الجيش الأميركي يكشف نتائج تحقيق بشأن غارة قتلت مدنيين في سوريا

time reading iconدقائق القراءة - 4
دخان يتصاعد فوق موقع لتنظيم "داعش" في بلدة الباغوز، بدير الزور شرقي سوريا، بعد قصف جوي - 18 مارس 2019 - AFP
دخان يتصاعد فوق موقع لتنظيم "داعش" في بلدة الباغوز، بدير الزور شرقي سوريا، بعد قصف جوي - 18 مارس 2019 - AFP
واشنطن / دبي:الشرقأ ف ب

أعلنت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" أن الغارة الجوية التي نُفّذت في سوريا عام 2019، وأودت بحياة عشرات المدنيين، كانت "مشروعة"، وأنه "لا يمكن اعتبار النساء والأطفال الذين سقطوا فيها مدنيين"، بسبب حملهم "السلاح".

ونشرت "نيويورك تايمز" السبت نتائج تحقيق أجرته، أظهر أن قوة أميركية خاصة عاملة في سوريا أخفت وقائع عن شركائها العسكريين، بعدما ألقت ثلاث قنابل على مجموعة مدنيين قرب معقل لتنظيم "داعش" في بلدة الباغوز، في دير الزور شرقي سوريا، ما أودى بحياة 70 شخصاً غالبيتهم نساء وأطفال.

وبحسب تقرير الصحيفة، قال مسؤول قضائي أميركي إن الغارة قد ترقى إلى مصاف "جريمة حرب"، و"تقريباً في كل خطوة، اتخذ الجيش تدابير للتعتيم على هذه الغارة الكارثية".

وأصدرت "سنتكوم" بياناً مفصلاً بشأن الغارة، وأعلنت أن تحقيقاً خلص إلى أنها "دفاع مشروع عن النفس"، و"متناسبة"، وأن "خطوات ملائمة اتخِذت لاستبعاد فرضية وجود مدنيين". وأضافت أن تحقيقاً فُتح بعدما رجّح تقرير عسكري قتل مدنيين في الغارة.

وبالإضافة إلى القضاء على 16 مقاتلاً في تنظيم "داعش"، خلص التحقيق إلى أن أربعة مدنيين لقوا حتفهم على الأقل وجُرح ثمانية.

"لا يمكن تصنيفهم كمدنيين"

وقال المتحدث باسم "سنتكوم" بيل أوربان: "أعددنا تقريراً داخلياً بشأن الغارة، وأجرينا تحقيقاً فيها وفق ما لدينا من أدلة، ونتحمّل كامل المسؤولية عن الخسائر غير المقصودة في الأرواح".

وأضاف أن التحقيق لم يتمكن من "تحديد وضع أكثر من 60 ضحية أخرى بشكل قاطع". وأضاف أن بعضاً من النساء والأطفال "سواء بناء على العقيدة أو على خيارهم الشخصي، قرروا حمل السلاح في هذه المعركة، وبالتالي لا يمكن بتاتاً تصنيفهم كمدنيين".

وبالاستناد إلى وثائق سرّية ومقابلات أجرتها مع مسؤولين وعناصر كانوا منخرطين في هذه العملية مباشرة، وجدت "نيويورك تايمز" أن الضربة كانت "واحدة من أكبر" الهجمات التي "أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين في الحرب ضد داعش"، رغم عدم اعتراف الجيش الأميركي بها علناً. 

وأوضح التقرير أنه في الأيام الأخيرة من المعركة ضد "داعش" في سوريا، عندما حوصر عناصر التنظيم في حقل ترابي في بلدة الباغوز، حلّقت طائرة أميركية عسكرية بدون طيار في سماء المنطقة بحثاً عن أهداف، ولكنها رأت حشداً كبيراً من النساء والأطفال المتجمعين على ضفة النهر.

وأضاف التقرير أنه من دون سابق إنذار، أسقطت طائرة هجومية أميركية من طراز F-15E قنبلة تزن 500 رطل على الحشد، ما أدى إلى وقوع انفجار مروع. ومع تلاشي الدخان، أسقطت الطائرة قنبلة أخرى تزن 2000 رطل ثم أخرى، ما أسفر عن وفاة معظم الموجودين.

وأشار التقرير، نقلاً عن أحد الضباط، إلى أنه في 18 مارس 2019، في مركز العمليات الجوية المشتركة المزدحم التابع للجيش الأميركي بقاعدة العديد الجوية في قطر، كان عناصر يرتدون الزي العسكري يشاهدون لقطات حية للطائرات بدون طيار وينظرون في حالة من الذهول.

 ونقلت الصحيفة محادثة تمت على نظام دردشة آمن يستخدمه مراقبو الطائرات بدون طيار، فور وقوع الهجوم، عن أحدهم قوله: "من فعل ذلك؟"، ورد آخر: "لقد أسقطنا للتو 50 امرأة وطفلاً".

وسرعان ما وجد تقييم أولي لأضرار الهجوم أن عدد الضحايا كان في الواقع نحو 70 شخصاً.

اقرأ أيضاً: