ماذا بعد إعلان روسيا استقلال دونيتسك ولوغانسك؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستمع إلى رئيس أركان القوات المسلحة فاليري جيراسيموف أمام شاشة ضخمة تظهر خريطة أوكرانيا خلال الاجتماع السنوي لمجلس وزارة الدفاع في موسكو- 21 ديسمبر 2021 - AFP
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستمع إلى رئيس أركان القوات المسلحة فاليري جيراسيموف أمام شاشة ضخمة تظهر خريطة أوكرانيا خلال الاجتماع السنوي لمجلس وزارة الدفاع في موسكو- 21 ديسمبر 2021 - AFP
دبي-الشرق

وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، مرسوماً تعترف بموجبه موسكو باستقلال منطقتي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، في خطوة من شأنها أن تصعد النزاع مع حكومة كييف المدعومة من الغرب.

وقال بوتين إنه واثق من أن المواطنين الروس يؤيدون هذا القرار، متجاهلاً التحذيرات الغربية بأن مثل هذه الخطوة ستكون غير قانونية، وستقضي على مفاوضات السلام.

وعلى الرغم من أن موسكو كانت تدعم الانفصاليين في لوغانسك ودونيتسك بالأسلحة، إضافة إلى الدعم الاقتصادي منذ إعلان الإقليمين استقلالهما عن أوكرانيا من جانب واحد عام 2014، فإن قرار الاعتراف يعتبر خطوة كبيرة من جانب روسيا من شأنها أن تعقد الأزمة وربما تمهد لمواجهة عسكرية مع كييف.

ماذا يعني الاعتراف؟

بتوقيع بوتين على مرسوم الاعتراف، أصبحت روسيا لأول مرة لا تعتبر إقليمي لوغانسك ودونيتسك جزءاً من الأراضي الأوكرانية.

وبحسب رويترز، فإن هذا الأمر من شأنه أن يمهد الطريق لروسيا من أجل إبرام اتفاقات تعاون عسكري معهما بشكل مستقل عن أوكرانيا، يتيح لموسكو إرسال جيشها إلى أراضي الإقليمين.

كما سيمكن لروسيا تبرير تحريك قواتها إلى الإقليمين بذريعة حماية مواطنيها، بعدما منحت مئات آلاف السكان هناك جوازات سفر روسية في السنوات الماضية.

والاثنين، أمر فلاديمير بوتين، بنشر قوات حفظ سلام في دونيتسك ولوغانسك، كما أعلن توقيع اتفاقات تعاون وصداقة مع المنطقتين الانفصاليتين.

وسيكون بذلك على أوكرانيا إما القبول بخسارة جزء كبير من أراضيها أو الدخول في نزاع مسلّح مع جارتها الأقوى بكثير.

وسبق لروسيا أن استخدمت سيناريو مشابهاً، يصل إلى حد التطابق، في التعامل مع الأزمة الجورجية في أغسطس 2008، حين وقع الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيدف على مرسوم، أعلن بمقتضاه اعتراف روسيا بجمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، اللتين أعلنتا الانفصال عن جورجيا.

وفي الشهر ذاته، تدّخلت روسيا عسكرياً إثر محاولة الجيش الجورجي استعادة السيطرة على أوسيتيا الجنوبية.

ومن اللافت أن مدفيدف برّر تدخل بلاده العسكري في جورجيا والاعتراف بجمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، بأنه كان "الخيار الوحيد للحفاظ على أرواح الناس"، لافتاً إلى أنه "لم يكن سهلاً"، وحمَّل تبليسي مسؤولية ذلك، معتبراً أن محاولتها إعادة بسط سلطتها على أراضي الجمهوريتين الانفصاليتين شكلٌ من أشكال "الإبادة لبلوغ أهداف سياسية"، وأن الرئيس الجورجي (حينذاك) ميخائيل ساكاشفيلي، ألغى عبر ذلك كل آمال التعاون السلمي بين الأوسيتيين والأبخاز والجورجيين في دولة واحدة".

ماذا سيحدث لاتفاقية مينسك؟

ومن شأن الاعتراف أن يُبطل إلى حد كبير "عملية مينسك" وهي مجموعة من الاتفاقيات التي وقعتها روسيا وأوكرانيا في عامي 2014 و2015 والتي تضمن بقاء المنطقتين جزءاً من أوكرانيا مع "وضع خاص".

ودعت اتفاقيات مينسك إلى وقف إطلاق النار بين أوكرانيا والانفصاليين المدعومين من روسيا، في لوغانسك ودونيتسك. وبموجبها، توافق كييف على منح المنطقتين "وضعاً قانونياً خاصاً" مقابل سحب موسكو لقواتها.

ويبدو أن هذا الأمر يعد أحد أهداف بوتين، الذي قال الاثنين خلال اجتماع مجلس الأمن الروسي إنه "لا يوجد مستقبل" لاتفاقيات مينسك للسلام المبرمة عام 2015 والهادفة لحل النزاع.

وأوضح بأن المخاطر تتجاوز أوكرانيا، التي أثارت حفيظة موسكو بمساعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

كيف سيرد الغرب؟

ومن المرتقب أن تواجه موسكو عقب هذا القرار عقوبات وإدانات دولية لتخليها عن عملية مينسك بعد أن أكدت طويلاً أنها ملتزمة بها. كما سيجعل هذا الاعتراف روسيا مسؤولة إلى أجل غير مسمى عن المنطقتين، اللتين دمرتهما ثماني سنوات من الحرب وتحتاجان إلى دعم اقتصادي هائل، بحسب "رويترز".

وأعلن البيت الأبيض، الاثنين، أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيوقع قراراً بفرض عقوبات على أي شخصيات تستثمر في دونيتسك ولوغانسك التي تم الاعتراف بهما من قبل روسيا كجمهوريتين مستقلتين.

وأوضح البيت الأبيض في بيان أن "قرار روسيا كان متوقعاً وجاهزون للرد"، لافتاً إلى أنه سيتم الإعلان عن إجراءات إضافية تتعلق بانتهاك روسيا للالتزامات الدولية.

من جانبها، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، الاثنين، إن روسيا انتهكت المواثيق الأممية بشأن أوكرانيا، وتجاهلت بشكل "صارخ" اتفاقيات مينسك، بعد اعترافها بانفصال جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك عن أوكرانيا. من جهته، أفاد وزير الدفاع البريطاني بن والاس، إن دعم بلاده لأوكرانيا "لا يتزعزع".

كما تعهد الاتحاد الأوروبي إنه سيردّ بـ"حزم" وبشكل موحد على اعتراف روسيا بالانفصاليين. وتزامناً مع ذلك، طالبت لاتفيا الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على روسيا "فوراً".

وقبل صدور قرار الاعتراف، أكّد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاثنين أنّ التكتل سيفرض عقوبات على روسيا إذا اعترفت بالانفصاليين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات