دعت دول في الاتحاد الأوروبي، مجاورة لبيلاروسيا، بلداناً أخرى في التكتل إلى تقديم دعم دبلوماسي ومالي وتقني فوري، رداً على ما وصفته بـ"هجوم هجين" يستهدفها من مينسك، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".
ومنذ مايو الماضي، ارتفع عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يعبرون حدود بيلاروسيا، إلى الاتحاد. تزامن ذلك مع إعلان الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، أنه سيردّ على عقوبات فرضها الاتحاد على بلاده، وجهود بولندا وليتوانيا لمساعدة خصومه السياسيين المؤيّدين للديمقراطية، الذين فروا من حملة استهدفتهم بعد انتخابات الرئاسة التي نُظمت العام الماضي واعتبرتها المعارضة مزوّرة.
ووصل إلى بولندا في الشهر الماضي، أكثر من ألفي شخص لا يحملون وثائق، معظمهم من الشرق الأوسط وأفغانستان. ومع استيلاء حركة "طالبان" بشكل سريع على أفغانستان، في تطوّر عزّز احتمالات حصول موجة جديدة من المهاجرين، أصدرت إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، المجاورة لبيلاروسيا، إعلاناً مشتركاً ورد فيه: "استخدام المهاجرين لزعزعة استقرار بلدان مجاورة هو انتهاك واضح للقانون الدولي ويوصف بأنه هجوم هجين على ليتوانيا ولاتفيا وبولندا، وبالتالي على الاتحاد الأوروبي بأكمله. واضح بالنسبة إلينا أن نظام ألكسندر لوكاشينكو خطّط للأزمة الحالية ونظمها بشكل منهجي".
وحضّ الإعلان الأمم المتحدة على درس وضع المهاجرين في بيلاروسيا، وإرغامها على تحمّل مسؤولية الوافدين إلى أراضيها. وأضاف أن "استخدام اللاجئين والمهاجرين كأسلحة، يشكّل تهديداً للأمن الإقليمي للاتحاد الأوروبي وانتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان". وتابع: "ندعو مفوّض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى اتخاذ تدابير فاعلة، لتسهيل إيجاد حلّ لهذا الوضع ومطالبة بيلاروسيا بالامتثال لالتزاماتها الدولية".
"سلوك عدواني" لبيلاروسيا
جاء ذلك بعدما أدان الاتحاد الأوروبي، الأربعاء الماضي، ما اعتبره "سلوكاً عدوانياً" لبيلاروسيا في تنظيم معابر حدودية غير شرعية، تتيح دخول مهاجرين إلى لاتفيا وليتوانيا وبولندا، بهدف زعزعة استقرار التكتل.
وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن أكثر من 4100 طالب لجوء، معظمهم من العراق، عبروا هذا العام بشكل غير قانوني من بيلاروسيا إلى ليتوانيا. وأضافت أن ذلك يزيد بخمسين مرة عمّا كان عليه الأمر خلال عام 2020 بأكمله.
ووَرَدَ في بيان أصدرته سلوفينيا، التي تتولّى الرئاسة الدورية للاتحاد، بعد محادثات طارئة بين وزراء داخلية دول التكتل: "هذا السلوك العدواني... غير مقبول ويرقى إلى هجوم مباشر يستهدف زعزعة الاستقرار والضغط على الاتحاد الأوروبي". ورأى وجوب أن يعزّز الاتحاد "فاعليته، ويردع أي محاولات مستقبلية لاستغلال الهجرة غير الشرعية بهذه الطريقة".
وشددت سلوفينيا على أن دول الاتحاد "مصمّمة على اتخاذ كل الإجراءات اللازمة، لحماية كل الحدود الخارجية للاتحاد بشكل فاعل، من خلال مواجهة عدوان بيلاروسيا".
سياجان حدوديان في بولندا وليتوانيا
ليتوانيا أعلنت الاثنين أنها ستستكمل سياجاً طوله 508 كيلومترات على حدودها مع بيلاروسيا، بحلول سبتمبر من العام المقبل، لمنع تدفق المهاجرين. وقالت رئيسة الوزراء إنغريدا سيمونيتي: "الحاجز المادي حيوي بالنسبة إلينا لصدّ هذا الهجوم الهجين، الذي يشنّه نظام بيلاروسيا على ليتوانيا والاتحاد الأوروبي".
وتشرف شركة مملوكة للدولة، تدير شبكتي الكهرباء والغاز في ليتوانيا، على تشييد السياج الحدودي، الذي سيبلغ ارتفاعه 3 أمتار ويكلّف 152 مليون يورو، كما ذكرت وكالة "رويترز".
في السياق ذاته، أشارت "بلومبرغ" إلى أن الحكومة البولندية أرسلت حوالى ألف جندي إلى الحدود الأسبوع الماضي، وأكدت خططاً لاستكمال تشييد سياج من أسلاك شائكة، طوله 150 كيلومتراً، عبر الحدود الحرجية التي تصعب مراقبتها.
وأعلنت منظمة بولندية تدافع عن حقوق اللاجئين، الجمعة الماضي، أن 32 شخصاً فرّوا من أفغانستان قبل سيطرة "طالبان" على البلاد، محاصرون منذ 12 يوماً في منطقة بين بولندا وبيلاروسيا.
وذكر نائب وزير الخارجية البولندي، بافل جابلونسكي، أن المجموعة لا تزال على الجانب البيلاروسي من الشريط الحدودي، محمّلاً مينسك "المسؤولية الكاملة عن هذا الوضع". أما رئيس الوزراء البولندي، ماتيوز مورافيكي، فقال الخميس إنه يتعاطف مع المهاجرين، مستدركاً أنهم "أداة في يد لوكاشينكو"، ومشدداً على أن بلاده لن تخضع "لهذا النوع من الابتزاز"، وفق "أسوشيتد برس".
اقرأ أيضاً: