تحركات غربية ضد إيران مع تزايد وتيرة الإعدامات

time reading iconدقائق القراءة - 7
متظاهرة تحمل حبل مشنقة خلال مسيرة في فرنسا احتجاجاً على الاعدامات في إيران - AFP
متظاهرة تحمل حبل مشنقة خلال مسيرة في فرنسا احتجاجاً على الاعدامات في إيران - AFP
دبي-الشرق

أشعل قرار إيران الأخير بإعدام محتجين على صلة بالتظاهرات المستمرة منذ أكثر من 3 أشهر، انتقادات دولية واسعة، الأمر الذي دفع دول غربية  عدة إلى استدعاء السفراء الإيرانيين للتنديد بالقرار والاحتجاج عليه، فيما فرضت دول أخرى عقوبات جديدة على طهران.

وأعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أنها استدعت السفير الإيراني في برلين "مرة أخرى"، للاحتجاج على إعدام رجلين على صلة بالتظاهرات التي أثارتها وفاة الشابّة مهسا أميني.

وحذّرت بيربوك في مؤتمر صحافي في برلين، من أنها تعتزم "الإشارة بوضوح إلى أن القمع الوحشي وترهيب السكان والإعدامين الأخيرين، لن يمروا من دون عواقب".

وأضافت: "بدأ العام الجديد للأسف في إيران أو أوكرانيا بذات السوء الذي انتهى فيه العام السابق، فما زال من الضروري بالنسبة لنا أن يواصل الاتحاد الأوروبي هذا العام العمل بشكل وثيق وبحزم وقبل كل شيء بثقة تامة وبتضامن كامل".

ولفتت إلى أنه من المهم "عدم التغاضي" و"عدم الاستسلام"، بل مواصلة "القول بوضوح إننا إلى جانب أناس لا يريدون أكثر من العيش بحرية وأمان مثلنا".

واستنكر المستشار أولاف شولتز في تغريدة على تويتر "استخدام عقوبة الإعدام كوسيلة للاخضاع" في إيران, واعتبر أن هذا الأسلوب "مروع"، داعياً طهران إلى"التوقف عن تنفيذ أي إعدامات أخرى، والإفراج عن جميع المعتقلين من دون أي وجه حق".

هذا واستدعى وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، القائم بالأعمال الإيراني لـ"التنديد بأشد العبارات الممكنة بعمليات الإعدام المروعة التي شهدناها في مطلع الأسبوع".

في حين ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أنها ستستدعي القائم بالأعمال الإيراني في باريس "لإبلاغه بإدانتها الشديدة" لعمليات الإعدام وللقمع الحالي في إيران، مشيرةً إلى أن قامت بذلك "عدة مرات عبر قنوات مختلفة مع السلطات الإيرانية".

وأعلنت النرويج أنها استدعت السفير الإيراني المعتمد في أوسلو للتنديد بإعدام متظاهرين، وقالت وزيرة الخارجية النروجية أنيكن هويتفلدت على تويتر إن بلادها "تدين بشدة إعدام إيران للمتظاهرين محمد مهدي كرامي وسيد محمد حسيني".

ودعت هويتفلدت طهران لـ"التوقف عن قمع حقوق الإنسان"، كما حثتها على "الرد على الاحتجاجات بإصلاحات جادة ووقف الإعدامات على الفور".

كما أعلنت دول أوروبية أخرى، مثل الدنمارك وبلجيكا وهولندا، إجراءات مماثلة، بينما يجري الإعداد لفرض عقوبات جديدة على المستوى الأوروبي.

عقوبات كندية

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الكندية في بيان فرض عقوبات على شخصين و3 كيانات إيرانية، على صلة بـ"قمع" الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ سبتمبر الماضي، موضحةً أن "العقوبات تشمل نائب وزير الرياضة والشباب وحيد يامن بور، وصحيفة إيران الرسمية للبلاد".

ونقل البيان عن وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي قولها: "نقف إلى جانب شعب إيران الذي ما زال يعاني من انتهاكات جسيمة لأبسط حقوق الإنسان"، مشددةً على وجوب قيام "النظام الإيراني بإيقاف حملته التي وصفتها "بالمروعة" في التعامل مع الاحتجاجات.

وكان القضاء الإيراني أعلن، السبت، تنفيذ حكم الإعدام بحق رجلين بعدما أدينا بـ"قتل عنصر أمن في 3 نوفمبر الماضي"، خلال التظاهرات في غرب طهران، كما أعلن القضاء الإيراني مجدداً، الاثنين، الحكم على 3 محتجين مناهضين للحكومة بـ"الإعدام"، أدينا بـ"قتل أفراد من قوات الباسيج" خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مدينة أصفهان.

خامنئي: الاحتجاجات خيانة

وتأتي الانتقادات الدولية عقب دعوة المرشد الإيراني علي خامنئي، الاثنين، المسؤولين للقيام بـ"الأعمال الضرورية" لمواجهة "المشاكل الاقتصادية والمعيشية" التي تعيشها إيران، لكنه أشار إلى أن حلها "لا يتم عن طريق أعمال الشغب" في إشارة للاحتجاجات التي وصفها بـ"الخيانة".

واعتبر خامنئي في كلمة بمدينة قم بمناسبة "ذكرى انتفاضة عام 1978"، أن "القائمين على أعمال الشغب الأخيرة في إيران يريدون تدمير قوتنا"، لافتاً إلى أن "الجزء الأكثر أهمية في هذه العملية كان البروباغندا، إذ تظاهروا بأنهم يركزون على نقاط ضعفنا، لكنهم في الواقع أرادوا إيقاف نقاط قوتنا".

وربط المرشد الإيراني أعمال الشغب في بلاده بالولايات المتحدة والدول الأوروبية، وقال: "كانت تورط العدو الأجنبي واضحاً في هذه الأحداث، كما أنه من الواضح أن الأميركيين والأوروبيين متورطون بطريقة ما وذلك بشكل علني وليس سرياً، وكان أهم شيء في هذه القضية هو الدعايات المضللة".

وذكر أن "أهم أداة للعدو في هذه الاضطرابات كانت الدعاية عبر الفضاء الإلكتروني ووسائل الإعلام الغربية والعربية والعبرية"، مشدداً على أن البلد بـ"حاجة إلى أعمال كبيرة وتحويلية"، وأن "العدو وضع البروباغندا على رأس مخططاته، ومواجهته تأتي عبر التوضيح بتفاسير ومبادرات مختلفة وليس باستخدام الهراوات".

تصاعد الاحتجاجات

وتأتي التصريحات الإيرانية، مع استمرار التظاهرات في مدن عدة من بينها طهران التي شهدت إطلاق شعارات مثل: "هذا العام هو عام الدم، سيسقط فيه المرشد خامنئي"، و"الموت للديكتاتور"، و"عار علينا، مرشدنا الجاهل"، وفقاً لما نقلته شبكة "إيران إنترناشونال".

وشهدت مدن أصفهان ومشهد وقزوين تجمعات شعبية ورفع شعارات مثل "الموت لخامنئي" و"الفقر والفساد والغلاء، سنذهب حتى الإطاحة" و"الموت للديكتاتور"، بحسب ما أفادت به شبكة "إيران إنترناشونال".

إلى ذلك، ذكرت الشبكة أن تقارير ومقاطع فيديو واردة من سنندج كشفت أن المحتجين تجمعوا وأشعلوا النيران، مساء الأحد، مناسبة ذكرى إسقاط الطائرة الأوكرانية وبالتزامن مع عمليات الإعدام الجديدة في إيران ورددوا شعار: "الموت لجمهورية الإعدام".

في اليومين الماضيين، قام محتجون إ]رانيون بوضع العديد من الرسومات على الجدران في الشوارع العامة للتعبير عن اشمئزازهم من عمليات الإعدام، مع رسالة مفادها أن "النظام لا يستطيع قمع الانتفاضة الشعبية بالإعدامات"، وفقاً لـ"إيران إنترناشونال".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات