بكين تندد بقرارات "مجموعة السبع".. وموسكو: أوروبا فقدت سيادتها

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينج قبل اجتماع لرؤساء الدول الأعضاء في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند بأوزبكستان. 16 سبتمبر 2022 - REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينج قبل اجتماع لرؤساء الدول الأعضاء في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند بأوزبكستان. 16 سبتمبر 2022 - REUTERS
بكين/موسكو/هيروشيما- وكالاتالشرق

قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، السبت، إن قرارات دول مجموعة السبع "G7"، خلال قمتها في اليابان، تستهدف "احتواءً مزدوجاً" لروسيا والصين التي أبدت "استياءها الشديد" إزاء البيان ذاته، واصفةً المجموعة بأنها "تعوق السلام العالمي".

وأصدر قادة دول مجموعة السبع (كندا وفرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا)، بياناً أعلنوا فيه موافقتهم على تشديد العقوبات على روسيا، إلى جانب تقليص الاعتماد على التجارة مع بكين التي طالبوها بالضغط على موسكو لـ"وقف عدوانها العسكري" على أوكرانيا.

ورد لافروف على بيان السبع بقوله إن "الغرب يستخدم كييف كأداة لإلحاق هزيمة استراتيجية" بموسكو، مضيفاً أن "المهمة حددت على مرأى ومسمع من الجميع: هزيمة روسيا في ساحة المعركة، لكن ليس للتوقف عند هذا الحد، وإنما لإزاحتها كمنافس جيوسياسي".

واعتبر وزير الخارجية الروسي، في مؤتمر بثه التلفزيون الرسمي في موسكو، أن "القرارات التي تجري مناقشتها واتخاذها في هيروشيما تستهدف تنفيذ احتواء مزدوج لروسيا والصين"، وأن تصرفات المجموعة تقود إلى "طريق مسدود".

وذكر لافروف أن "الغرب يمارس ضغوطاً على الدول لقطع العلاقات التجارية والاقتصادية مع روسيا"، لكنه اعتبر أن موسكو "تحظى بدعم كثير من الحلفاء".

وقال إن موسكو بدأت مرحلة مواجهة حادة مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأميركا، متهماً الاتحاد الأوروبي بأنه فقد سيادته وبات تابعاً لواشنطن. 

وأضاف الوزير الروسي أن "الأحداث في أوكرانيا تسرع من وتيرة سير عملية تشكيل عالم متعدد الأقطاب"، محذراً من أن "الغطرسة تدفع بالعلاقات الدولية إلى وضع معقد"، وأنه لا يرى آفاقا للتوصل إلى حلول وسط.

وقال لافروف إن موسكو لا تريد أن تناصب أحدا العداء، لكنها مضطرة "للرد على الحرب التي فُرضت عليها".

تنديد وتحذير 

من جهته، ندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، في بيان، بما قال إنه "إصرار مجموعة السبع على التلاعب في قضايا على صلة بالصين، وتشويه سمعتها ومهاجمتها"، مشيراً إلى أن بكين "تدين بشدة" هذا الأمر.

وأعرب المتحدث عن "استياء الصين الشديد ومعارضتها الحازمة"، لافتاً إلى أنها "قدّمت احتجاجاً رسمياً لدى طوكيو، البلد المضيف للقمة، ولدى الأطراف المعنيين الآخرين".

وعن تايوان التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها، ندّدت بكين بـ"إصرار" مجموعة السبع على "توجيه الاتهامات للصين من دون اتخاذ موقف واضح إزاء الحركات الاستقلالية التايوانية".

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية إن "مجموعة السبع لا تنفك تؤكد أنها تسعى إلى عالم ينعم بالسلام والاستقرار والازدهار، لكنّها في الحقيقة تعوق السلام العالمي وتلحق الضرر بالاستقرار الإقليمي وتكبح تنمية بلدان أخرى"، وأضاف أن "هذه المقاربة لا تتمتع بأدنى مصداقية دولية".

بدورها، حذّرت سفارة الصين في بريطانيا، في بيان، "دول السبع من أن أي أقوال أو أفعال تضر مصالح بكين ستقابل بإجراءات مضادة قوية وحازمة".

بيان "السبع"

وكانت مجموعة السبع دعت الصين، في بيان، إلى "عدم التدخّل" في شؤون دولها، معربةً عن "مخاوف" على صعيد حقوق الإنسان، خصوصاً في "التيبت وشينجيانج".

كما شددت على أن مقاربات "مجموعة السبع لا تسعى إلى الإضرار بالصين أو الانفصال عنها"، مؤكدةً على "أهمية السلام والاستقرار" في مضيق تايوان.

كما أعرب قادة الدول السبع عن "قلق بالغ" إزاء الأوضاع في بحر الصين الجنوبي، متّهمين بكين بـ"العسكرة"، كما أشاروا إلى أن "الصين المتنامية التي تلعب وفقًا للقواعد الدولية ستكون ذات أهمية عالمية ونحن لا نفصل أو نتحول إلى الانطواء".

وتريد دول مجموعة السبع تنويع سلاسل التوريد الخاصة بها لتكون أقل اعتماداً على بكين، لذلك صعّدت هذه الدول لهجتها ضد أي محاولة لـ"الإكراه الاقتصادي" من جانب الصين بدون تسميتها، بحسب وكالة "فرانس برس".

ويعتبر بيان مجموعة السبع ثمرة مفاوضات بين بلدان على غرار الولايات المتحدة التي تتّخذ موقفاً أكثر تشدداً على خلفية توترات متزايدة مع الصين، ودول أخرى في الجانب الأوروبي تسعى جاهدة إلى تجنّب أي "مواجهة" مع بكين، وفق "فرانس برس".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات