انتهاء هدنة بوتين في أوكرانيا.. وتحذيرات من تعبئة روسية جديدة

time reading iconدقائق القراءة - 7
مبنى تعرض للقصف في مدينة بخموت شرقي أوكرانيا، 05 يناير 2023 - REUTERS
مبنى تعرض للقصف في مدينة بخموت شرقي أوكرانيا، 05 يناير 2023 - REUTERS
دبي/ كييف-الشرقوكالات

انتهت الهدنة، التي أعلن عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدما دامت 36 ساعة، تبادل خلالها الطرفان الاتهامات بانتهاكها، فيما حذرت تقارير استخباراتية أوكرانية من أن الكرملين يخطط لموجة تعبئة جديدة تشمل 500 ألف روسي للقتال في أوكرانيا بدءاً من منتصف يناير.

ونقلت مجلة "بوليتيكو" الأميركية عن مسؤولين بالاستخبارات الأوكرانية قولهم إن الكرملين يحضر لموجة تعبئة يتوقع أن تكون أكبر من سابقتها التي تمت في الخريف، وشملت 300 ألف روسي.

وقال أندرية تشيرنياك، المسؤول بهيئة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، إن الحملة الجديدة ستطال المدن الكبرى، بما فيها بعض المراكز الصناعية الاستراتيجية في روسيا.

وتابع: "هذه المرة، سيعبئ الكرملين سكان المدن الكبرى، بما في ذلك مراكز صناعية استراتيجية عبر جميع أنحاء روسيا"، مضيفاً: "سيكون لهذا الأمر تأثير سلبي على الاقتصاد الروسي الذي يعاني بالأصل".

وكانت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية نقلت عن فاديم سكيبيتسكي، نائب رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، قوله إن موسكو تخطط لاستخدام 500 ألف مجند إضافي في هجوم ضخم جديد محتمل ضد كييف. 

وفي ديسمبر، قال قائد القوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، في مقابلة مع مجلة "ذا إيكونوميست" البريطانية، إن روسيا ستجري محاولة جديدة لشن هجوم ضخم ضد أوكرانيا في فبراير ومارس 2023، مضيفاً أنها قد لا تبدأ هذا الهجوم في منطقة دونباس، ولكن في اتجاه كييف عبر بيلاروس. 

إطلاق نار وسط الهدنة

وأكد الجيش الروسي، السبت، التزامه وقف إطلاق النار حتى منتصف ليل السبت، مستنكراً استمرار القصف المدفعي الأوكراني على مواقعه، مضيفاً، في بيان، أن القوات الروسية صدّت خلال الساعات الـ24 الماضية عدداً من الهجمات التي شنّها الجيش الأوكراني في شرق أوكرانيا لافتاً إلى مصرع العشرات من الجنود الجمعة.

في المقابل، اعتبرت أوكرانيا أن الهدنة الروسية "ضرباً دعائياً" لكسب الوقت، فيما سُمع دوي قصف متواصل طيلة فترة قبل الظهر في مدينة تشاسيف يار في شرق أوكرانيا.

أما في باخموت مركز المعارك شمالاً من هذه المدينة، تم تسجيل تبادل للقصف المدفعي، الجمعة، من جانبي الجبهة في الساعات التي تلت بدء سريان وقف إطلاق النار الإحادي الجانب، إلا أن قوة الضربات كانت أخف مقارنةً بالأيام السابقة.

وأفادت النيابة العامة الأوكرانية بأن شخصين لقيا مصرعهما وأُصيب 13 آخرون، الجمعة، في باخموت التي أصبح جزءاً كبيراً منها مدمراً بسبب القتال وحيث مني المعسكران بخسائر كبيرة.

وقالت السلطات الأوكرانية إن القوات الروسية قصفت أيضاً منطقة خيرسون (جنوب) الجمعة، ما أسفر عن مصرع مسعف وإصابة 7 أشخاص آخرين.

"عام النصر"

والجمعة، أعلنت الولايات المتحدة عن مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 3 مليارات دولار، وذلك في حزمة قال البيت الأبيض إنها ستتضمن مدرعات من طراز "برادلي"، وناقلات جنود مدرعة، ومدافع "هاوتزر" ذاتية الدفع.

واعتبرت الرئاسة الأوكرانية أن "عام النصر هذا قد بدأ للتو"، مضيفةً، في بيان، أن "الحزمة" الأميركية تشمل أيضاً صواريخ "هيمارس" الدقيقة وصواريخ "سي سبارو" المضادة للطائرات.

