موسكو تعتقل نافالني فور وصوله وسط إدانة أميركية أوروبية

time reading iconدقائق القراءة - 7
المعارض الروسي أليكسي نافالني لدى وصوله إلى مطار شيريميتيفو  بالعاصمة موسكو. 17 يناير 2021 - REUTERS
المعارض الروسي أليكسي نافالني لدى وصوله إلى مطار شيريميتيفو بالعاصمة موسكو. 17 يناير 2021 - REUTERS
برلين/موسكو-وكالاتالشرق

دانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا وفرنسا، الأحد، اعتقال السلطات الروسية للمعارض أليكسي نافالني بمطار شيريميتيفو بالعاصمة موسكو، إثر وصوله قادماً من ألمانيا.

وكانت الطائرة التي تقل المعارض الروسي أليكسي نافالني، حطت في مطار شيريميتيفو بعد أن حولت السلطات وجهتها إليه من مطار فنوكوفو.

وكان نافالني يواجه احتمال توقيفه فوراً لدى وصوله إلى روسيا بأمر قضائي، في مطار فنوكوفو في موسكو، حيث كان ينتظره أنصاره وسط انتشار كثيف لشرطة مكافحة الشغب. 

وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأحد، أن الولايات المتحدة "تدين بشدّة" توقيف نافالني، معتبراً أن "اعتقاله هو الأحدث في سلسلة من المحاولات لإسكاته وشخصيّات معارضة أخرى وأصوات مستقلّة تنتقد السلطات الروسيّة".

بدوره دعا جايك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إلى "الإفراج فوراً" عن المعارض الروسي، و"محاسبة" المسؤولين عن تسميمه في أغسطس.

وبعد ساعات من توقيف نافالني دعت ليتوانيا الاتحاد الأوروبي إلى "مناقشة (فرض) عقوبات جديدة" على روسيا بسبب اعتقال نافالني، فيما دعت بولندا إلى "رد سريع وحاسم على مستوى الاتحاد الأوروبي".

من جهتها، دعت فرنسا إلى "الإفراج فوراً" عن المعارض الروسي، وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أنها "تتابع وضعه مع شركائها الأوروبيين، بأقصى درجات اليقظة". ووصفت أوتاوا توقيف نافالني بأنه "غير مقبول".

وعلى "فيسبوك" طالبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا المسؤولين الأجانب بـ"احترام القانون الدولي" و"الاهتمام بشؤونهم الخاصة".

واعتبرت منظمة العفو الدولية أن اعتقال نافالني يجعل منه "سجين رأي" ضحية "حملة لا هوادة فيها" للسلطات الروسية بهدف "إسكاته".

وأقلع نافالني من العاصمة الألمانية برلين في وقت سابق الأحد، للعودة إلى وطنه للمرة الأولى منذ تسميمه الصيف الماضي، على الرغم من رغبة السلطات الروسية المعلنة في اعتقاله وربما سجنه لسنوات.

وكان مراسلون تابعون لوكالة رويترز، أفادوا بأن شرطة مكافحة الشغب الروسية أقدمت على عدة اعتقالات في مطار فنوكوفو بالعاصمة موسكو، وطردت أنصاره الذين ينتظرون هبوط طائرته.

 وقبل رحلته، خاطب نافالني الصحافيين لدى صعوده الطائرة، قائلاً: "يعتقلونني أنا؟ أنا بريء. مم يجب أن أخاف؟ ما الشيء السيئ الذي يمكن أن يحدث لي في روسيا؟ أشعر أنني مواطن روسي له كل الحق في العودة لبلاده".

 وأضاف: "هذه أفضل لحظة خلال الأشهر الـ5 الماضية. أشعر بشعور رائع. أخيراً، سأعود إلى مسقط رأسي".

الاعتقال مجدداً

وأعلن نافالني قراره بالعودة من ألمانيا، الأربعاء، وبعد يوم قالت إدارة السجون الروسية إنها "ستفعل كل ما في وسعها لاعتقاله بمجرد عودته، متهمة إياه بالاستهزاء بشروط عقوبة السجن مع وقف التنفيذ بتهمة الاختلاس، وهي قضية تعود إلى العام 2014، يقول نافالني إنها ملفقة".

ونُقل نافالني، أحد أبرز منتقدي الرئيس فلاديمير بوتين، إلى برلين في أغسطس الماضي، لتلقي العلاج الطبي الطارئ بعد تسممه نتيجة تعرضه لـ"غاز نوفيتشوك للأعصاب"، المصنع بالطريقة السوفيتية في محاولة لاغتياله، وفقاً لنتائج الاختبارات الألمانية.

ويواجه نافالني، الذي يأمل في تحقيق النجاح بالانتخابات البرلمانية في سبتمبر المقبل، مشكلات محتملة في 3 قضايا جنائية أخرى، وكلها بحسب قوله لها "دوافع سياسية".

واتهم نافالني، الذي يقول إنه تعافى تقريباً، "بوتين بحادثة تسممه"، فيما ينفي الكرملين تورطه، ويقول إنه "لم يرَ أي دليل على تسميمه، وإنه حر في العودة إلى روسيا".

قضايا في الانتظار

وأعلن أنصار نافالني نيتهم لمقابلته في مطار فنوكوفو بموسكو، حيث كان من المفترض أن تحط طائرته، على الرغم من درجات الحرارة شديدة البرودة وتسجيل أكثر من 4500 إصابة يومية بفيروس كورونا. بينما أكد المطار أنه "لن يُسمح لوسائل الإعلام بالدخول".

ووفقاً لـ"رويترز"، قال 2000 شخص عبر صفحات مناصرة لنافالني على "فيسبوك"، إنهم "يخططون للذهاب إلى المطار، مع تعبير 6 آلاف شخص آخرين عن اهتمامهم، فيما يُتوقع حضور نشطاء مؤيدون للكرملين".

من جهتها، قالت مصادر مقربة من نافالني، إن عدداً من حلفائه أوقفوا، وفق ما أوردته وكالة "فرانس برس". في حين حذر مكتب المدعي العام، 15 منظماً مؤيداً من التجمع غير القانوني، لافتاً إلى احتمالية "تغريمهم أو احتجازهم أو حبسهم وسجنهم".

وكتب إيفان جدانوف على "تويتر": "تم توقيف كل من ليوبوف سوبول، ورسلان شافيدينوف، والمحامي أليكسي مولوكويدوف، ومساعد نافالني إيليا باخوموف، ومديرة حملته أناستازيا كاديتوفا، وقسطنطين كوتوف".

وتنتظر نافالني في موسكو جملة من القضايا الجنائية، من بينها قضية شركة "إف روشيه".

وتم وضع المعارض الروسي في 29 ديسمبر الماضي على قائمة المطلوبين. وتقول لجنة التحقيق الروسية إن الأخوين نافالني، خدعا القسم الروسي في شركة "إف روشيه"، وكذلك "شركة المعالجة المتعددة التخصصات"، وهي وسيط في خدمات النقل والخدمات اللوجيستية، حيث تتهمهما بسرقة 26 مليون روبل من "إف روشي فوستوك" شركة المعالجة المتعددة التخصصات" (الدولار يعادل نحو 73 روبلاً).

وتقول سلطات السجون الروسية إن نافالني حين كان في ألمانيا لم يحترم شروط الحكم بالسجن مع وقف التنفيذ الذي صدر بحقه عام 2014، والذي يلزمه بالتوجه مرتين في الشهر على الأقل إلى إدارة السجون.

وفي نهاية ديسمبر الماضي، فُتح تحقيق في حق نافالني بتهمة حصول "احتيال واسع النطاق". وأشارت لجنة التحقيق الفيدرالية الروسية إلى أن شبهات تحوم حول إنفاق نافالني مبلغ 356 مليون روبل (3.9 مليون يورو حسب سعر الصرف الحالي)، على أغراض شخصية، كان مصدرها تبرعات جمعتها منظمات عدة، وبشكل خاص جمعيات لمكافحة الفساد وأخرى معنية بحماية حقوق الإنسان، يديرها نافالني".