"أزمة الرقائق".. واشنطن "واثقة" من تقديم الشركات لبياناتها طواعية

time reading iconدقائق القراءة - 6
 وزيرة التجارة الأميركية  جينا رايموندو خلال مقابلة مع وكالة "رويترز" في واشنطن.  - REUTERS
وزيرة التجارة الأميركية  جينا رايموندو خلال مقابلة مع وكالة "رويترز" في واشنطن. - REUTERS
دبي-الشرق

قالت وزيرة التجارة الأميركية  جينا رايموندو، الاثنين، إنها واثقة من أن كل الشركات التي تعمل في سلسلة توريد أشباه الموصلات ستقدم البيانات التي طلبتها الولايات المتحدة بشكل طوعي.

وذكرت رايموندو في مقابلة مع وكالة "رويترز" الاثنين، أنها تواصلت خلال الأسبوعين الماضيين، مع جميع المدراء التنفيذيين للشركات العاملة في سلسلة التوريد، بما في ذلك "سامسونج إليكترونيكس" الكورية الجنوبية، وشركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات "TSMC".

وتعد "TSMC" و"سامسونغ إليكترونيكس" الكورية الجنوبية أكبر شركتين لصناعة الرقائق في العالم، وتخدمان مجموعة واسعة من الشركات مثل صناع السيارات.

وأفادت الوزيرة الأميركية بأن كل المدراء التنفيذيين "تعهدوا لي بأنهم سيقدمون المعلومات إلينا"، مشيرةً إلى أن جميع الشركات في الوقت الحالي "تتعاون معنا وجميعها قالت إنها سترسل إلينا ما طلبناه".

ولفتت إلى أنها "متفائلة"، لكنها حذرت أنه في حال "لم تكن المعلومات المقدمة كافية بالشكل الذي نتوقعه، فإننا قد نتخذ إجراءات أخرى".

ما هي المعلومات المطلوبة؟

وطلبت وزارة التجارة الأميركية في سبتمبر الماضي، من الشركات في سلسلة توريد أشباه الموصلات، أن يملؤوا استبيانات بحلول 8 نوفمبر لجمع معلومات تتعلق بالنقص الحالي في الرقائق.

في الاستبيان، طُلب من صانعي الرقائق التعليق على المخزونات، والطلبيات المتأخرة، ووقت التسليم، وممارسات الشراء، وما إذا كانوا سيرفعون الإنتاج أم لا، أيضاً طلبت وزارة التجارة معلومات عن عملاء كل منتج.

ورغم أن الطلب طوعي، حذرت وزيرة التجارة، جينا رايموندو، ممثلي القطاع من أن البيت الأبيض قد يلجأ لقانون الإنتاج الدفاعي أو أدوات أخرى لإجبارهم إذا لم يستجيبوا.

في الاستبيان، طُلب من صانعي الرقائق التعليق على المخزونات، والطلبيات المتأخرة، ووقت التسليم، وممارسات الشراء، وما إذا كانوا سيرفعون الإنتاج أم لا، كما طلبت وزارة التجارة الأميركية معلومات عن عملاء كل منتج، بحسب وكالة "بلومبرغ" الأميركية.

وأصبحت أشباه الموصلات محل قلق جيوسياسي كبير، في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن وبكين لتأمين سلاسل توريد للرقائق، والتي تعد حيوية لكل جانب من جوانب الحياة، بدءاً من مراكز البيانات إلى الهواتف الذكية.

وأراد الرئيس الأمريكي جو بايدن دعم الروابط التجارية الأميركية مع الحلفاء الديمقراطيين مثل هولندا وكوريا الجنوبية لتجنب نقص الرقائق في أوقات الأزمات.

مواجهة مع كوريا وتايوان

وتواجه جهود إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للتخلص من مشاكل إمدادات الرقائق عالمياً مقاومة من المُشرّعين والمديرين التنفيذيين في تايوان وكوريا الجنوبية، ما يعقد محاولات حل الاختناقات التي تضر بالصناعات من السيارات إلى الإلكترونيات الاستهلاكية.

وأثار طلب واشنطن جدلاً محلياً في تايوان وكوريا الجنوبية، وخشي البعض من أن الولايات المتحدة تطلب من الشركات تسليم أسرار تجارية.

وكانت هناك مخاوف أيضاً في الصين من أن الولايات المتحدة قد تستخدم البيانات المقدمة من "TSMC" وغيرها لفرض عقوبات على الشركات الصينية.

وقالت سيلفيا فانج، المستشارة القانونية العامة لشركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات، للصحافيين بداية أكتوبر الماضي: "لن تقوم (تي إس إم سي) على الإطلاق بتسليم معلومات حساسة، لا سيما بيانات العملاء".

وهناك 3 من أكبر 5 عملاء لشركة "تي إس إم سي"، عبارة عن شركات أميركية، وتمثل شركة "أبل" وحدها ربع إجمالي المبيعات. "لا تزال "تي إس إم سي" تُقيّم كيفية الرد" على الاستبيان الأميركي.

وبالتزامن مع ذلك، أصدرت وزارة التجارة والصناعة والطاقة في كوريا الجنوبية بداية أكتوبر بياناً أعربت فيه عن قلقها بشأن نطاق الطلب الأميركي.

كما نقلت وسائل إعلام أخرى، بما في ذلك صحيفة "كوريا جونغانغ ديلي"، عن أشخاص لم تسمهم في شركات محلية لتصنيع الرقائق قولهم إنهم قد يواجهون صعوبة في الامتثال للطلبات.

"TSMC" تستجيب

استجابت شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات "TSMC" لطلب وزارة التجارة الأميركية بتقديم معلومات عن سلسلة التوريد للمساعدة في التعامل مع النقص العالمي في الرقائق، بينما حرصت على عدم الإفصاح عن أي معلومات تتعلق بالعملاء في الاستبيان المقدم، حسبما قالت متحدثة باسم الشركة الأحد.

أكدت المتحدثة، نينا كاو، في بريد إلكتروني مرسل لـ"بلومبرغ"، أن "TSMC" تظل ملتزمة بـ"حماية سرية بيانات العملاء دائماً".

وفي اليوم ذاته، قالت كوريا الجنوبية، إن شركاتها التكنولوجية ستقدم "بعض بيانات" أشباه الموصلات للولايات المتحدة بعد أن طلبت وزارة التجارة الأميركية من الشركات في سلسلة التوريد أن يقدموا معلومات بشأن المخزون ومبيعات الرقائق.

وتستعد الشركات الكورية الجنوبية لتقديم طوعي للبيانات ذات الصلة، حسبما قالت وزارة المالية الأحد، مضيفة أن عمالقة التكنولوجيا كانوا يتفاوضون مع واشنطن بشأن حجم البيانات التي ستقدم، ولم تقدم الوزارة المزيد من التفاصيل.