الصين: لا نعرف شيئاً عن اختفاء رجل الأعمال باو فان

قالت الصين إنها لا تعرف شيئاً عن اختفاء مؤسس شركة "تشاينا رينيسانس" المالية باو فان، الذي يعد أكبر صانع للصفقات التكنولوجية في الصين، ما يترك المجموعة الاستثمارية الرائدة في البلاد بحالة اضطراب، حسبما أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.

وقالت الصحيفة إن اختفاء فان يأتي في وقت تبدو فيه بكين كأنها "تراجعت عن حملاتها القمعية على شركات التكنولوجيا في البلاد والتي أضرت بأعمال تشاينا رينيسانس". 

ولكن "فرانس برس" أشارت إلى أن اختفاء فان يثير مخاوف من حملة جديدة للسيطرة على القطاع المالي والتكنولوجي في الصين، حيث يواصل الرئيس شي جين بينج حملته ضد الفساد.

ورداً على سؤال خلال مؤتمره الصحافي الدوري، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية وانج وينبين، الجمعة، إنه "لا يعرف شيئاً عن هذه المسألة".

وأضاف: "لكن يمكنني أن أقول لكم إن الصين بلد يسوده حكم القانون وتحمي الحكومة الصينية الحقوق المشروعة لمواطنيها وفقاً للقانون".

"لا نستطيع الاتصال به"

وقالت المجموعة الصينية إنها غير قادرة على الوصول إلى مؤسسها فان، وليس لديها أي معلومات تشير إلى أن اختفاءه مرتبط بأعمالها أو عملياته، مشيرة إلى أن لجنتها التنفيذية "ستواصل إدارة العمليات اليومية في غياب فان". 

أسس فان "تشاينا رينيسانس" في عام 2005 بعد أن عمل في بنكي "مورجان ستانلي" و"كريدي سويس" ليحوّلها تدريجياً من مجرد شركة لتقديم الاستشارات المصرفية إلى واحدة من أكبر المؤسسات المالية في الصين، كما أنه غالباً ما كان يفوز بعمليات التمويل والدمج المتعلقة بمجال التكنولوجيا من المنافسين الأكبر في وول ستريت. 

ويمتلك فان حصة تقترب من 50% من "تشاينا رينيسانس" التي تبلغ قيمتها السوقية 5.7 مليار دولار هونج كونج (730 مليون دولار أميركي)، وتقول المجموعة إنها تواصل العمل بشكل طبيعي حتى الآن. 

قضايا "فساد"

من جهتها، ذكرت مؤسسة "كايشين" الإعلامية الصينية أن الاضطرابات طالت المجموعة منذ سبتمبر الماضي، عندما اقتيد رئيسها كونج لين من قبل السلطات الصينية. 

ويقول مستثمرون مقرّبون من فان إن من المرجح أن تكون المشكلة المتعلقة به مرتبطة بأزمة لين، معربين عن أملهم في الإفراج عن مؤسس المجموعة بعد تقديم المعلومات المطلوبة للسلطات. 

ويعد اختفاء فان الأحدث في قائمة طويلة من المديرين التنفيذيين للمؤسسات المالية الصينية الذين اختفوا أثناء التحقيق معهم في قضايا فساد ذات صلة بالبلاد، إذ اختفى ماو شياو فنج، رئيس بنك "مينشنج"، في عام 2015 واحتجز لمدة 21 شهراً قبل الإفراج عنه بكفالة وسط تحقيق فساد في البنك.

كما تم اعتقال يم فانج، رئيس شركة خدمات الوساطة في الأوراق المالية الصينية "جوتاي جونان إنترناشيونال،" في عام 2015 أيضاً، لكن أطلق سراحه بعد 5 أسابيع عقب مساعدته السلطات الصينية في التحقيقات، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام المحلية. 

وشن الزعيم الصيني شي جين بينج، منذ وصوله إلى السلطة قبل عقد من الزمان، حملة شرسة لمكافحة الفساد أطاح فيها بالعديد من كبار المسؤولين في الصين، الذين كانوا يميلون أيضاً إلى أن يكونوا منافسين سياسيين له. 

ويُعرف فان في الوسط التكنولوجي في الصين بالتزامه الشديد، وقد عمل على تمويل أهم الشركات الناشئة في البلاد وإقناع الأطراف المتعددة بعقد صفقات. 

اقرأ أيضاً: