سفينتا تجسّس صينيتان تراقبان تدريبات عسكرية "أسترالية - أميركية" في المحيط الهادئ

time reading iconدقائق القراءة - 6
سفن حربية أميركية وأسترالية في بحر الصين الجنوبي - 18 أبريل 2020 - REUTERS
سفن حربية أميركية وأسترالية في بحر الصين الجنوبي - 18 أبريل 2020 - REUTERS
دبي - الشرق

ذكرت هيئة الإذاعة الأسترالية أن سفينة تجسّس صينية ثانية في طريقها لدخول المياه قبالة الساحل الشمالي الشرقي لأستراليا، في خطوة تعزّز حضور بكين في المنطقة للمراقبة، بعدما بدأت كانبرا وواشنطن تدريبات عسكرية مشتركة الأسبوع الماضي.

وأشارت الهيئة إلى أن السفينة تقترب من أستراليا، عبر بحر سولومون حول بابوا غينيا الجديدة، مضيفة أنها ستنضمّ إلى سفينة استخبارات صينية مساعدة عامة أكبر، شوهدت في وقت سابق خلال اتجاهها إلى البلاد، عبر مضيق توريس، وتراقبها القوات الأسترالية.

ويُرجّح أن تراقب السفينتان تدريبات "سيف التعويذة"، وهي روتينية في التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وأستراليا، وتُنفذ كل سنتين، حسبما أفادت وكالة "بلومبرغ".

ونقلت هيئة الإذاعة الأسترالية عن مسؤولين دفاعيين، إن بكين استخدمت سابقاً إجراءات جمع معلومات استخباراتية، مستدركين أنها المرة الأولى التي تنشر فيها سفينة ثانية، في ما اعتبروه تطوراً "غير عادي". وذكّرت الهيئة بأن سفينة صينية بقيت خارج المياه الإقليمية لأستراليا، في عام 2019، ولكن داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة.

وسألت شبكة "سكاي نيوز" وزير التجارة الأسترالي دان تيهان عن الوجود البحري الصيني، فأجاب: "لدينا قواعد، ونريد أن يلتزم الجميع بها، عندما يتعلّق الأمر بحرية الملاحة".

توتر جيوسياسي

يأتي ذلك في ظلّ تصاعد التوتر الجيوسياسي بين كانبرا وبكين، والذي تفاقم بعدما دعا رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، العام الماضي، إلى فتح تحقيق مستقلّ في منشأ فيروس كورونا المستجد، وكرّر ذلك الأسبوع الماضي.

وردّت الصين بعرقلة الصادرات الأسترالية إلى أراضيها، في تدابير وصفتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأنها "إكراه اقتصادي". كذلك شكت الحكومة الأسترالية من مزاعم بانتهاك حقوق الإنسان، في شينغيانغ وهونغ كونغ، فأبرزت وزارة الخارجية الصينية ما تعتبره سجلاً سيئاً لكانبرا في ملف حقوق الإنسان، في ما يتعلّق باللاجئين والسكان الأصليين الأستراليين.

وتوترت العلاقات بين البلدين منذ عام 2018، عندما منعت أستراليا شركة "هواوي" الصينية من بناء شبكتها للجيل الخامس للإنترنت. وألغت حكومة موريسون اتفاقيتَين أبرمتهما حكومة ولاية فيكتوريا مع بكين، في إطار "مبادرة الحزام والطريق" الصينية. وأعلنت حكومة موريسون أيضاً، مراجعة عقد لتأجير ميناء داروين لشركة صينية، لمدة 99 سنة، مبرّرة الأمر بمخاوف أمنية.

"خسارة فادحة"

واعتبرت فرنسيس أدامسون، وكيلة وزارة الخارجية والتجارة الأسترالية، أن الصين بدّلت بشكل عميق طريقة تعاملها مع العالم، خلال عهد الرئيس شي جين بينغ، مشيرة إلى أنها "تعاني من انعدام الأمان".

أدامسون التي كانت سفيرة سابقة في بكين، بين عامَي 2011 و2015، نبّهت إلى أن الصين تشهد "خسارة فادحة في النفوذ"، في أستراليا ودول كثيرة، مضيفة: "قلة تدرك أن انعدام الأمان يؤرق هذه القوة العظمى، وبمقدار ما هي مدفوعة بالطموح، فإن عقليتها دفاعية إلى حد كبير، ممّا يجعلها تعتقد بوجود تهديدات خارجية، حتى عندما تدفع بمصالحها على حساب مصالح الآخرين". أدامسون التي ستتقاعد هذا العام، اعتبرت أن تحرّكات الصين لطرد صحافيين غربيين تمثل "عقلية حصار" ستؤدي إلى فهم أقلّ بشأن البلد.

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن تعليقات أدامسون تأتي بعدما أظهر مسح أن ثقة الأستراليين بالصين تراجعت إلى مستوى قياسي، إذ يرى عدد متزايد منهم، الصين، تهديداً أمنياً أكثر من كونها شريكاً اقتصادياً.

يأتي ذلك بعدما لفت وزير الدفاع الأسترالي، بيتر داتون، إلى وجوب عدم "استبعاد" نزاع مع الصين بشأن تايوان، معتبراً أنه على الأستراليين أن يكونوا "واقعيين" بشأن التوترات في المنطقة. أما مايك بيزولو، وهو مسؤول بارز في وزارة الداخلية الأسترالية، فأبلغ موظفيه أن "الدول الحرة" تسمع قرع "طبول حرب" مرة أخرى.

في المقابل، اعتبر ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية أن "ساسة في أستراليا" يدلون بتصريحات "غير مسؤولة، تحرّض على مواجهة وتضخّم خطر نشوب حرب"، ووصفهم بأنهم "مثيرو شغب"، علماً أن الصين هي أبرز شريك تجاري لأستراليا.

اقرأ أيضاً: