجيش نفذ الأسبوع الماضي عمليتين أخريين على الأقلّ، مستخدماً مروحيات، لإنقاذ 185 أميركياً. وشمل ذلك عملية من داخل كابول، أخرجت 16 أميركياً. ونُفذت بعض العمليات ميدانياً، حيث اقتيد أميركيون سيراً على الأقدام إلى المطار. وتحدث المسؤولون عن عملية نقل جوي بمروحيات في كابول الخميس، أُنقذ خلالها 169 أميركياً ونُقلوا إلى المطار، وفق "وول ستريت جورنال".

وقال كيربي إن 3 مروحيات من طراز "شينوك" أقلعت من مطار كابول، على بعد نحو 200 متر خارج محيطه الأمني، وحطّت في منطقة هبوط مؤقتة في فندق بارون، حيث تجمّع أميركيون، نُقلوا لمسافة وجيزة إلى المطار.

وكانت الخطة الأساسية للأميركيين تقضي بالتجمّع في الفندق ودخول "بوابة آبي" في المطار. لكن حشداً ضخماً حال بين البوابة والفندق، فقرّر القادة العسكريون الأميركيون في العاصمة الأفغانية أن الوضع ليس آمناً بالنسبة إلى المواطنين الأميركيين، ونظموا عملية النقل بالمروحية، وكانت أول عملية نقل جوي معروفة خارج محيط المطار.

1500 أميركي

إدارة الرئيس جو بايدن قدّمت، الأربعاء، أول إحصاء للمدنيين الأميركيين في أفغانستان، مشيرة إلى أنهم يعدّون حوالي 1500. وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن مسؤولين أميركيين يحاولون إجلاء 500 أميركي، وهم على اتصال بهم. وأضاف أن وضع الآخرين ليس واضحاً، لافتاً إلى أن المسؤولين الأميركيين يحاولون الاتصال بهم. واستدرك أن بعضهم قد لا يكونون مواطنين أميركيين، فيما أن بعضهم ربما غادروا البلاد، كما أن آخرين قد يخططون للبقاء فيها. وأشار بلينكن إلى إجلاء حوالى 4500 أميركي، منذ سقوط الحكومة الأفغانية في منتصف الشهر الجاري.

وذكرت "وول ستريت جورنال" أن تقدير عدد الأميركيين الذين تم إجلاؤهم، وأولئك الذين ما زالوا في أفغانستان، لا يشمل المقيمين الشرعيين الدائمين في الولايات المتحدة، الذين يحملون بطاقات خضراء تؤهلهم للإقامة والعمل فيها.

ورجّحت الصحيفة أن تتحوّل جهود الولايات المتحدة، مع اقتراب الموعد النهائي في 31 أغسطس، من إجلاء آلاف الأفغان والأميركيين الـ 1500، إلى نقل العسكريين الأميركيين المتبقين والمعدات الأساسية، على آخر الطائرات المغادرة لأفغانستان.

وفي هذا الصدد، أشار مسؤولون في إدارة بايدن إلى استعدادات لاحتمال بقاء أفغانٍ، وآخرين، في البلاد بعد رحيل آخر القوات الأميركية. لكن بلينكن تعهد بأن واشنطن "لن تنسى" هؤلاء، مضيفاً أن الولايات المتحدة وحلفاءها "سيضمنون أن الذين يريدون مغادرة أفغانستان بعد 31 (أغسطس)، سيكونون قادرين على فعل ذلك".

واستدرك أن لا موعد نهائياً لجهود واشنطن لمساعدة الأميركيين والأفغان على المغادرة، وتابع: "هذا الجهد سيستمرّ كل يوم بعد 31 أغسطس. قدّمت طالبان تعهدات عامة وخاصة، لتأمين ممرّ آمن للأميركيين، ولمواطني دول ثالثة، والأفغان المعرّضين للخطر، بعد 31 أغسطس". وشدد على أن الولايات المتحدة ودولاً أخرى ستُلزم الحركة بهذا التعهد.

اقرأ أيضاً: