نافالني يزعم كشف "مؤامرة اغتياله": وضعوا السم بملابسي الداخلية

time reading iconدقائق القراءة - 9
زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني في مستشفى شاريتيه ببرلين - 19 سبتمبر 2020 - AFP
زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني في مستشفى شاريتيه ببرلين - 19 سبتمبر 2020 - AFP
موسكو-وكالات

قال المعارض الروسي أليكسي نافالني، الاثنين، إنه خدع عميل مخابرات روسي، للكشف عن تفاصيل المحاولة الفاشلة لاغتياله، في أغسطس الماضي، وعرف منه أن السم وضع في ملابسه الداخلية.

ونُقل نافالني، وهو من أبرز منتقدي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، جواً إلى ألمانيا للعلاج في أغسطس، بعد انهياره في طائرة بروسيا، وقالت ألمانيا إنه تعرض لمحاولة تسميم بغاز الأعصاب "نوفيتشوك" المصنع بالطريقة السوفيتية في محاولة لاغتياله، وهو تصريح قبلته أغلب الدول الغربية، لكن موسكو رأت أن برلين تعجلت في التشخيص.

وأفاد نافالني، في تسجيل فيديو نشره على موقعه الإلكتروني، بأنه اتصل هاتفياً بمن قال إنهم حاولوا اغتياله قبل نشر التحقيق المشترك، منتحلاً شخصية مساعد لأمين عام مجلس الأمن الروسي.

وتحدث المعارض الروسي مع رجل قال إنه من العاملين بجهاز المخابرات، ويدعى كونستانتين كودريافتسيف وكان مع آخرين متورطين في محاولة التسميم بمدينة تومسك السيبيرية.

وتحدث كودريافتسيف لمدة 49 دقيقة، بشأن كيفية إرساله لترتيب محاولة الاغتيال، ونشر نافالني تسجيلاً ونصاً مكتوباً للحوار.

وفي التسجيل سُمع نافالني يسأل المتحدث: "لماذا لم ينجح الأمر؟"، فرد الرجل قائلاً: "حسناً لقد سألت نفسي هذا السؤال أكثر من مرة".

ورد الصوت على سؤال عن سبب نجاة نافالني، قائلاً إنه ربما لأن الطائرة التي كان يستقلها هبطت اضطرارياً، وجرى التعامل معه بشكل مهني وسريع من قبل المسعفين الروس. وأضاف: "لو طال الأمر قليلاً لكان من المحتمل أن ينتهي بشكل مختلف".

فسأله نافالني: "ما نوع الملابس الذي يتم التركيز عليه؟ وما أخطر قطعة من الملابس؟". وأجاب كودريافتسيف ببساطة: "الملابس الداخلية".

تابع ذلك نافالني بالسؤال عن مكان وضع السم تحديداً. ليجيبه كودريافتسيف: "في الداخل".

ووفقاً لشبكة "سي إن إن" الأميركية، يقول علماء السموم إنه إذا تم وضع مادة "نوفيتشوك" على شكل حبيبات بالملابس، فسيتم امتصاصها من خلال الجلد عندما يبدأ جسم الضحية في التعرق.

وفي هذه الحالة، قال الخبراء إنه يبدو أن المهاجمين استخدموا شكلاً صلباً من غاز الأعصاب بدلاً من السائل أو "الجل" الذي استخدم سابقاً في عملية اغتيال العميل المزدوج السابق، سيرغي سكريبال، في بريطانيا.

مهمة لتنظيف الملابس

وتشير خلفية كودريافتسيف، الذي يقول نافالني إنه من تحدث إليه، إلى أنه متخصص في الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، وتخرج في فرع موسكو للأكاديمية الروسية للدفاع الكيميائي، وعمل لاحقاً في المركز 42 التابع لوزارة الدفاع، وهو مركز أبحاث الأمن البيولوجي.

وكان تحقيق "سي إن إن" وموقع "بيلنغ كات"، إضافة إلى المجلة الألمانية "ديل شبيغل" وموقع "ذي إنسايدر"، أثبت بالفعل من خلال بيانات الطيران، أن كودريافتسيف سافر إلى أومسك في 25 أغسطس، بعد 5 أيام من التسمم.

وقال كودريافتسيف في المكالمة: "عندما وصلنا، أعطونا ملابس نافالني، أحضرهم رجال أمن أومسك"، مضيفاً أنهم طبقوا حلولاً حتى لا تبقى أي آثار على الملابس".

فسأله نافالني: "إذاً لن تكون هناك مفاجآت في الملابس؟"، قبل أن يجيب كودريافتسيف: "لهذا ذهبنا إلى هناك مرات عدة".

وطالب نافالني وفريقه مرات عدة بإعادة ملابسه إليه لفحصها، لكن السلطات الروسية رفضت.

وفي وقت لاحق، قال كودريافتسيف: "طُلب مني العمل بدقة مع الملابس الداخلية من الداخل".

فريق اغتيال

وبحسب "سي إن إن"، حدد التحقيق 6 أعضاء على الأقل من فريق استخبارات روسي متخصص في السموم ومواد الأعصاب، وأبرزهم ستانيسلاف ماكشاكوف، وهو عالم تم كشف هويته في التحقيق باعتباره المسؤول عن الفريق، الذي يوجد مقره في وحدة الإجرام بالمخابرات الروسية في ضواحي موسكو، وعمل سابقاً مسؤولاً في معهد أبحاث سوفيتي تحول لاحقاً إلى معمل للأسلحة الكيميائية.

وقال نافالني لـ"سي إن إن" الاثنين، إنه لا يعتقد أن الكشف الجديد سيؤدي إلى تحقيق في روسيا، "لقد أصبح من الواضح أن بوتين كان شخصياً وراء العملية".

وأضاف أنه صُدم بالتحدث إلى كودريافتسيف، قائلاً: "لقد دهشت بالطبع ولم أصدق ذلك، في الوقت نفسه من الواضح أنه لا يعتبر نفسه عضواً في فريق اغتيال، بل مجرد موظف عادي".

تورط المخابرات

وكان التحقيق الاستقصائي، كشف أن فرقة اغتيالات سرية تعمل لصالح جهاز الاستخبارات الروسي، تقف خلف عملية محاولة تسميم نافالني، بعد ملاحقته في الأشهر القليلة التي سبقت العملية.

وأفاد التقرير، وفق شبكة "سي إن إن" الأميركية، بأن عملية تجميع البيانات والمعلومات، تعلقت باتصالات وسفريات قام بها نافالني قبل محاولة تسميمه، وكشفت أن الفرقة السرية، كانت تتعقب الناشط الروسي سراً منذ عام 2017.

وأضاف، أن العملية بدأت "على ما يبدو، بعدما أعلن نافالني عن خططه للوقوف ضد الرئيس فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية".

ونقلاً عن سجلات الاتصالات والسفريات التي جمعها التقرير، فإن محاولة التسميم تمت "بعد موافقة على أعلى المستويات في الكرملين"، مشيراً إلى أن "روسيا نفذت برنامج اغتيال محلي استخدم ضد نافالني وضحايا محتملين آخرين".

ورفض بوتين، الأسبوع الماضي، تقارير إعلامية أشارت إلى اتهام موسكو بتسميم نافالني، قائلاً إنها ملفقة من معلومات قدمتها أجهزة مخابرات أميركية في محاولة لتشويه سمعة بوتين نفسه، وجعل نافالني يبدو أكثر أهمية من حقيقته.

وأشار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في نوفمبر الماضي، إلى أن نافالني ربما يكون قد تعرض للتسمم على متن الطائرة المتجهة إلى ألمانيا، أو بمجرد وصوله برلين.