وجاء هذا بعد إعلان متحدّث باسم الحكومة الألمانية، الجمعة، أن بلاده ستُرسل 40 مدرعة من طراز "ماردر" إلى الجيش الأوكراني في الربع الأول من العام 2023، في أول إعلان عن عملية تسليم ملموسة لهذا النوع من المعدات.

وتُعتبر إمدادات الأسلحة الغربية ضرورية لكييف، وقد مكنتها على نحو خاص من تنفيذ هجوم مضاد فعال أجبر القوات الروسية على الابتعاد من منطقة خاركيف في الشمال الشرقي ومن مدينة خيرسون في الجنوب.

وتجمّدت الجبهة إلى حد كبير بفعل فصل الشتاء، لكن أوكرانيا عبّرت عن خوفها من هجوم روسي جديد.

ثقة أميركية في أوكرانيا

بدورها، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن إرسال الولايات المتحدة وحلفائها مركبات مدرعة إلى ساحة المعركة في أوكرانيا، يهدف إلى تعزيز وضع كييف في الحرب بالإضافة إلى تعزيز دفاعاتها في الوقت الذي يتوقع فيه المسؤولون الأميركيون هجوماً روسياً جديداً.

وقالت الصحيفة، إن حزمة المساعدات العسكرية الأحدث، والتي تتضمن لأول مرة العشرات من مركبات "برادلي" القتالية التي يمكنها حمل القوات وبعض قطع المدفعية الجديدة، هي الأكبر حتى الآن.

وذكر مسؤولون أميركيون أن نوع المركبات والمدفعية والأسلحة المقدمة يكشف عن "ثقة" الولايات المتحدة المتزايدة في قدرة أوكرانيا على التدرب على استخدام المركبات المتقدمة المعقدة وتشغيلها وصيانتها بشكل فعَّال.

ويثير نشر مركبات "برادلي" تساؤلات مرة أخرى حول سبب بطء إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في إرسال أسلحة ومعدات عسكرية أخرى إلى أوكرانيا بعد فترة طويلة من مفاجأة قواتها الغرب بنجاحها في ساحة المعركة وطلبها المزيد من المعدات المتقدمة، حسب الصحيفة. 

"أوكرانيا تحصل على ما تحتاجه"

ويقول مسؤولو البيت الأبيض إن أوكرانيا تحصل على ما تحتاجه في الوقت الحالي، وأن الولايات المتحدة تتخذ قراراتها بناءً على ما تعتقد أنه يمكن للقوات الأوكرانية التدريب عليه وصيانته، فضلاً عن التكاليف، ولكن مع تحسن قدرة القوات الأوكرانية على صيانة المعدات العسكرية، فإن الولايات المتحدة باتت تميل إلى توفيرها لها بشكل أكبر.

فيما يقول مسؤولون أوكرانيون وبعض المسؤولين الأميركيين السابقين إن الحلفاء الغربيين كانوا بطيئين للغاية في توفير الأسلحة المتطورة لكييف، ولكن الولايات المتحدة قررت إرسال أنواع جديدة من المعدات، وهو ما بات يفعله العديد من الحلفاء الأوروبيين أيضاً، إذ أنه لطالما اتبعت تلك الدول خطى بايدن، فبعد أن قالت الولايات المتحدة إنها سترسل أنظمة المدفعية "هاوتزر"، أرسلت ألمانيا نفس الأنظمة، وعندما أرسلت قاذفات صواريخ، أرسل الألمان قاذفات صواريخ أيضاً. 

كما قال الألمان إنهم سيرسلون نظام "باتريوت" المضاد للصواريخ، بعد إعلان واشنطن الشهر الماضي عن إرسالها إلى كييف، حتى أن برلين أعدت الدبابة الرئيسية لديها "ليوبارد" لنشرها المحتمل في أوكرانيا، لكنها انتظرت قرار بايدن بإرسال دبابات "أبرامز" الأميركية الصنع، إذ نقلت الصحيفة عن مسؤول ألماني رفيع: "نحن نفعل ما يفعله بايدن". 

ويقول محللون عسكريون إن المركبات القتالية الجديدة يمكن أن تلعب دوراً مهماً في الهجمات الأوكرانية المستقبلية أو للدفاع ضد أي هجوم روسي، إذ أنها تمكن القوات من التحرك بسرعة في جميع أنحاء ساحة المعركة مع توفير حماية كبيرة من مدفعية العدو ونيران الأسلحة الصغيرة. 

ويقول بِن باري، وهو جنرال بريطاني سابق يعمل الآن في المعهد الدولي للشؤون الاستراتيجية في لندن، إن مركبات "برادلي" يمكن أن تكون حاسمة إذا تم إرسال أعداداً كافية، مضيفاً: "الجيش الروسي سيكون قلقاً للغاية بشأنهم". 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات