Open toolbar

جنود أوكرانيون يحملون نعش زميل لهم خلال تشييعه في أوزهورود بعد مصرعه في القتال ضد القوات الروسية - 8 أغسطس 2022 - REUTERS

شارك القصة
Resize text
كييف-

أعلنت أوكرانيا عن قصف مكثف شنته القوات الروسية على خطوط الجبهات، الثلاثاء، مشيرة إلى "صمود" منطقة دونيتسك أمام هجمات موسكو. في الوقت ذاته، أشارت بريطانيا إلى أن روسيا واصلت التركيز على تعزيز دفاعاتها في جنوب أوكرانيا، لافتة إلى أن قواتها لم تتقدّم كثيراً خلال المعارك.

وأفاد مسؤولون أوكرانيون بوقوع معارك عنيفة في بلدات على الخطوط الأمامية قرب دونيتسك شرق أوكرانيا، وقالوا إن القوات الروسية تشنّ موجات من الهجمات، خلال محاولتها السيطرة الكاملة على إقليم دونباس الصناعي، كما أفادت وكالة "رويترز".

وقال حاكم دونيتسك بافلو كيريلينكو: "الوضع في المنطقة متوتر، القصف مستمر في كل أنحاء خط المواجهة... العدو يستخدم الضربات الجوية بشكل كبير. العدو لا ينجح. منطقة دونيتسك صامدة".

"تطويق" القوات الروسية

في محيط مدينة خاركوف شمال شرقي البلاد، استعادت القوات الأوكرانية بلدة دوفينك من الجيش الروسي، وتتقدّم نحو إيزيوم، كما قال مستشار الرئيس الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش، في تسجيل مصوّر بُثّ على موقع "يوتيوب".

وأفاد تقرير يومي عن ساحة المعركة، تصدره هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني، بأن البلدات الواقعة شمال خاركوف، وشرقها وجنوب شرقها، تعرّضت لنيران دبابات ومدفعية وصواريخ.

وقال أريستوفيتش: "الوضع مثير للاهتمام بشكل كبير. القوات الأوكرانية تتحرّك بنجاح كبير. محاولات روسيا لاستعادة الأرض التي خسرتها، لم تكن ناجحة. قد ينتهي الأمر بأوكرانيا إلى تطويق" القوات الروسية في المنطقة.

في جنوب شرق البلاد، استهدفت القوات الأوكرانية مجدداً جسر أنتونوفسكي فوق نهر دنيبرو بمنطقة خيرسون، محاولةً تعطيل خطوط الإمداد الروسية، بحسب "رويترز".

وأشار يوري سوبوليفسكي، نائب رئيس مجلس خيرسون الذي أقصته القوات الروسية، إلى تعرّض الجسر لأضرار جسيمة بعد "عمليات ليلية".

تقدّم روسي بطيء

في السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية في تقرير استخباراتي دوري، أن روسيا واصلت تركيز جهودها على تعزيز دفاعاتها في جنوب أوكرانيا، وهجماتها على المواقع الأوكرانية في دونيتسك.

وأضافت أن الهجوم الروسي على بلدة باخموت كان أنجح محاورها في دونباس، خلال الأيام الـ30 الماضية. واستدركت أن موسكو تمكّنت خلال تلك الفترة من التقدّم لنحو 10 كيلومترات فقط في المنطقة.

وفي قطاعات أخرى بدونباس، تحاول روسيا اختراقها، لم تتقدّم قواتها أكثر من 3 كيلومترات خلال الأيام الـ30، أي "أقلّ بكثير ممّا كان مخططاً له".

وتابعت الوزارة: "رغم استمرار استخدامها المكثف للمدفعية في تلك المناطق، لم تتمكّن روسيا من تشكيل (وحدة) مشاة قتالية قادرة بأعداد كافية على تأمين مزيد من التقدّم الجوهري".

حصيلة أميركية لضحايا موسكو

وكيل وزارة الدفاع الأميركية للسياسة، كولين كال، ذكر الاثنين أن روسيا تكبّدت ما بين 70 و80 ألف قتيل وجريح، منذ بدء غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير.

وأشار كال إلى أن القوات الروسية خسرت "ما بين 3 آلاف و4 آلاف" مدرعة، لافتاً إلى احتمال معاناتها من نقص في الصواريخ الموجّهة بدقة.

واعتبر أن هذه الخسائر "لافتة جداً، على اعتبار أن الروس لم يحققوا أيّاً من أهداف (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين في بداية الحرب".

وأقرّ كال أيضاً بتكبّد الأوكرانيين خسائر ضخمة في الأرواح، لكنه لم يقدّم أيّ أرقام في هذا الصدد.

وقال: "يسقط قتلى لدى الجانبين. هذه الحرب هي النزاع التقليدي الأكثر شدة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية".

ولفت إلى أن "الأوكرانيين يملكون ميزات عديدة، لعلّ أهمها عزمهم على القتال".

محطة زابوروجيا النووية

نقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء، عن قيادي انفصالي موالٍ لموسكو في منطقة زابوروجيا جنوب أوكرانيا، قوله إن الدفاعات المضادة للطائرات ستتعزّز حول محطة زابوروجيا للطاقة النووية، بعد أيام على أنباء عن قصف هذا المجمّع.

وأضاف أن المحطة النووية، وهي الأضخم في أوروبا، تعمل بشكل طبيعي، مشيراً إلى إصلاح خطوط الكهرباء المتضرّرة.

جاء ذلك، بعدما تبادلت كييف وموسكو اتهامات، الاثنين، بشأن هجوم تعرّض له المجمّع قبل أيام، مثيراً مخاوف دولية من كارثة ذرية محتملة.

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أي هجوم على محطة نووية بأنه "انتحاري"، وطالب بالسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول زابوروجيا، أضخم مجمّع للطاقة النووية في أوروبا.

واستولت القوات الروسية في مارس، على منطقة تضمّ محطة زابوروجيا، جنوب أوكرانيا. لكن المنطقة، بما في ذلك مدينة خيرسون، باتت الآن هدفاً لهجوم مضاد أوكراني، بحسب "رويترز".

وأشار بيترو كوتين، رئيس شركة "إنرجواتوم" الرسمية الأوكرانية للطاقة الذرية، إلى أن موسكو تنشر 500 جندي و50 قطعة من المعدات الثقيلة، بما في ذلك دبابات وشاحنات وعربات مشاة مدرعة، في مجمّع المحطة النووية، التي لا يزال يديرها فنيون أوكرانيون.

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الغرب إلى تشديد عقوباته على القطاع النووي الروسي، نتيجة "تسبّبه بتهديد بحدوث كارثة نووية".

نقل حبوب أوكرانية

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية أن سفينتين أخريين تحملان حبوباً، أبحرتا من ميناء تشورنومورسك الأوكراني الثلاثاء، في إطار اتفاق توسّطت فيه الأمم المتحدة وأنقرة الشهر الماضي، لتسهيل شحنات الحبوب، بعد نقص حاد في الغذاء أثار تهديدات بحصول مجاعة في مناطق بالعالم.

وأشارت الوزارة إلى أن السفينة "أوشن لايون" غادرت إلى كوريا الجنوبية، حاملة 64 ألفاً و720 طناً من الذرة، فيما تحمل السفينة الثانية "رحمي ياجتشي" 5 آلاف و300 طن من مسحوق دوار الشمس إلى تركيا.

وأضافت أن 4 سفن غادرت أوكرانيا في وقت سابق، ترسو قرب إسطنبول وستخضع لتفتيش الثلاثاء.

اقرأ أيضاً:

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.