تقرير: كورونا ينتشر في البرازيل.. المستشفيات تتخبط والرئيس يرفض الحل

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو - 10 مارس 2021 - REUTERS
الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو - 10 مارس 2021 - REUTERS
ريو دي جانيرو-أ ب

تواجه مستشفيات البرازيل أزمة غير مسبوقة، وسط انتشار النسخة المتحورة من فيروس كورونا شديدة العدوى في جميع أنحاء البلاد، فيما فشلت المحاولة الوحيدة لوضع خطة وطنية لاحتواء الفيروس، بحسب تقرير لوكالة "أسوشيتد برس".

وسعى حكام الولايات، في الأيام الماضية، إلى اتخاذ خطوة يرفضها الرئيس جائير بولسونارو بعناد، وهو وضع مقترح أولي للولايات من أجل الإغلاق، بهدف المساعدة في الحد من تفشي الفيروس.

وكان من المتوقع أن يشمل المقترح فرض حظر تجوال، ومنع الأحداث المزدحمة، وتحديد ساعات عمل الخدمات غير الأساسية. 

"وثيقة لتقييد النشاط"

المقترح النهائي الذي تم تقديمه، الأربعاء، كان عبارة عن وثيقة من صفحة واحدة، تضمنت دعماً عاماً لتقييد النشاط، لكن من دون أي تدابير محددة، ورفض 6 حكام للولايات، من الواضح أنهم ما زالوا قلقين من استعداء بولسونارو، التوقيع على الوثيقة.

وقال حاكم ولاية بياوي، ويلينغتون دياس، لـ"أسوشيتد برس"، إنه ما لم يتم تخفيف الضغط على المستشفيات، سيتعين على أعداد متزايدة من المرضى المعاناة من دون توافر سرير في المستشفى، أو أي أمل في العلاج داخل وحدة للعناية المركزة.

وأضاف دياس، الذي يقود منتدى المحافظين: "لقد وصلنا إلى الحد الأقصى في البرازيل؛ الاستثناءات نادرة، فرصة الموت من دون تلقي مساعدة حقيقية".

وفي ولاية ساو باولو، أغنى ولاية في البرازيل، توفي ما لا يقل عن 30 مريضاً هذا الشهر أثناء انتظارهم توفر أسرّة في العناية المركزة، وفقاً لإحصاء نشره موقع الأخبار "جي  1".

وفي ولاية سانتا كاتارينا الجنوبية، ينتظر 419 شخصاً نقلهم إلى أسرة العناية المركزة، وفي "ريو غراندي دو سول" المجاورة، تبلغ سعة وحدات العناية المركزة 106%. 

"بكاء الأطباء"

وتحدث ألكسندر زافاسكي، وهو طبيب في بورتو أليغري، عاصمة ريو غراندي دو سول، عن وصول المرضى المستمر إلى المستشفى، وهم يعانون ضيق التنفس.

وقال زافاسكي، الذي يشرف على علاج الأمراض المعدية في مستشفى خاص: "الكثير من الزملاء يتوقفون في بعض الأحيان عن العمل للبكاء، معالجة هذا المرض ليس من الأمور التي اعتدنا على أدائها بشكل روتيني، هذه طريقة علاج تم تكييفها لسيناريو الحرب".

وتابع: "نرى جزءاً كبيراً من السكان يرفضون رؤية ما يحدث، ويقاومون الحقائق، يمكن أن يكون هؤلاء الأشخاص على بعد خطوة واحدة من دخول المستشفى، وسيرغبون في الحصول على أسرّة، لكن لن يكون هناك سرير واحد"، مشيراً إلى أن البلاد بحاجة إلى "إجراءات أكثر صرامة" من السلطات المحلية.

وبغض النظر عن اعتراضات الرئيس، أيدت المحكمة العليا، العام الماضي، اختصاص المدن والولايات بفرض قيود على النشاط.

ومع ذلك، دان بولسونارو تحركاتها باستمرار، قائلاً إن "الاقتصاد بحاجة إلى الاستمرار في العمل"، وإن "العزل سيسبب الكساد".

وتم تخفيف الإجراءات مع نهاية عام 2020، حين تراجعت حالات الإصابة والوفيات، وبدأت الحملات الانتخابية البلدية.

"أسرع بـ3 مرات"

تجدر الإشارة إلى أن الإصابات بالفيروس المتحور "بي1"، الذي قال وزير الصحة البرازيلي، الشهر الماضي إنه قابل للانتقال، ارتفعت أسرع بـ3 مرات من السلالة الأصلية. وأصبحت هذه السلالة مهيمنة لأول مرة في مدينة ماناوس الأمازونية.

وفي يناير الماضي، تم نقل مئات المرضى جواً إلى ولايات أخرى. وقال مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غبريسيوس، خلال إفادة صحافية في 5 مارس، إن "فشل البرازيل في وقف انتشار الفيروس، يُنظر إليه بشكل متزايد على أنه مصدر قلق، ليس فقط لجيرانها في أميركا اللاتينية، ولكن أيضاً كتحذير للعالم".

وتابع: "في جميع أنحاء البلاد، سيكون الاستخدام الصارم لإجراءات الصحة العامة والإجراءات الاجتماعية أمراً بالغ الأهمية، ومن دون القيام بأشياء للتأثير على انتقال الفيروس أو قمعه، لا أعتقد أننا سنكون قادرين في البرازيل على الحصول على  تراجع الإصابات والوفيات".