قال مسؤولان كبيران في الاستخبارات الأميركية في تصريح لوكالة "أسوشيتد برس"، الأحد، إن إيران وجّهت تهديدات ضد نائب رئيس أركان الجيش الأميركي وقاعدة "فورت ماكنير" التابعة للجيش في العاصمة واشنطن، بعد مقتل قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني، قاسم سليماني يناير قبل الماضي.
وأوضح المصدران، أن الاتصالات التي اعترضتها وكالة الأمن القومي في يناير الماضي، أظهرت أن "الحرس الثوري" الإيراني ناقش شن هجمات على غرار حادث الاعتداء الذي استهدف المدمرة الأميركية "كول" في عام 2000، التي كانت راسية في ميناء عدن اليمني، ما أسفر عن مقتل 17 بحاراً.
"الانتقام لسليماني"
ولفت المسؤولان اللذان فضلا عدم الكشف عن اسميهما، إلى أن المعلومات الاستخبارية كشفت عن تهديدات طالت الجنرال جوزيف مارتن، نائب رئيس أركان الجيش الأميركي، وخطط للتسلل إلى القاعدة ومراقبته تمهيداً لقتله.
وأشارا إلى أن "الاتصالات التي تم اعتراضها كانت بين أعضاء فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وتركزت على الخيارات العسكرية المحتملة للانتقام لمقتل الجنرال قاسم سليماني، في بغداد في يناير 2020".
ولفتا إلى أن القادة العسكريين في طهران "غير راضين عن هجماتهم المضادة حتى الآن، وتحديداً نتائج الهجوم بالصواريخ الباليستية على قاعدة عين الأسد الجوية في العراق في الأيام التي تلت مقتل سليماني"، والتي لم تسفر عن مقتل أي من أفراد الخدمة الأميركية، لكن العشرات عانوا من إصابات خطيرة.
"منطقة عازلة"
ويخطط الجيش لإضافة منطقة عازلة بطول يتراوح بين 75 إلى 150 متراً من شاطئ قناة واشنطن، الأمر الذي من شأنه أن يحد من الوصول إلى نصف عرض الممر المائي المزدحم الذي يمتد بالتوازي مع نهر بوتوماك.
ولم يقدم الجيش سوى معلومات بسيطة ومحدودة عن التهديدات التي تتعرض لها القاعدة، بسبب محاربة فكرة تعزيز الأمن على طول القناة من قبل مسؤولي مقاطعة كولومبيا.
وفي اجتماع افتراضي عقد يناير الماضي لمناقشة القيود المفروضة، أشار اللواء عمر جونز، قائد المنطقة العسكرية في واشنطن، إلى تهديدات "موثوقة ومحددة" ضد قادة عسكريين يعيشون في القاعدة. وكان التهديد الأمني الوحيد المحدد الذي عرضه يتعلق بسبّاح انتهى به المطاف في القاعدة وألقي القبض عليه.
وقال إن الجيش "زاد من دورياته على طول الخط الساحلي ووضع المزيد من العلامات التحذيرية في تلك المناطق، فضلاً عن تركيب كاميرات لمراقبة قناة واشنطن"، في خطوة اعتبرها مسؤولو المنطقة وسكان محليون بأنها "تجاوز حكومي للمجاري المائية العامة".
من جانبها، قالت ديل إليانور هولمز نورتون، الممثلة الوحيدة للمقاطعة في الكونغرس لـ"أسوشيتد برس"، إن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، لم تقدم، منذ الاجتماع الذي عقد في يناير، أي معلومات إضافية تبرر تلك القيود حول القاعدة "فورت ماكنير".
وأضافت: "طلبت من وزارة الدفاع سحب القيود، لأني لم أر دليلاً على وجود تهديد موثوق به يدعم التقييد المقترح".
وتابعت: "لدي تصريح أمني، ولم يتم إطلاعي على أي دليل سري يبرر الاقتراح"، مشيرة إلى أن ساحة البحرية في واشنطن والقاعدة المشتركة "اناكوستيا بولينغ"، اللتين تتمتعان أيضاً بالوصول إلى مياه المنطقة "ليس لديهما مناطق محظورة على طول شواطئهما".
"ظروف غير آمنة"
من جانبه، قال باتريك ريفورد، خبير إدارة التكنولوجيا والتسويق في منظمة "مجتمع وارف"، التي تُعنى بإدارة المناطق المفتوحة في واشنطن، إن "قناة واشنطن، تعد إحدى المواقع الرئيسية في المدينة، التي تضم مساكن ومطاعم فاخرة وأماكن للإقامة الحفلات الموسيقية، كما أنها تحوي على 3 مراسي وأرصفة مخصصة للقوارب".
وتابع: "تعج القناة أيضاً، بسيارات الأجرة المائية التي تخدم 300 ألف شخص سنوياً والرحلات النهرية التي تستضيف 400 ألف شخص سنوياً".
وأوضح جاي شيلدز، وهو عقيد مشاة متقاعد بالجيش وعضو في نادي "الكابيتول لليخوت"، إن هذه القيود "لن تفعل أي شيء لتعزيز الأمن، بل ستزيد من الازدحام في منطقة مزدحمة أساساً"، فيما يرى السكان ومسؤولو المدينة إن هذه القيود من شأنها أن "تخلق ظروفاً غير آمنة وتحظر الأشخاص والسفن الصغيرة من الدخول إلى تلك المنطقة".