أعرب المخرج السوري جود سعيد، عن سعادته بالمشاركة في الدورة الـ 44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بفيلم "رحلة يوسف.. المنسيون"، والذي ينافس به في مسابقة آفاق السينما العربية، في عرضه العالمي الأول.
وسبق وشارك جود سعيد، في دوراتٍ سابقة من "القاهرة السينمائي"، بفيلمي "بانتظار الخريف" و"مطر حمص"، إذ يرى أنّ "هذا المهرجان، له دورٌ كبير في الأفلام التي صنعتها، وهو بمثابة البوابة التي تُتيح لأفلامي السفر لأبعد الحدود".
وأضاف جود لـ"الشرق": "تدور أحداث الفيلم حول يوسف وعائلته، ففي الوقت الذي خرج فيه الكثير من السوريين إلى بلاد اللجوء خوفاً من الحرب، خرج هو وعائلته خوفاً على الحب، دون أن يعلموا ما تخبّئ لهم الأيام من بلادٍ جديدة وهوية تائهة".
العمل من بطولة أيمن زيدان، وسامر عمران، وربى الحلبي، وسيرينا محمد، ووائل زيدان، وحيان بدور، وهو تأليف وإخراج جود سعيد.
النزوح من الوطن
وكشف المخرج جود سعيد، كواليس تجربته مع فيلم "رحلة يوسف"، موضحاً أنّ "فكرة المشروع كانت ثمار جلسة جمعتني بالفنان أيمن زيدان، وكنا نرغب أنّ نحكي للعالم عن مأساة النزوح عن الوطن، وماذا عن شكل الحياة فيما بعد هذه الخطوة".
وأوضح أن الفيلم استغرق منه وقتاً طويلاً في التحضيرات، والتي بدأت منذ عام 2019، نظراً لطبيعة أحداث المشروع، وعملية اختيار المُمثلين، متابعاً "بعض الشخصيات الرئيسية في الفيلم خاصة بمراهقين، وأسندتها إلى أشخاص لم يكن لديهم سابق خبرة في التمثيل".
واستعرض المُخرج السوري الصعوبات التي واجهها خلال التصوير، لعل أبرزهم زيادة الميزانية المُخصصة للمشروع، بسبب تراجع الأوضاع الاقتصادية في بلاده مؤخراً، بجانب توقف التصوير أكثر من مرة، وذلك إبان تفشي فيروس كورونا هناك.
وقال إنّ: "كل هذه الظروف، كانت تتطلب إيماناً حقيقياً من فريق العمل، لنتمكن من خروجه إلى النور، خاصة وأنّ التصوير امتد لأكثر من عامٍ كامل"، لافتاً إلى أنّ الفيلم يتضمن بعض اللقطات الحقيقية، حيث جرى الاستعانة بها ضمن الجزء الوثائقي داخل المشروع.
وأعرب جود سعيد، عن آماله بأنّ يحصد فيلمه "رحلة يوسف" جوائز بمهرجان القاهرة السينمائي، قائلاً إنّ: "الجوائز تُعطي الفيلم قيمة مضافة، ولكن عدم الحصول عليها لا يضر في نفس الوقت".
الحرب والسينما
وأرجع جود سعيد، أسباب تناوله الحرب السورية في غالبية أفلامه الأخيرة، إلى أنه عاصر هذه الحرب وظل مسكوناً بها، قائلاً: "من يعيش الحرب لن يخرج منها حتى تشهد يومها الأخير، وبالتالي أنا كفنان وصاحب مشروع، سأتناول الحرب وأثارها في أعمالي".
وأشار إلى أنه يواصل التحضير على فيلمٍ جديد حالياً، لازال في مرحلة الكتابة، وتدور أحداثه حول مجموعة من الفتيات تعشن في إحدى الأحياء الدمشقية، موضحاً أنّ "الفيلم لا يتحدث عن الحرب بشكلٍ مباشر، بينما سيتناول أثارها على الشعب السوري اقتصادياً واجتماعياً".
ولفت إلى أنّ الفيلم المُرتقب سوف يستعرض آمال وآلام الفتاة السورية، وكيف تعيش في مجتمعها بعد كل هذ الدمار.