أعلن وزير العدل الأميركي ميريك جارلاند، الجمعة، توقيف 3 أشخاص للاشتباه بضلوعهم في مؤامرة تدعمها طهران لاغتيال الصحافية الإيرانية المعارضة مسيح علي نجاد في الولايات المتّحدة.
وقال جارلاند إنّ اثنين من الموقوفين الثلاثة هما عنصران في جماعة للجريمة المنظمة تنشط في أوروبا الشرقية وعلى صلة بإيران.
ويأتي الإعلان عن توقيف الأشخاص الثلاثة وتوجيه تهم الشروع في القتل إليهم بعد 6 أشهر على اعتقال أحدهم ويدعى خالد مهدييف أمام منزل علي نجاد في نيويورك وبحوزته بندقية هجومية من طراز "ايه كي 47".
وقال جارلاند إن مهدييف كان مكلّفاً العملية من جانب اثنين من قادة العصابة الإجرامية هما رأفت أميروف وبولاد عمروف.
ترويع المعارضين
وأوقف أميروف البالغ 43 عاماً، الخميس، في الولايات المتحدة ومن المقرر أن يمثل أمام قاض فدرالي، فيما اعتُقل عمروف البالغ 38 عاماً في وقت سابق من الشهر الحالي في جمهورية التشيك وهو موقوف حالياً في الولايات المتحدة.
وأوضح جارلاند أن "هذه التهم أفضى إليها تحقيق جار في جهود تبذلها الحكومة الإيرانية لاغتيال صحافية وكاتبة وناشطة حقوقية أميركية من أصل إيراني على الأراضي الأميركية".
ولم يشر جارلاند إلى مسيح علي نجاد بالاسم، لكنّه أوضح أنها المعنية بالأمر، وقد أشار إلى محاولة عناصر إيرانيين في العام 2021 خطف الناشطة البالغة 45 عاما وإعادتها إلى إيران.
وأكد أن "الحكومة الإيرانية تواصل مذّاك استهداف الضحية".
وتصف اللائحة الاتهامية أميروف بأنه قيادي للعصابة الإجرامية يقيم في إيران، وتشير إلى أنه وعمروف أرسلا مبلغاً قدره 30 ألف دولار لمهدييف لشراء سلاح وتنفيذ العملية.
وقد أعطى الأمر لعمروف بالمضي قدماً في العملية وعمروف أعطى الأمر لمهدييف بتنفيذ العملية.
وقال جارلاند إن "عمروف بعدما تلقى التوجيهات من أميروف أرسل إلى مهدييف صوراً للضحية ومنزلها وعنوانها".
ولم يشر جارلاند إلى وجود رابط بين عمروف وحكومة إيران مؤكداً أن القضية لا تزال قيد التحقيق، لكنّه شدد على أن الولايات المتحدة "لا تتهاون مع محاولات حكومة أجنبية إسكات أميركيين أو إلحاق الأذى بهم".
وأضاف "على غرار ما أشرنا إليه في لائحة اتهامية سابقة، تحاول إيران اغتيال هذه الضحية. هذا كل يسعنا قوله في الوقت الراهن".
ناشطة مؤثرة
ومسيح علي نجاد معروفة بانتقاداتها للنظام في إيران ولا سيّما فرض الحجاب. وقد أسست حركة "ماي ستيلثي فريدوم" التي تشجّع النساء على نزع حجابهن.
وفي تغريدة لها، الجمعة، أشارت إلى أنها تبلّغت للتو بـ"توجيه الاتهام للرجال الثلاثة الذين كلّفهم النظام الإيراني قتلي على الأراضي الأميركية".
وتابعت: "يدير الحرس الثوري الإيراني هذه العمليات منذ أربعة عقود".
وفي تصريح لوكالة فرانس برس قالت علي نجاد إن "النظام الإيراني يعتقد أنه بمحاولة قتلي سيُسكت" النشطاء الذين ينادون بالديموقراطية، لكنّه بذلك "يقوي عزيمتنا على النضال".
وأعربت عن "امتنانها لعناصر مكتب التحقيقات الفدرالي" الذين حموها و"تعهّدت مواصلة إسماع صوت الرجال والنساء الشجعان الذين لا يحظون بأي حماية لأنهم في إيران".
ومع أكثر من 500 ألف متابع لحسابها على تويتر وأكثر من 8 ملايين على إنستغرام حيث تنشر يومياً عشرات الصور وتسجيلات الفيديو لإيرانيات يخلعن حجابهن، وصوراً لقمع عنيف، أصبحت علي نجاد أحد الناطقين باسم الحركة الاحتجاجية التي تشهدها إيران منذ وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) في 16 سبتمبر بعدما اعتقلتها "شرطة الأخلاق" بتهمة انتهاك قواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء في إيران.
وفي بيان، ندّد مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جايك ساليفان بـ"سلسلة جهود مثيرة للقلق ترعاها الحكومة الإيرانية لقتل وتعذيب وترهيب أولئك الذين يطالبون بالحقوق الأساسية والحرية للإيرانيين في العالم كله".
وتابع ساليفان: "لنكن واضحين، لن تسمح الولايات المتحدة لإيران وغيرها من الأنظمة الاستبدادية بتهديد المعارضين الذين يعيشون بشكل قانوني في بلادنا وترهيبهم".
اقرأ أيضاً: