أظهرت مقاطع نُشرت على الإنترنت، الجمعة، تجدد الاحتجاجات في إيران، بعدما شهدت الأسابيع الأخيرة ما بدا أنه "تباطؤ" في حدتها، إذ ردد المشاركون هتافات تطالب بـ"إسقاط الجمهورية".

وأظهرت مقاطع الفيديو خروج مظاهرات ليلية في عدة أحياء بالعاصمة طهران، وكذلك في مدن كرج وأصفهان وقزوين ورشت وأراك ومشهد وسنندج وغيرها.

وتزامنت المسيرات التي خرجت في مدن من بينها طهران، مساء الخميس، واستمرت حتى الليل مع مرور 40 يوماً على إعدام 2 من المحتجين الشهر الماضي.

وفي مقطع قيل إنه من مدينة مشهد، ذات الأغلبية الشيعية، في الشمال الشرقي ردد محتجون "أخي الشهيد، سنثأر لدمك".

وترددت أصداء الهتافات الليلية المناهضة للنظام في أحياء طهران ومدن أخرى، إذ يرسم شباب تحت غطاء الليل رسومات جدارية تندد بالجمهورية أو يحرقون اللوحات الإعلانية أو اللافتات المؤيدة للحكومة على الطرق السريعة الرئيسية.

ووقفت كثير من النساء اللاتي كن من بين عشرات السجناء الذين أفرجت السلطات عنهم مؤخراً أمام الكاميرات، دون وضع غطاء للرأس.

وقالت 5 ناشطات أفرج عنهن الخميس في بيان مشترك إنهن: "مدينات بحريتهن لتضامن شعب وشباب إيران المحبين للحرية"، بحسب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.

"عصيان مدني"

وبينما بدا أن الاحتجاجات تراجعت في الأسابيع الماضية، ربما بسبب عمليات الإعدام أو القمع الوحشي، فإن فعاليات العصيان المدني استمرت دون انقطاع بحسب "رويترز". 

وبدأت الاحتجاجات في سبتمبر الماضي، إثر وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني (22 عاماً)، بعد احتجاز شرطة الأخلاق لها بتهمة "انتهاك القواعد الصارمة لملابس النساء".

وشكلت الموجة الطويلة من الاحتجاجات أحد أقوى التحديات التي واجهتها إيران منذ ثورة 1979، وخلال المظاهرات تلوح النساء بأغطية الرأس أو تحرقها أو يقمن بقص شعرهن.

لكن السلطات، لم تظهر أي تهاون بشأن سياسة الحجاب الإلزامي التي تمثل إحدى السياسات الرئيسية في البلاد، وأفادت وسائل إعلام إيرانية في الأسابيع الأخيرة بإغلاق العديد من المحال والمطاعم والمقاهي بسبب عدم الالتزام بقواعد الحجاب.

وطالب مسؤولون إيرانيون الأسبوع الماضي النقابات العمالية بتطبيق أكثر صرامة لقواعد الحجاب في المتاجر والشركات في طهران.

فيما تلقت الطالبات اللائي لا يلتزمن بقواعد الحجاب الصارمة تحذيرات الشهر الماضي، تتعلق بمنعهن من دخول جامعة طهران، في حين ذكرت وسائل إعلام محلية أن نحو 50 طالبة مُنعن من دخول جامعة أورميه في الشمال الغربي لمخالفتهن قواعد الحجاب.

وقال نشطاء حقوقيون إن أكثر من 500 متظاهر قتلوا منذ سبتمبر، بينهم 71 قاصراً، كما تم اعتقال نحو 20 ألفاً. وبحسب السلطة القضائية فقد تم شنق 4 أشخاص على الأقل.

اقرأ أيضاً: