أعلنت الصين أنها ستعاقب شركات ومانحين سياسيين مرتبطين بأفراد يدعمون استقلال تايوان، بعدما فرضت غرامة على مجموعة تايوانية.
وأعلنت تشو فنغليان، الناطقة باسم "مكتب شؤون تايوان" الصيني، "معاقبة شركات وجهات راعية مالية مرتبطة بمؤيدي استقلال تايوان، وفقاً للقانون"، معتبرة أن داعمي الاستقلال "يقوّضون العلاقات" عبر مضيق تايوان، ويهددون الاستقرار في المنطقة.
وأفادت وكالة "بلومبرغ" بأن تصريحات تشو كانت رداً على سؤال عما إذا كانت العقوبة التي فُرضت على مجموعة "فار إيسترن غروب" التايوانية، الاثنين، مرتبطة بجهود بكين لمعاقبة ساسة تايوانيين مؤيدين للاستقلال عن البرّ الرئيس. تشو لم تصف المجموعة بشكل مباشر بأنها شريك للساسة المؤيدين للاستقلال، ولكنها حذرت من أن الصين لن تسمح أبداً للأفراد والشركات الذين يتبنون آراء مشابهة بجني أرباح على أراضيها.
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن هذه التصريحات قد تخيف الشركات المرتبطة بالرئيسة التايوانية تساي إينج وين، وحزبها "الديمقراطي التقدمي" المؤيد للاستقلال. وتعتبر حكومة تساي تايوان دولة ذات سيادة بحكم الأمر الواقع، على الرغم من أنها لم تضغط من أجل إعلان رسمي للاستقلال، وهذا خط أحمر بالنسبة إلى بكين، يمكن أن يؤدي إلى غزو الجزيرة.
"انفصاليّ تايواني متشدد"
تأتي تصريحات تشو بعدما منعت الصين رئيس الوزراء التايواني سو تسينج تشانج، ووزير الخارجية جوزيف وو، ورئيس البرلمان يو سي كون، وأقاربهم، من دخول أراضيها وهونج كونج وماكاو، في عقوبات يمكن أن تتبعها ملاحقة جنائية، إذ تسعى إلى كبح مبادرات تايبيه لنيل دعم دولي أكبر. كذلك يُحظر على الثلاثة، وأي كيانات تابعة لهم، العمل مع منظمات وأفراد في البرّ الرئيس، فيما تُمنع الشركات المرتبطة بهم من تحقيق أرباح هناك.
وأوردت صحيفة "غلوبال تايمز" الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني أن "فار إيسترن غروب" عرضت مساعدة مالية على سو تسينج تشانج، الذي وصفته بأنه "انفصالي تايواني متشدد".
وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا) بتغريم شركات تابعة لـ"فار إيسترن غروب" في الصين، بعدما تبيّن أنها تنتهك القوانين والقواعد. الوكالة لم تكشف قيمة الغرامة، ولكن شركتين فرعيتين للمؤسسة التايوانية الأم أعلنتا تغريمهما 88.6 مليون يوان (13.9 مليون دولار)، واستدركتا أن عملياتهما في الصين لم تتأثر بشكل كبير.
تبرّعات لأحزاب في تايوان
وأوردت مجلة Wealth Magazine (مقرها تايبيه) أن أرقاماً نشرتها الحكومة التايوانية أفادت بأن "فار إيسترن غروب" تبرّعت لـ"الحزب الديمقراطي التقدمي"، وحزب "كومينتانغ" الذي ينتهج سياسات ودية مع الصين.
وأضافت أن الشركة قدّمت نحو مليوني دولار لحزب تساي، في الفترة التي سبقت الانتخابات التشريعية التي نُظمت في يناير 2020، ما يجعلها أبرز مانح للحزب الحاكم.
ورفض تساي لين شنج، الأمين العام للاتحاد الوطني الصيني للصناعات في تايوان، ربط بكين مسائل قانونية بالسياسة، معتبراً أن هذا الأمر قد يقلق رجال أعمال تايوانيين. وأضاف: "قدّمت فار إيسترن غروب تبرّعات، ليس فقط للحزب الديمقراطي التقدمي، ولكن أيضاً لحزب كومينتانغ وأحزاب أخرى. هذا ما يجب أن تفعله، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة أنها تدعم استقلال تايوان".
ونقلت "بلومبرغ" عن يونغووك ريو، وهو أستاذ مساعد للعلاقات الدولية لشرق آسيا في كلية "لي كوان يو" للسياسة العامة بجامعة سنغافورة الوطنية، قوله: "تقتصر العقوبة الحالية على فار إيسترن غروب، وحجمها لا يبدو باهظاً. لكن تأثيرها هو المهم، في إشارتها إلى الشركات الأجنبية والتايوانية، وكذلك للجمهور الصيني، بأن الحكومة الصينية لن تتسامح مع أي حركة لاستقلال تايوان أو دعم لذلك".
اقرأ أيضاً: