وفد الجامعة العربية يعلن إحراز تقدم لحل أزمة لبنان والخليج

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس اللبناني ميشال عون خلال استقبال السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية في قصر بعبدا - لبنان - 8 نوفمبر 2021 - twitter/@LBpresidency
الرئيس اللبناني ميشال عون خلال استقبال السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية في قصر بعبدا - لبنان - 8 نوفمبر 2021 - twitter/@LBpresidency
دبي-الشرق

قال الرئيس اللبناني ميشال عون، الاثنين، إن "بلاده حريصة على إقامة أفضل العلاقات وأطيبها مع الدول العربية الشقيقة، ولا سيما منها المملكة العربية السعودية ودول الخليج، ولم تترك مناسبة إلّا وعبرت عن هذا الحرص"، فيما قالت جامعة الدول العربية، إن المصلحة الخليجية واللبنانية هي سبيلها للتوصل إلى مخرج للأزمة القائمة.

وأشار خلال استقبال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي في قصر بعبدا، إلى "ضرورة الفصل بين مواقف الدولة اللبنانية وبين ما يمكن أن يصدر عن أفراد أو جماعات، خصوصا إذا ما كانوا خارج مواقع المسؤولية، آخذين في الاعتبار مقتضيات النظام الديمقراطي الذي اختاره اللبنانيون والذي يضمن حرية الرأي والفكر ضمن ضوابط القانون".

ويزور وفد من الجامعة العربية بيروت، في محاولة لمعالجة الأزمة التي اندلعت بعد تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بشأن الحرب في اليمن.

المصارحة أساس الحل

وذكر البيان الصادر عن الرئاسة اللبنانية أن عون دعا إلى "معالجة ما حدث مؤخراً بين السعودية ولبنان من خلال حوار صادق مبني على أسس الإخوة العربية والتعاون والتنسيق بين مؤسسات الدولتين الشقيقتين نظراً لما يجمعهما من علاقات تاريخية كانت دائماً وستبقى لمصلحة الشعبين".

وأعلن عون ترحيبه بأي "مسعى تقوم به جامعة الدول العربية لإعادة العلاقات الأخوية بين البلدين إلى سابق عهدها لا سيما وأن لبنان لا يكن للمملكة إلّا الخير والتقدم والازدهار".

واعتبر أن "المصارحة في مثل هذه الأوضاع هي عامل أساسي لتقريب وجهات النظر ورأب أي صدع، ولن يتردد لبنان في اتخاذ أي موقف يساعد في تهيئة الأجواء لمثل هذه المصارحة التي تأخذ في الاعتبار السيادة الوطنية والحرص المتبادل على مأسسة العلاقات بين الدولتين الشقيقتين لضمان ديمومتها وعدم تأثرها بأي أحداث فردية وعابرة".

تقريب وجهات النظر

ووفقاً للبيان، قال السفير زكي للصحافيين عقب لقاء عون، إنه "جاء بتكليف من الأمين العام لجامعة الدول العربية للتعرف على الموقف في ما يتعلق بالأزمة الأخيرة التي حصلت بين لبنان والسعودية وعدد من دول الخليج على خلفية التصريحات الإعلامية لوزير الإعلام منذ فترة". 

وأضاف: "هذا جهد من الجامعة العربية للتعرف على الموقف أولاً، وإذا ما تبين أن هناك إمكانية أن نبذل جهداً كي نتمكن من تقريب وجهات النظر بين الجانبين وحل هذا الإشكال، فذلك يكون أمراً طيباً. المصلحة اللبنانية والمصلحة الخليجية هي هدفنا وسبيلنا للتوصل إلى مخرج لهذا الوضع."

وعن إمكانية زيارته للسعودية، قال زكي: "إذا احتاج الأمر زيارة المملكة فهذا وارد، إننا نزور المملكة العربية السعودية في كل الأوقات وهذا أمر مطروح دائماً، لكن يجب أولاً أن نشعر أن هناك حلحلة في الازمة حتى يمكن أن نأخذها إلى مرحلة مقبلة".

نقطة البداية

وتابع زكي: "الحوار قائم، ووجدنا مثلما قال أحد الأصدقاء ثقباً في الباب نستطيع أن نمر منه"، وأكد دعم "كل جهد عربي للمساعدة في حل الأزمة".

وأضاف الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، في تصريحات تليفزيونية، أن "العلاقات بين الدول العربية لها أسس تقوم عليها، والجميع ملتزم بها"، لافتاً إلى أهمية العلاقات بين لبنان ودول الخليج.

وأعرب زكي عن أمله في "اتجاه الجهد الذي نبذله نحو مسلك إيجابي"، واختتم: "نأمل أن تكون نقطة البداية من هنا، ونعبر الأزمة إلى حوار بشكل عميق، وأكثر جدية في مسار العلاقة اللبنانية الخليجية بشكل عام".

إزالة الثغرات

من جانبه، قال رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، إن "لبنان حريص على عودة علاقاته الطبيعية مع المملكة العربية السعودية، ودول الخليج".

وأضاف في تغريدة عبر حساب الحكومة على موقع تويتر: "سنبذل كل جهد ممكن لإزالة ما يشوب هذه العلاقات من ثغرات، ومعالجة التباينات الحاصلة، بروح الأخوّة والتعاون".

وأبلغ ميقاتي، السفير زكي، خلال استقباله، الاثنين، "أن الجامعة العربية يمكنها القيام بدور أساسي في هذا المجال"، وواصل: "نحن نشدد على اضطلاعها بمهمة تقريب وجهات النظر، وإزالة الخلافات والتباينات حيثما وجدت".

هيمنة حزب الله

وبدأت الأزمة مع تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو من مشاركة وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي ضمن برنامج تلفزيوني، قال خلاله إن الحوثيين "يدافعون عن أرضهم"، وهم في موقع "دفاع عن النفس" متسائلاً: "هل يعتدون على أحد؟"، معتبراً أن الحرب "عبثية ويجب أن تتوقف"، لأن هناك "عدواناً" بحسب قوله. 

وعند سؤاله عما إذا كانت السعودية والإمارات "تعتديان على اليمن"، أجاب قرداحي: "أكيد هناك اعتداء.. هناك عدوان مستمر على هذا الشعب منذ نحو 8 سنوات"، وذلك قبل أن يعلن، عبر صفحته على موقع فيسبوك، أن تصريحاته جاءت قبل توليه منصبه، وإنها اقتطعت من سياقها.

ونهاية أكتوبر الماضي، أفاد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بأن الأزمة القائمة مع لبنان ترجع أصولها إلى "التكوين السياسي اللبناني الذي يعزز هيمنة جماعة حزب الله المسلحة، المدعومة من إيران، ويتسبب في استمرار عدم الاستقرار".

وقال الأمير فيصل لوكالة "رويترز": "أعتقد أن القضية أوسع بكثير من الوضع الحالي.. أعتقد أن من المهم أن تصيغ الحكومة في لبنان، أو المؤسسة اللبنانية، مساراً للمضيّ قدماً، بما يحرر لبنان من الهيكل السياسي الحالي الذي يعزز هيمنة حزب الله".

وأضاف أن هذا النظام "يضعف مؤسسات الدولة داخل لبنان، بما يجعله يواصل السير في مسار يتعارض مع مصالح الشعب اللبناني".

وتابع وزير الخارجية السعودي: "ليس لنا رأي في الحكومة في لبنان. ليس لنا رأي فيما إذا كانت ستبقى أم ​​ستذهب.. الأمر متروك للشعب اللبناني".

اقرأ أيضاً: