مجلس النواب الأميركي يمرر تشريعاً لإنهاء العلاقات التجارية الطبيعية مع روسيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر في مبنى الكابيتول هيل بواشنطن - 17 يوليو 2021 - AFP
زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر في مبنى الكابيتول هيل بواشنطن - 17 يوليو 2021 - AFP
دبي -الشرق

أقر مجلس النواب الأميركي، مساء الخميس، تشريعاً لإنهاء العلاقات التجارية الطبيعية مع روسيا بسبب غزو أوكرانيا، في تحرك سريع للموافقة على الإجراء الذي أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن تأييده له الأسبوع الماضي.

ووافق مجلس النواب على مشروع قانون "تعليق العلاقات التجارية الطبيعية مع روسيا وبيلاروسيا" بأغلبية 424 صوتاً مقابل 8 أصوات، في إجراء يتطلب دعم ما لا يقل عن ثلثي الأعضاء، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الجمعة.

ويتجه مشروع قانون "تعليق العلاقات التجارية الطبيعية مع روسيا وبيلاروسيا" الآن إلى مجلس النواب، الذي يناقش أيضاً مشروع قانون مشابه مدعوم من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، إنه سيعمل على تمرير القانون بسرعة.

"الدولة الأولى بالرعاية"

وسيجرد مشروع القانون روسيا وبيلاروسيا الحليف الوثيق لموسكو، والتي استُخدمت كنقطة انطلاق لغزو أوكرانيا، من وضعية "الدولة الأولى بالرعاية"، الخطوة التي ستؤدي إلى زيادة الرسوم الجمركية على بعض الواردات القادمة من كلا البلدين.

وصوّت 8 جمهوريون ضد مشروع القانون، وهم آندي بيحز من ولاية أريزونا، ودان بيشوب من ولاية نورث كارولينا، ولورين بويبرت من ولاية كولورادو، ومات جايتز من ولاية فلوريدا، ومارجوري تايلور جرين من ولاية جورجيا، وجلين جروثمان من ولاية ويسكونسن، وتوماس ماسي من ولاية كنتاكي، وتشيب روي من ولاية تكساس.

ويُعد هذا الإجراء أحدث الجهود المبذولة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها لعزل روسيا عن التجارة الدولية، بينما يبحث الكونجرس والبيت الأبيض طرقاً أخرى لمعاقبة موسكو ومساعدة كييف.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطابه أمام الكونجرس الأربعاء الماضي، إن الولايات المتحدة يجب أن تعاقب السياسيين الروس ووقف جميع الواردات الروسية. كما طالب بالمزيد من المساعدات العسكرية.

ولزيادة الضغط على روسيا وبيلاروسيا، يمنح مشروع القانون بايدن سلطة إصدار أوامر بزيادة الرسوم الجمركية على بعض الواردات، ما يؤدي إلى إنهاء وضعية "الدولة الأولى بالرعاية".

وعلى الرغم من أن مشروع القانون لا يُحدد المنتجات التي يستهدفها، إلا أنها ستشمل المنتجات غير المرتبطة بالطاقة مثل الألومنيوم، والخشب، والمواد الكيميائية، والأسمدة، وفقاً للنائب الجمهوري كيفن برادي، وهو أحد مقدمي مشروع القانون.

تعليق عضوية روسيا

وينص التشريع الجديد أيضاً على أن يطالب الممثلون التجاريون الأميركيون بتعليق عضوية روسيا في منظمة التجارة العالمية، وإيقاف مناقشة طلب بيلاروسيا الانضمام إلى المنظمة.

ويمثل ذلك تصرفاً رمزياً، إذ إن منظمة التجارة العالمية لا تمتلك إطاراً قانونياً لإنهاء عضوية دولة، ويتطلب تغيير هذا الأمر عملية معقدة ووقتاً طويلاً.

ويمنح مشروع القانون أيضاً بايدن الصلاحية لإعادة العلاقات التجارية الطبيعية، مع أحقية الكونجرس في الرفض إذا أوقفت روسيا وبيلاروسيا الغزو.

وقال السيناتور رون وايدن، رئيس لجنة الشؤون المالية في مجلس النواب: "حان وقت عزل نظام فلاديمير بوتين عن مزايا نظام التجارة العالمي"، واصفاً العقوبات التجارية بأنها "أقسى تدابير اقتصادية نشهدها منذ جيل".

ويُعد مشروع قانون "تعليق العلاقات التجارية الطبيعية مع روسيا وبيلاروسيا" إحدى السياسات العديدة التي قدمها ائتلاف من المشرعين من الحزبين بهدف الضغط لاتخاذ رد أكثر عدوانية من البيت الأبيض.

وتتبع إدارة بايدن الكونجرس في كثير من الأحيان بعد التشاور مع حلفاء الولايات المتحدة، وفي بعض الحالات كانت تصدر القرارات بالتنسيق مع الدول، مثل قرار حظر واردات الطاقة الروسية وفرض عقوبات على البنوك الروسية والأوليجارش.

أسلحة إلى أوكرانيا

ويطالب مجموعة من المشرعين من الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) إدارة بايدن بإرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا والمساعدة في تسهيل نقل المقاتلات النفاثة، لكن البنتاجون قال إن هذه الخطوة ستكون مخاطرة كبيرة.

وفي عام 2021، بلغ حجم التبادل التجاري الثنائي بين الولايات المتحدة وروسيا 36.1 مليار دولار، ما يضع روسيا في المركز الـ 23 على قائمة الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، وفقاً لمكتب الإحصار الأميركي.

ويُعد تجريد روسيا من وضعية "الدولة الأولى بالرعاية" خطوة رمزية إلى حد كبير بالنسبة للعلاقات التجارية الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا.

وكانت الولايات المتحدة حظرت بالفعل واردات النفط والغاز والمأكولات البحرية التي تمثل أغلبية الواردات.

لكن الرسوم الجمركية على العديد من المنتجات الأخرى مثل الأسمدة، والبلاديوم، واليورانيوم ستكون صفرية أو طفيفة حتى مع انتهاء الوضعية، بحسب الصحيفة.

وقال لويد دوجيت، عضو مجلس النواب عن ولاية تكساس ومُقدم مشروع القرار: "على الرغم من أننا ندرك الآن أن هذه التدابير الاقتصادية ليس لها تأثير فوري لتقييد المذابح الناجمة عن حرب الإبادة التي شنها بوتين، يظل من المهم عزل روسيا وبيلاروسيا عن أي مزايا للاقتصاد العالمي".

وسيتم تنفيذ إلغاء وضعية "الدولة الأولى بالرعاية" بالتنسيق مع الأعضاء الآخرين في مجموعة السبع.

وأعلنت كندا واليابان عن إنهاء علاقاتهما التجارية الطبيعية مع روسيا، واتخذ الاتحاد الأوروبي مع اعتماده الكبير على المنتجات الروسية خطوات لتقليل الواردات.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات