عادت "بتكوين" أكبر عملة مشفرة إلى الانخفاض؛ حيث هبطت بنسبة وصلت إلى 15%، الأحد، مع انخفاض العملات المنافسة مثل "إيثريوم" و"إكس آر بي" و"ريبيل" وغيرها.
وجاء التراجع بعد أن سجلت عملة بتكوين رقماً قياسياً بلغ أكثر من 64 ألف دولار، الأربعاء، حيث أدى الظهور الأول لأكبر بورصة للعملات المشفرة في الولايات المتحدة، وهي "كوين بيس غلوبل"، إلى إثارة الحماس حول جميع ما يتعلق بالعملات المشفرة.
وفي حين استقرت الأسعار في وقت لاحق من اليوم نفسه وفي التداولات المبكرة في آسيا، الاثنين، حيث بقيت بتكوين عند حوالي 57 ألف دولار، فيما يزال هذا السعر منخفضاً بنسبة 12% تقريباً عن الذروة خلال اليوم في الأسبوع الماضي.
سبب الانخفاض
كما هو الحال في كثير من الأحيان، لاسيما مع الأصول المبهمة مثل العملات المشفرة التي غالباً ما يكون من غير الواضح مَن يبيع أو يشتري، فلا يوجد سبب واضح لانخفاض العملة المشفرة الأشهر بعد صعودها التاريخي؛ حيث يشير المحللون إلى مجموعة من الأسباب.
نظراً لتحقيق الأصول الرقمية مزيداً من النجاحات بين كل من المستثمرين الأفراد والمؤسسات، أصبحت الجهات التنظيمية في جميع أنحاء العالم مهتمة بمتابعة الموضوع بشكل أكبر.
وفي يوم الجمعة، صرّح البنك المركزي التركي أنه سيحظر استخدامها كشكل من أشكال الدفع اعتباراً من 30 أبريل، كما سيحظر معالجة المعاملات التي تنطوي على منصات العملات المشفرة من قبل الشركات التي تتعامل مع المدفوعات وتحويلات الأموال الإلكترونية.
إجراءات أميركية
وأشارت تكهنات تم بثها عبر الإنترنت خلال عطلة نهاية الأسبوع بأن وزارة الخزانة الأميركية على وشك اتخاذ إجراءات صارمة ضد غسيل الأموال الذي يتم من خلال الأصول الرقمية، في حين امتنعت وزارة الخزانة عن التعليق.
علاوةً على ذلك، تشمل المصادر الأخرى للضغط التنظيمي خطط البنوك المركزية لإنشاء عملات مشفرة مثل عملة اليوان الصيني، وحظر تعدين العملات المشفرة في منغوليا الداخلية، التي طالما كانت مفضلة في الصناعة بسبب قوتها الرخيصة.
في هذا الصدد، قالت كبيرة استراتيجيي الاستثمار في شركة إدارة الأصول "إي آر شيرز" إيفا أدوس عبر تلفزيون بلومبرغ: "سنرى المزيد من التنظيمات القادمة"، محذرة المستثمرين حول ضرورة توخي الحذر الشديد، قائلة: "نعتقد أنه سيكون هناك المزيد من التقلبات في المستقبل".
تصحيح صحي
يوفر أي ارتفاع كبير إمكانية للسوق للتقدم على نفسه. وهذه هي وجهة نظر مؤسس شركة "غالاكسي ديجتال" والمناصر للعملات المشفرة منذ فترة طويلة مايكل نوفوغراتز، الذي كتب على "تويتر" أنه يرى التراجع بوصفه تصحيحاً صحياً.
يمكن إضافة أشياء أخرى إلى هذا المزيج، حيث أفاد موقع الأخبار المتخصص في العملات المشفرة "كويندسك"، السبت، أن انقطاع التيار الكهربائي في أجزاء من الصين قد أوقف قدراً كبيراً من قدرة تعدين بتكوين، ما قلل من قوة المعالجة الإجمالية لشبكة العملة المشفرة. وهناك أيضاً مسألة التوقيت.
وفي هذا الصدد، قال محلل السوق بشركة "آي جي" في ملبورن كايل رودا: "تُصاب عملة بتكوين بالجنون في عطلات نهاية الأسبوع لأنها واحدة من الأسواق القليلة المفتوحة للتداول فيها، وقد فقدت بعض دعم الشراء".
توقعات الأسعار
عندما يتعلق الموضوع بتنبؤات أسعار العملات المشفرة، فإن المشكلة تكمن في عدم وجود الكثير من المقاييس الأساسية لتشكيل أساس للتوقعات، حيث يتلخص الكثير منها في تخمينات حول ما إذا كان المستثمرون المؤسسيون سيشترون، وما إذا كانت حيتان بتكوين ستبيع؟.
ويتمثل أحد الاختلافات الرئيسية عن الانهيار المطول في عام 2017 في أن مجموعة واسعة من المستثمرين المؤسسيين (2% منهم يتحكمون بنسبة 95% من حجم بتكوين) لديهم الآن بعض الحصة في السوق، حيث أصبحت شركة "بريفان هوارد آست منجمنت" الأسبوع الماضي أحدث شركة إدارة أموال يُقال إنها تستثمر في الأصول الرقمية.
وفي علامة أخرى على الاهتمام المتزايد بين الأثرياء، تخطط شركات مثل "مورغان ستانلي" و"غولدمان ساكس غروب" الآن لتزويد العملاء بإمكانية الوصول إلى استثمارات العملات المشفرة. وفي يناير، اقترح محللو "جي بي مورغان تشيس وشركاه" أنه لدى بتكوين القدرة على الوصول إلى 146 ألف دولار على المدى الطويل، وهو هدف خفضوه مؤخراً إلى حوالي 130 ألف دولار.
*هذه المادة من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