جدل داخل البنتاغون بشأن هجمات إيرانية في ذكرى اغتيال سليماني

time reading iconدقائق القراءة - 7
وزير الدفاع الأميركي بالوكالة كريستوفر ميلر في اجتماع بمقر البنتاغون بأرلينغتون فيرجينيا- نوفمبر 2020 - REUTERS
وزير الدفاع الأميركي بالوكالة كريستوفر ميلر في اجتماع بمقر البنتاغون بأرلينغتون فيرجينيا- نوفمبر 2020 - REUTERS
دبي-الشرق

قالت شبكة "سي.إن.إن" إن هناك جدلاً في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" بشأن احتمالية وقوع هجمات من إيران أو جماعات موالية لها، ضد القوات الأميركية في العراق، تزامناً مع ذكرى اغتيال قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني.

وفي حين رأى مسؤولون عسكريون أن تنفيذ الهجمات "محتمل جداً"، رأى آخرون أن التهديد مبالغ فيه.

ونقلت الشبكة عن مسؤول عسكري أميركي بارز (لم تذكر اسمه) قوله، إن "مستوى التهديد الحالي من إيران والفصائل المسلحة الموالية لها في العراق، هو الأكثر إثارة للقلق".

وأشار مسؤولون إلى وجود معلومات استخباراتية جديدة تفيد بأن إيران والحركات المسلحة الموالية لها في العراق، ربما تخطط لشن هجمات ضد القوات الأميركية في الشرق الأوسط. 

وذكر مسؤول آخر، لـ"سي إن إن"، أن "رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، يولي اهتماماً شديداً للوضع. ولا يعتقد الجيش أن هناك هجوماً وشيكاً، لكنه يتخذ جميع الاحتياطات لضمان ردع إيران، وفي الوقت ذاته لحماية القوات الأميركية".

ونقلت الشبكة عن 3 مسؤولين عسكريين أميركيين، أن "إيران تنقل أسلحة إضافية إلى العراق، ويشمل ذلك صواريخ باليستية قصيرة المدى، وهي ترسانة يعتقد مسؤولون أنها يمكن أن تستخدم لضرب أهداف أميركية".

"مؤشرات مقلقة"

وقال المسؤول العسكري الأميركي البارز لـ"سي.إن.إن"، إن "الولايات المتحدة لديها معلومات استخباراتية تشير إلى أن الحركات المسلحة كانت تجتمع مع عناصر من فيلق القدس للتخطيط لهجمات معقدة في العراق، وستحتاج مساعدة طهران لكي تنجح".

ونقلت الشبكة الأميركية عن مسؤول دفاعي أميركي آخر القول، إن "هناك عدداً من المؤشرات المقلقة على التخطيط والإعداد المتقدمين لهجمات في العراق يبدو أنها تستهدف الجيش الأميركي والمصالح الأميركية".

"تهديد مبالغ فيه"

وفي المقابل، قال مسؤول عسكري ثانٍ، إن القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي، كريستوفر ميلر، رفض الأربعاء، محاولة لتمديد تواجد حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" في الخليج، وقرر إرسالها خارج المنطقة في إشارة واضحة لوقف التصعيد مع إيران. 

ونقلت "سي. إن. إن" عن مسؤولين في البنتاغون، أن "استعراض العضلات العسكرية يهدف إلى تحذير طهران من مهاجمة مصالح الولايات المتحدة أو الجنود الأميركيين قبل ذكرى اغتيال سليماني".

فيما يرى مسؤولون آخرون في البنتاغون أن التهديد مبالغ فيه، إذ قال مسؤول عسكري بارز، مشارك بشكل مباشر في المناقشات، إنه "لا يوجد جزء واحد من المعلومات الداعمة للاستخبارات" يشير إلى أن هجوم إيران ربما يكون وشيكاً.

وأفاد مسؤول آخر، بأنه قبل أن يستدعي ميللر حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز"، التي كان من المقرر أن تغادر الخليج، كان قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي يضغط لتمديد وجود السفينة الحربية هناك، فيما قد يكون أطول انتشار لحاملة الطائرات منذ سنوات عدة.

وأعرب هذا المسؤول عن قلقه من أن البعض داخل الإدارة الأميركية يرسمون الوضع مع إيران على أنه أكثر خطورة مما هو عليه في الواقع، وهم مشغولون مسبقاً باحتمالية شن طهران هجمات انتقامية بمناسبة ذكرى اغتيال سليماني.

وشدد المسؤولون على عدم وجود خطط أو استعدادات لأي عمل هجومي موجه ضد إيران، وأن جهود تعزيز القوات الأميركية في المنطقة، تهدف إلى ردع الهجمات وليس توجيه ضربة استباقية.

تحركات الفصائل الموالية لإيران

وأفادت مصادر مطلعة لـ"لشرق"، fأن عدداً من قادة الفصائل المسلحة الموالية لإيران، اتخذوا إجراءات أمنية احترازية بالتزامن مع قرب الذكرى الأولى لاغتيال سليماني.

وذكرت المصادر ذاتها، أن بعض قادة الفصائل غيروا محل إقامتهم الدائم إلى أماكن مجهولة؛ خشية استهدافهم، بينما فضل آخرون مغادرة العراق إلى طهران وبيروت؛ أبرزهم أكرم الكعبي، زعيم حركة "النجباء"، وشبل الزيدي الأمين العام لحرمة "كتائب الإمام علي"، وأبو آلاء الولائي الأمين العام لـ "كتائب سيد الشهداء".

استعراض للقوة

حلّقت قاذفتان أميركيتان من طراز "بي-52" النووية فوق الخليج العربي، الأربعاء، للمرة الثانية هذا الشهر، في أحدث استعراض للقوة يستهدف ردع إيران عن مهاجمة أهداف للولايات المتحدة، أو لدول حليفة في الشرق الأوسط.

وتأتي الخطوة قبل أيام من الذكرى الأولى لمقتل قائد "فيلق القدس" التابع لـ "الحرس الثوري" الإيراني قاسم سليماني في بغداد، إذ استهدفته طائرة أميركية من دون طيّار بعد وصوله إلى مطار العاصمة العراقية، وكان مع القيادي في "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس.

وبعد 5 أيام على مقتل سليماني والمهندس، أطلقت إيران صواريخ باليستية على قاعدتين عسكريتين في العراق، تتمركز فيهما قوات أميركية.

لكن طهران تعهدت بردّ إضافي، لا سيّما أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب شدد عقوبات مفروضة عليها، بعدما سحب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، المُبرم في عام 2015.

ظريف: سندافع عن أمننا

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة على "تويتر"، إن بلاده لا تسعى للحرب، ولكنها ستدافع بشكل مباشر ومفتوح عن شعبها وأمنها ومصالحها الحيوية.

وأضاف أنه "عوضاً عن محاربة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لفيروس كورونا في بلاده، يهدر المليارات لإرسال أساطيل وقاذفات بي 52" إلى المنطقة، مشيراً إلى أن "المعلومات الاستخباراتية من العراق، تشير إلى مؤامرة تحاك لابتكار ذريعة للحرب".