تقرير: "سلاح الغاز" الروسي يهدد ألمانيا بـ"أزمة اقتصادية خطرة"

time reading iconدقائق القراءة - 5
أنابيب غاز "نورد ستريم 1" في لوبمين بألمانيا - 8 مارس 2022 - REUTERS
أنابيب غاز "نورد ستريم 1" في لوبمين بألمانيا - 8 مارس 2022 - REUTERS
دبي- الشرق

أقرّت ألمانيا بأنها تواجه "أزمة غاز"، في خطر داهم يفاقم أضخم اقتصاد في أوروبا، والحياة اليومية لمواطنيها، لا سيّما أنها تخشى أن تستغلّ روسيا الصيانة السنوية لخط الأنابيب الرئيس لتصدير هذه المادة الحيوية، من أجل منع وصول الإمدادات إليها بشكل كامل.

والأسبوع الجاري، قلّصت شركة "غازبروم" الروسية إمداداتها إلى أوروبا، عبر خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 1"، بنسبة 40% ثمّ بنسبة 33%، بحجة وجود مشكلة تقنية. وما زالت ألمانيا تستورد من روسيا حوالى 35% من حاجاتها من الغاز، في مقابل 55% قبل غزو أوكرانيا في 24 فبراير.

وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك: "نواجه أزمة غاز، الذي أصبح الآن سلعة نادرة"، متهماً روسيا في الوقت ذاته، باستخدام الغاز "كسلاح" ضد بلاده، بعدما حذر الثلاثاء من أن "مخزونات (الغاز) ممتلئة بنسبة 60% فقط، وإذا دخلنا فصل الشتاء بمخزونات نصف ممتلئة، وإمدادات الغاز متوقفة، فإننا أمام أزمة اقتصادية خطرة".

وفي وقت سابق الخميس، أعلن هابيك، رفع "مستوى التأهب"، بموجب خطة طارئة بشأن تأمين إمدادات الغاز. ولفت إلى أن مستوى التأهب الثاني، أي المرحلة الثانية من خطة الطوارئ للحكومة، يعكس "تدهوراً كبيراً في وضع إمدادات الغاز".

وفي إطار المرحلة الثانية من الخطة، ستكون الحكومة قادرة على "دعم" الجهات الفاعلة في السوق لمواجهة الأسعار المرتفعة. أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الخطة، فستسمح للبلاد بتنظيم تقنين، كما أفادت وكالة "فرانس برس".

"قرار سياسي"

من جانبها، أوردت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن موسكو تعتزم وقف خط "نورد ستريم 1" لأسبوعين تقريباً، بدءاً من منتصف يوليو المقبل، بسبب أعمال الصيانة السنوية، علماً أنه يمثل أحد القنوات الرئيسية لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا.

ويعرب مسؤولون ألمان عن قلقهم من أن تقدم "غازبروم" على وقف الغاز بشكل كامل، أثناء إغلاق "نورد ستريم 1" للإصلاحات، الأمر الذي سيقوّض جهود ألمانيا لتخزين الغاز قبل موسم التدفئة في الشتاء.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول ألماني قوله: "باتت الإمدادات شحيحة بالفعل، حتى من دون إغلاق (نورد ستريم 1)".

ونقلت الصحيفة عن كارستن رولي، من اتحاد الأعمال الألماني قوله إن "خلال فترات الصيانة التي كانت تتم سابقاً لخط الأنابيب، كانت (غازبروم) تعوّض برلين بإرسال مزيد من الغاز عبر أوكرانيا، أو من خلال خط (Yamal-Europepipeline) عبر بولندا، ولكن هناك مخاوف من أن (الروس) لن يفعلوا ذلك هذا العام، إذ قطعوا بالفعل التدفقات عبر خط (نورد ستريم 1) بنسبة 60%، ولم يعوّضوا نقص الإمداد من خلال زيادة التدفقات عبر خطوط الأنابيب الأخرى".

كما حذر من أن "غازبروم" قد تستخدم الصيانة المُخطّط لها لخط "نورد ستريم 1"، كذريعة لوقف إمدادات الغاز لفترة أطول، مع ذكر أسباب فنية مختلفة.

أما ماركوس كريبير، الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة الألمانية "RWE"، فاعتبر أن "قرار تقليص تدفقات الغاز كان سياسياً بشكل واضح جداً، إذ ليس فقط الغاز الآتي عبر (نورد ستريم 1) هو الذي بات أقلّ من الكميات المتعاقد عليها، ولكن الغاز الآتي عبر خطوط الأنابيب الأخرى أيضاً".

"سلاح" الغاز

وأشارت الصحيفة إلى أن مخاوف ألمانيا بشأن خط "نورد ستريم 1"، تأتي في ظلّ إدراك متزايد في برلين وعواصم أوروبية أخرى، بأن روسيا تستخدم صادراتها من الطاقة كسلاح، رداً على عقوبات الاتحاد الأوروبي بعد غزو أوكرانيا.

وتابعت: "حتى الآن، كان لخفض تدفقات الغاز الروسي تأثير ملموس ضئيل على إمدادات ألمانيا، وذلك لأن استهلاك الغاز خلال الصيف لا يتجاوز رُبع أو خُمس حجم الاستهلاك خلال أيام الشتاء الباردة، إلا أن الأمر يؤثر بشكل خطر في الجهود المبذولة لملء مرافق تخزين الغاز قبل موسم التدفئة الشتوي".

وذكرت الصحيفة، أن خزانات الغاز حالياً ممتلئة بنسبة 58%، وتريد الحكومة أن ترفع النسبة إلى 90% بحلول نوفمبر المقبل. ولكن بسبب المشكلات المتعلّقة بخط "نورد ستريم 1"، فإن مستوردي الغاز قد يضطرون إلى شراء الكميات المفقودة من السوق بأسعار أعلى بكثير، كما أنهم سيتعرّضون لضغط أكبر، إذا توقف تدفق الغاز بشكل تام عبر "نورد ستريم 1"، وخطوط الأنابيب الأخرى، لفترات طويلة خلال الصيف.

ونقلت "فايننشال تايمز" عن المسؤول عن قطاع الطاقة في اتحاد الصناعات الكيماوية بألمانيا، يورج روثرميل، قوله: " في حال لم ننجح في ملء خزانات الغاز بحلول الخريف، فسنبدأ بمواجهة نقص سريع في الغاز، وحينها سيتعيّن على الهيئة الفيدرالية للطاقة أن تبدأ بإصدار أوامر للشركات لتقليل استهلاكها للغاز، أو حتى وقف تشغيل بعض مرافق الإنتاج".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات