
انتهى السيناريست المصري، مصطفى محرم، من كتابة 22 حلقة في مسلسله الجديد الذي يتناول قصة حياة الموسيقار والمطرب الراحل محمد فوزي، والمقرر أن يدخل حيّز التنفيذ في الفترة المقبلة، بعد تحمّس الفنان سمير صبري لإنتاجه، تمهيداً لتقديمه في رمضان المقبل، بعد الاستقرار على فريق العمل بصورة نهائية.
يقول الكاتب مصطفى محرم لـ"الشرق" إن "المسلسل يتكون من 60 حلقة، سيتم عرضها على جزأين، وبدأت في كتابة الحلقات قبل 8 أشهر، بعد فترة من الإعداد والقراءة والتحضير، اكتشفت فيها مدى ثراء مشوار محمد فوزي الفني والإنساني، واحتواءه على أحداث ومواقف مثيرة، تثبت أنه كان فناناً استثنائياً بكل المقاييس".
شخصية نادرة
وعن تفاصيل العمل كشف محرم أن "الأحداث تبدأ منذ هروب محمد فوزي من بيت أهله في مدينة طنطا بالمرحلة الثانوية إلى القاهرة، بسبب حبه للفن، ورغبته في أن يجد لنفسه طريقاً به، مروراً بالتحاقه بفرقة بديعة مصابني التي كانت بوابته الأولى لعالم الشهرة والنجومية".
وأضاف أن "فوزي كان شخصية نادرة، وليس فناناً كبيراً فقط، يتمتع بأخلاق رفيعة، ويكفي أن نذكر موقفه مع الموسيقار بليغ حمدي، حين رشحه لأم كلثوم ليقدم لها لحن (حب إيه)، ليصبح بداية التعاون بينهما، بعدما وجد فوزي لحن حمدي مناسباً لها أكثر".
4 زوجات
وعما إذا كان سيتناول حياته الخاصة ضمن الأحداث، قال محرم: "لا يجوز تقديم سيرة ذاتية دون التطرق للحياة الخاصة للفنان بكل تفاصيلها، ومحمد فوزي حياته الخاصة مليئة بالأسرار المثيرة، فقد تزوج 4 مرات، الأولى زميله له من فرقة بديعة مصابني، والثانية أم أولاده، والثالثة الفنانة مديحة يسري، وكانت العلاقة بينهما قوية جداً وانتهت بسبب الغيرة، أما الرابعة فكانت الفنانة كاميليا التي كان يُطلق عليها في عصره فاتنة المعادي".
وقال السيناريست المعروف إن "محمد فوزي، حلم جمّعت عنه معلومات سنوات طويلة، وجمعتني جلسات عمل بكثير من المقربين منه، ومنهم صديقي المخرج حلمي رفلة، الذي حكى لي مواقف كثيرة لم تنشر من قبل عن فوزي، وأثق بأننا سننجح في النهاية بتقديم وجبة درامية فنية دسمة".
تامر حسني مرشح
وكشف محرم عن ترشيحه للفنان تامر حسني ليقدم دور "فوزي"، وفسّر ذلك بأن "به صفات كثيرة تشبه محمد فوزي، فهو ممثل جيد، وملحن متميز، وروحه مرحه، أضف إلى هذه الصفات أنه يمتلك شعبية كبيرة في العالم العربي، وهذا يساعد بالفعل على الوصول إلى أعلى نسب مشاهدة".
نجل فوزي: لا أعرف شيئاً
من جانبه، نفى الدكتور منير فوزي، نجل الفنان الراحل معرفته بأي تفاصيل عن العمل، وإن لم يمانع من تقديمه: "لم يعرض عليّ السيناريو، لكي أبدي رأيي فيه، وأتصور أن حياة والدي تستحق أن تروى في أكثر من عمل درامي، لما بها من تفاصيل كثيرة، ولكنّي لن أعلق على الأمر لحين اتضاح الرؤية كاملة بشأن العمل".
سمير صبري: حصلت على الموافقات اللازمة
من جانبه، قال منتج العمل، الفنان سمير صبري، لـ"الشرق"، إن "كل ما يتعلق بالموافقات اللازمة حصلت عليه من الفنانة الراحلة مديحة يسري التي تملك الحقوق كاملة وفق تنازلات قانونية سابقة من الأسرة، كما سيعرض المسلسل كل أغنيات (فوزي)، والتي شمل الاتفاق حق استغلالها".
وتابع: "ليست المرة الأولى التي أدخل فيها الساحة الإنتاجية لكي أعلن عن عمل دون الحصول على الموافقات الخاصة به، وهذا العمل كان من المفترض أن أقدمه قبل 5 سنوات بالشراكة مع شركة صوت القاهرة، التي كان صاحب الفضل في إنشائها الراحل محمد فوزي. ومن دون الدخول في تفاصيل، لم يخرج المشروع إلى النور".
عروض تسويق
وكشف صبري عن تلقيه عدة عروض تسويقية للعمل بمجرد الإعلان عنه، لافتاً إلى أن "قنوات عربية كبيرة ومنصات إلكترونية، طلبت منّي شراء العمل، وهذا يدل على قيمة الفنان محمد فوزي وأهمية ما قدمه من تراث لم يتكرر حتى الآن، وبالفعل هناك تفكير واقعي في أن يكون المسلسل على جزأين إذا قررنا تسويقه على إحدى المنصات".
وعن الفنان الذي تم الاستقرار عليه لتقديم شخصية الفنان الراحل، قال صبري: "لم نستقر على الاسم بشكل نهائي، وكل الترشيحات لنجوم أعتز بها، المهم ممن يقدم الشخصية، ألا يتقمصها لكن يقدم روحها"، مؤكداً: "نريد طهو العمل على نار هادئة، لأننا نقدم سيراً ذاتية لفنان استثنائي على المستويين العام والخاص".
آسر ياسين يظهر في الصورة
وأضاف: "من الممكن أن يكون تامر حسني، وهو فنان متميز، أيضاً آسر ياسين يصلح للدور، لكن كل هذه ترشيحات أوليّة لم تدخل حيّز التنفيذ وسابقة لأوانها، لحين الاستقرار على مخرج للعمل، والذي سيكون له الكلمة الفصل في الاختيار".
وولد الفنان المصري محمد فوزي في عام 1918، ويعد من أبرز مطربي وملحني الوطن العربي، قدم 36 فيلماً من بطولته مع كبار نجوم التمثيل في فترتي الخمسينات والستينات، وأسس أول شركة للأسطوانات في الشرق الأوسط، والتي لحق بها استوديو لتسجيل الألحان والأغاني، وكان تأميم هذه الشركة في أوائل الستينات من أكبر الصدمات في حياته، والتي دخل على إثرها في متاعب صحية متتالية انتهت بوفاته في عام 1966 عن 48 عاماً.