ميداليات تذكارية لأشهر مساجد القاهرة احتفالاً بـ1050 عاماً على تأسيسها

time reading iconدقائق القراءة - 5
صورة مركبة للميداليات التذكارية التي تم إصدارها احتفالاً بذكرى تأسيس القاهرة الـ1050 -  مصلحة الخزانة العامة وسك العملة المصرية
صورة مركبة للميداليات التذكارية التي تم إصدارها احتفالاً بذكرى تأسيس القاهرة الـ1050 - مصلحة الخزانة العامة وسك العملة المصرية
القاهرة - أماني السيد

أصدرت مصلحة الخزانة العامة وسك العملة المصرية مجموعة من الميداليات التذكارية، ضمن احتفالات الذكرى الـ1050 لتأسيس مدينة القاهرة.

وتزامنت احتفالات هذه السنة مع اختيار القاهرة من قبل منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" عاصمةً للثقافة والحضارة الإسلامية.

وبحسب بيان لوزارة المالية المصرية، فإن الميداليات التذكارية لمدينة القاهرة التاريخية، تحمل صوراً لمجموعة من الآثار الإسلامية العتيقة، منها الجامع الأزهر، وجامع الأقمر، وقبة الإمام الشافعي، وجامع السلطان حسن، وجامع محمد علي، إضافة إلى "السقاء" الذي حمل الماء بين أحيائها وشوارعها.

ونقل البيان عن محمد فتحي، مستشار رئيس مصلحة الخزانة العامة وسك العملة، قوله إن "حضارة مصر العريقة، التي يعود تاريخها لأكثر من 7 آلاف عام، تستحق منا ألا ندخر جهداً لإظهار إرثها الحضاري بأفضل صورة ممكنة".

واعتبر البيان أن اختيار "الإيسيسكو" للقاهرة كعاصمة للثقافة والحضارة الإسلامية لعام 2020 "يؤكد مكانة مصر في قلب العالم الإسلامي؛ باعتبارها ملتقى للثقافات على مر العصور".

ميداليات إرث القاهرة 

أحمد كمال النحات، مصمم العملات الوحيد في مصلحة سك العملة المصرية، قال لـ"الشرق" إنه تم تحديد عدد العملات ومضامينها بالتنسيق مع وزارة الآثار، لافتاً إلى أنه تم الاستقرار "على 6 تصميمات تذكارية تصوّر 5 أماكن معينة، فيما تحتفي الأخيرة بشخصية السّقاء".

واختيرت الأماكن الخمسة نظراً لكونها تشهد على حقبات زمنية مختلفة من التاريخ، وفقاً للنحات.

ويمثل جامعا "الأقمر" و"الأزهر" الحقبة الفاطمية، فيما يعود جامع "السلطان حسن" إلى عصر المماليك. وتصور العملة الرابعة "قبة الإمام الشافعي"، التي يعود تاريخها إلى العصر الأيوبي، بينما تحتفي العملة الأخيرة بالعصر العثماني بتصوير مسجد "محمد علي" في القلعة.

واحتفت ميدالية بشخصية "السَّقَّاء"، المسؤول عن نقل المياه من الخزانات أو الأنهار إلى المساجد والمدارس والمنازل لقرون في القاهرة، وذلك باعتبار هذه المهنة تمثل تراثاً غير مادي في العاصمة المصرية، على حد تعبير النحات.

وقال النحات إن تصميم العملات استغرق نحو شهرين، إذ بدأ من فبراير الماضي وانتهى في أبريل، لافتاً إلى أن العملات نُحتت أولاً على ألياف الأكريليك ثم طُليت بالذهب والفضة.

تحديات في التصميم

واجه القائمون على المشروع صعوبات في التصميم لغياب صور واضحة ذات أبعاد وزوايا مختلفة للمساجد التي وقع عليها الاختيار لتصويرها، وهو ما دفع القائمون على التصميمات لعمل زيارات ميدانية للمساجد المختارة.

سيمون مدحت، أحد النحاتين الذين شاركوا في المشروع، قالت لـ"الشرق" إنها ذهبت لمسجد السلطان حسن وجامع الأقمر بمنطقة القاهرة القديمة لتصويرهما بنفسها.

وأضافت أن "جامع الأقمر هو الأكثر استغراقاً للوقت في أثناء العمل؛ نظراً لأنه يقع في شارع المعز الضيق والمحاط بالعمران والمباني التي حالت دون أخذ صور واضحة كغيره".

مدينة الـ1000 مئذنة

رأفت النبراوي، أستاذ الآثار الإسلامية وعميد كلية الآثار الأسبق، اعتبر في مقابلة مع "الشرق" أن "المساجد المختارة هي الأفضل تعبيراً عن القاهرة التاريخية بمراحلها الزمنية المختلفة"، لافتاً إلى أنها من أشهر وأهم المساجد في القاهرة.

وأوضح أن "القاهرة لها تاريخ عريق في مجالات كثيرة، خصوصاً التصميمات العمرانية، وهي من أغنى العواصم العربية لتوفرها على أكثر من 800 أثر إسلامي، تشهد جميعها على الفترات التاريخية المختلفة للمدينة منذ تأسيسها قبل 1050 عاماً".

وأضاف: "جوهر الصقلي، قائد جيوش المعز لدين الله الفاطمي، اختار مصر لفتحها لتصبح واحدة من أهم المدن الإسلامية، ومع بناء القاهرة بدأ ببناء جامع الأزهر، ثم انتشرت المساجد من حوله، مثل الجامع الأقمر، وهما من أهم الآثار الفاطمية في مصر".

أما العصر الأيوبي فيشهد عليه عدد من الآثار، أبرزها قبة الإمام الشافعي، وقبة شجرة الدر، وفقاً للنبراوي.