1.5 مليار دولار تُهدد جهود بايدن لتوزيع لقاحات كورونا عالمياً 

time reading iconدقائق القراءة - 6
نشطاء في مظاهرة من أجل الوصول العالمي إلى لقاح فيروس كورونا، نيويورك، الولايات المتحدة، 14 يوليو 2021 - REUTERS
نشطاء في مظاهرة من أجل الوصول العالمي إلى لقاح فيروس كورونا، نيويورك، الولايات المتحدة، 14 يوليو 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

حذرت مجلة "بوليتيكو" من أن نقص السيولة، يُهدد جهود إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لتوزيع لقاحات كورونا عالمياً، وسط خلاف بشأن تمويل وكالة الإغاثة الأميركية المُكلفة بتوزيع اللقاحات التي تخوض "معركة بيروقراطية" مع البيت الأبيض.

وأشارت المجلة الأميركية في تقرير، الأربعاء، إلى أن الفيروس أودى بحياة عدد أكبر من الناس في جميع أنحاء العالم هذا العام بالفعل، أكثر من عام 2020 بأكمله.

وكان البيت الأبيض، أعلن الشهر الماضي، أن الولايات المتحدة ستصبح "ترسانة من اللقاحات"، بإرسال مئات الملايين من الجرعات إلى الخارج للمساعدة في إنقاذ العالم من كورونا.

والوقت الراهن، يُحذر مسؤولون من أن الجهود المبذولة في خطر، لأن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، المكلفة بتوزيع اللقاحات، تخوض معركة بيروقراطية مع البيت الأبيض، وتسعى جاهدة لإيجاد سبل لسداد ثمنها.

1.5 مليار دولار

وأضافت المجلة أن الخلاف يدور بشأن نحو 1.5 مليار دولار، كان من المفترض أن تستخدمها وكالة الإغاثة التي تعاني من ضائقة مالية، لمساعدة البلدان المحتاجة في تخزين ونقل وإدارة لقاحات كورونا. 

ونقلت علن 3 مسؤولين كبار في الإدارة مطلعين على الوضع، قولهم إنه في يونيو الماضي، حوّل البيت الأبيض الأموال لسداد ثمن 500 مليون جرعة إضافية من لقاح "فايزر"، لكن هذه الجرعات سيتأخر وصولها عدة أشهر. وفي غضون ذلك، يقول مسؤولو الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إنهم سيجدون صعوبة في مساعدة البلدان على تأمين الموارد لتوزيع الجرعات والحصول على أدوية كورونا، ومعدات الحماية الشخصية.

ولفتت المجلة إلى أن المسؤولين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، خشية "إشعال توترات داخل الإدارة"، بينما تحاول الولايات المتحدة الحفاظ على مكانتها كجهة مانحة عالمية رائدة في تقديم مساعدات كورونا، وتكافح الحالات المتزايدة في الداخل.

ووفقاً للمجلة، تشير الواقعة إلى شعور متزايد بالإحباط في الوكالة في الوقت الذي شرعت فيه إدارة بايدن في إرساء وضع الولايات المتحدة باعتبارها قائد الاستجابة العالمية للجائحة؛ لا سيما أن الوفاء بتعهدات البيت الأبيض يقع بشكل كبير على عاتق الوكالة، التي تجد نفسها غالباً في الجانب الخاسر من معارك تمويل واشنطن.

"تحمل الفاتورة"

من جهته، قال ستيفن موريسون، خبير الصحة العالمية في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية": "إذا لم نستثمر نحن والآخرون بشكل كافٍ في سبيل المضي قدماً للاستعداد، فسنواجه كارثة بين أيدينا، بينما تتكدس الجرعات على الأبواب". 

وأضاف: "نحن بحاجة إلى خطة استراتيجية. نحن بحاجة إلى نوع من هيكل القيادة الذي لا يسرق من شخص ليدفع لشخص آخر".

وقبل أن يعلن بايدن عن شراء جرعات "فايزر" في يونيو، ناقش مسؤولون من البيت الأبيض والمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي)، ووزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، أفضل السبل لتقسيم تكلفة شراء وشحن الجرعات والتأكد من أن البلدان المستفيدة، ستكون كذلك على استعداد لاستخدامها.

وفي نهاية المطاف، قرر كبار مسؤولي البيت الأبيض أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سوف تتحمل الفاتورة البالغ قيمتها 3.5 مليار دولار، وفقاً لثلاثة مسؤولين كبار في الإدارة مطلعين على تلك المحادثات. 

وأوضح المسؤولون أن ملياري دولار ستأتي من الأموال التي خصصها الكونغرس العام الماضي في حزمة إغاثة للوكالة الأميركية للتنمية الدولية للتبرع باللقاح من خلال آلية "كوفاكس"، العالمية لتوزيع اللقاحات. 

وقال مسؤول كبير بالإدارة، الشهر الماضي، إن المبلغ المتبقي، وقيمته 1.5 مليار دولار، سيؤخذ من الأموال المخصصة للوكالة الأميركية للتنمية الدولية في مارس لمساعدة البلدان على مكافحة كورونا، ويشمل ذلك توزيع اللقاحات.

"فجوة تمويل"

في المقابل، قال متحدث باسم الوكالة: "بالنظر إلى أوجه التفاوت المتزايدة في تغطية التطعيم العالمية، تعمل الإدارة جاهدة لتوسيع نطاق توافر اللقاح، لأنه أمر ضروري لتقصير عمر الجائحة"، مضيفاً أن الوكالة تتشاور مع الكونغرس بشأن "المقايضة (المفاضلات) في الموازنة"، التي يمكن أن تساعد في تعويض فجوة التمويل البالغة 1.5 مليار دولار.

بينما قال شخص مطلع على المحادثات إن الوكالة تدرس ما إذا كانت ستطلب من المشرعين الحصول على 1.5 مليار دولار كتمويل تكميلي، وهذا سيضمن أن تستمر الوكالة في مساعدة البلدان في بناء البنية التحتية اللازمة لتوزيع الجرعات، وعلاج مرضى كورونا المصابين بأعراض خطيرة. 

وقال مسؤول كبير آخر في الإدارة إن شراء 500 مليون جرعة من شركة "فايزر"، يغطي توصيل اللقاح إلى البلدان المتلقية.

لكن ليس من الواضح مدى السرعة التي يمكن بها للوكالة الأمريكية استعادة بعض الأموال، ما يزيد من الخطر المتمثل في أن بعض البلدان التي سعت للحصول على مساعدة أميركا في توفير اللقاحات، لن تكون جاهزة عند وصولها، ويمكن أن تجد صعوبة لإنقاذ الأرواح في هذه الأثناء.

"استعداد" لتلقي اللقاحات

من جهتها، قالت سامانثا باور، مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، في مقابلة صحافية: "نعمل مع وزارات الصحة (حول العالم) للتأكد من أن تلك الوزارات جاهزة بالفعل لتلقي الجرعات. نحن نتأكد من وجود هذا الاستعداد عندما يجري شحن تلك اللقاحات بالفعل".

وخلال الأشهر الستة الماضية، عمل مسؤولو الوكالة ووزارة الخارجية جنباً إلى جنب لتنسيق شحنات اللقاحات وغيرها من الإمدادات الطبية المنقذة للحياة. 

وتلقت المؤسستان 11 مليار دولار في مارس الماضي، من أجل الاستجابة الدولية للجائحة، وغيرها من الاحتياجات الإنسانية العاجلة، وربما يبدو مبلغ 1.5 مليار دولار ستنفقه الوكالة لشراء جرعات شركة "فايزر" جزءًا صغيراً من إجمالي المبلغ، بحسب المجلة.

لكن الوكالة تقوم بجزء كبير من العمل المتعلق بمساعدة الدول الأخرى في مكافحة الجائحة، ويشمل ذلك توفير المكونات الطبية والعلاجات، إذ قال اثنان من كبار مسؤولي الإدارة، إن مسؤولي الوكالة غارقون في عدد الطلبات المقدمة من الدول للتبرعات باللقاحات وغيرها من مساعدات فيروس كورونا.

اقرأ أيضاً: