سنان أوغان.. "صانع ملوك" يحدد رئيس تركيا القادم

time reading iconدقائق القراءة - 6
سنان أوغان مرشح تحالف "أتا" القومي اليميني للانتخابات الرئاسية التركية خلال مؤتمر صحفي في إسطنبول. 3 مايو 2023 - REUTERS
سنان أوغان مرشح تحالف "أتا" القومي اليميني للانتخابات الرئاسية التركية خلال مؤتمر صحفي في إسطنبول. 3 مايو 2023 - REUTERS
دبي- الشرق

أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في تركيا، الاثنين، جولة إعادة في انتخابات الرئاسة بين رجب طيب أردوغان ومنافسه كمال كيليجدار أوغلو، ما دفع خبراء ومحليين إلى وصف المرشح الثالث سنان أوغان بأنه "صانع ملوك"، حيث يسعى المرشحان للحصول على دعمه خلال تلك الجولة.

وقال رئيس اللجنة أحمد ينار، في مؤتمر صحافي، إن أردوغان حصل على 49.51% من الأصوات، فيما حصد كيليجدار أوغلو 44.88%، وحاز مرشح تحالف "أتا" (الأجداد) سنان أوغان 5.17%، وحصل المرشح المنسحب محرم إنجه على 0.44%.

ومع احتدام التنافس بين المرشحين للفوز برئاسة تركيا، تحول أوغان إلى "صانع ملوك" و"رقم صعب"، كما وصفه محللون وتقارير غربية، في ظل إمكانيته ترجيح كفة أردوغان أو كيليجدار في الجولة الثانية المقررة في 28 مايو الجاري.

أهم شخصية في تركيا

وتوقعت شبكة "CNN" الأميركية أن يتحول أوغان من "سياسي غير معروف إلى أهم شخصية تركية خلال الأسبوعين المقبلين" اللذين يسبقان الجولة الثانية.

ولفت أستاذ العلوم السياسية بجامعة "كوج" في إسطنبول مراد سومر إلى أن "أوغان سبق له أن انتقد أردوغان وكيليجدار، لكن غالبية ناخبيه أقرب إلى الرئيس الحالي من منافسه مرشح المعارضة"، مضيفاً لـ"CNN" أن "كيليجدار يحتاج إلى شرح كيف يمكنه أن يحكم البلاد في ظل سيطرة حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمة أردوغان على البرلمان".

ووسط هذه الضغوط التي تحيط بكلا المرشحين ينظر إلى أوغان كـ"صانع ملوك" في جولة الإعادة المرتقبة، بحسب ما وصفه هاكان أكباس، العضو المنتدب لشركة الخدمات الاستشارية الاستراتيجية في إسطنبول، الذي قال إن "أوغان سيتفاوض مع الطرفين لكن أردوغان لديه الكثير ليعرضه".

شروط أوغان

ورهن أوغان الذي لم يدع بعد مناصريه إلى دعم أحد المرشحَين، مسألة الدعم بالموافقة على ملفات عدة أهمها "إعادة اللاجئين إلى بلدانهم"، و"عدم دعم الأحزاب الكردية"، التي قال إن اسمها ارتبط بـ"الإرهاب".

وأعرب أوغان، وهو النائب السابق لحزب "الحركة القومية"، عن انفتاحه للتفاوض "على أساس مبادئ" المرشحين أردوغان وكيليجدار، اللذين أكد أنه لم يلتق بهما منذ بدء الانتخابات التركية، الأحد.

وقال أوغان إنه "سيتشاور مع قاعدته الانتخابية قبل التوصل لقرار حول جولة الإعادة، لكنه اعتبر أن ملفي محاربة الإرهاب وإعادة اللاجئين خطوط حمراء لهما الأولوية"، وفقاً لوكالة "رويترز". 

ويدعم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد كيليجدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية، في حين أيد حزب "هدى بار" (حزب الهدى) الكردي إعادة انتخاب الرئيس أردوغان.

وشدد أوغان (55 عاماً) على أن هدفه إزاحة الحزبين الكرديين عن "المعادلة السياسية التركية ودعم القوميين والعلمانيين الأتراك"، مشيراً إلى أن "نتائج الانتخابات أظهرت أننا نجحنا في ذلك".

وعود أوغان

ودخل الأكاديمي ذو الأصول الأذربيجانية سنان أوغان الانتخابات كمرشح لتحالف "آتا" المكون من 4 أحزاب يمينية قومية، أبرزها حزب "النصر" وحزب "العدالة".

وقامت حملة أوغان الرئاسية على عدة وعود منها "إعادة المهاجرين إلى بلادهم في أقرب وقت ممكن"، و"إلغاء النظام الرئاسي" و"العودة إلى النظام البرلماني"، و"حل المشاكل الديمغرافية التي سببتها هجرات الشعوب الأخرى باتجاه تركيا"، على حد تعبيره.

واعتبر أوغان أن الانتخابات أظهرت عدم قدرة المعارضة الرئيسية في تركيا على الحصول على دعم شعبي كافٍ رغم وقوع الزلازل المدمرة التي ضربت جنوب شرق تركيا في فبراير الماضي، وأردف: "بعث الناخبون رسالة بأنهم لا يثقون في المعارضة بشكل كافٍ، لكنهم أسندوا لنا دوراً كقوة موازنة للحزب الحاكم".

ودخل أوغان البرلمان في عام 2011 مع حزب "الحركة القومية" الذي سعى لقيادته عام 2015، لكنه لم ينجح في ذلك وتم طرده لاحقاً. ورغم ذلك، لم ينتقل إلى حزب آخر، ولم يؤسس حزباً جديداً، وأعلن أنه "سيبقى مخلصاً لحزبه ونضاله رغم العروض التي قدمت له".

حظوظ المرشحين

ومن المتوقع أن يلتقي كل من المرشحين للانتخابات الرئاسية بأوغان شخصياً في الأيام المقبلة، بحسب وكالة "رويترز" التي أشارت إلى سهولة أن يتحالف أردوغان مع أوغان بسبب "آرائهما المحافظة" رغم أن تحالف الرئيس التركي يضم "هدى بار" الكردي.

ويثق أردوغان في إمكانية إبرام صفقة مع أوغان من أجل أن يحقق فوزاً مريحاً في جولة الإعادة، إذ قال مسؤول رفيع المستوى من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم لـ"رويترز"، إن "فرصنا في الجولة الثانية كبيرة جداً، وإن أوغان بيده مقاليد الأمور".

وفي المقابل، رهن أوغان مسألة دعم مرشح المعارضة كيليجدار أوغلو بـ"الموافقة على عدم تقديم تنازلات لحزب الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد.

وأشار أوغان إلى إمكانية التوقيع على "بروتوكول" مع تحالف الأمة المعارض يتضمن وعوداً بـ"عدم تقديم أي تنازلات لحزب الشعوب الديمقراطي"، واصفاً ذلك بـ"الأمر البسيط".

وتوقع خبراء أن يعيد كيليجدار أوغلو التفكير في استراتيجيته بعد أن حل في المركز الثاني بعد أردوغان، وشدد مسؤول كبير من تحالف المعارضة لـ"رويترز" على ضرورة أن يعيد كيليجدار أوغلو "هيكلة استراتيجيته بالكامل".

وقال مسؤول آخر من المعارضة إن أردوغان "نجح في تخويف واجتذاب بعض الناخبين المنتمين للتيار القومي الوسطي إلى صفه" من خلال ادعاء من "دون أدلة" بأن حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا يدعم كيليجدار أوغلو.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات