غداة اعتقالات واسعة.. الأردن يعلن إحباط مخطط لاستهدافه

time reading iconدقائق القراءة - 6
نائب رئيس الوزراء الأردني وزير الخارجية أيمن الصفدي خلال مؤتمر صحافي في العاصمة عمان - 4 أبريل 2021 - الشرق
نائب رئيس الوزراء الأردني وزير الخارجية أيمن الصفدي خلال مؤتمر صحافي في العاصمة عمان - 4 أبريل 2021 - الشرق
دبي-الشرق

قال نائب رئيس الوزراء الأردني، وزير الخارجية أيمن الصفدي، الأحد، إن تحقيقات أولية أفادت بأن الأمير حمزة بن الحسين "خطط مع آخرين لزعزعة استقرار الأردن"، في إشارة إلى الإجراءات التي أعلنتها عمان لمواجهة "تحركات توظف لاستهداف الأمن" في البلاد.

وأشار الصفدي إلى أن الأمير حمزة "رفض الاستجابة لطلب وقف التحركات التي تستهدف أمن البلاد، وتعامل معه بسلبية".

وأكد أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني "ارتأى أن يتم الحديث مباشرة مع الأمير حمزة، ليتم التعامل مع المسألة ضمن إطار الأسرة، لثنيه عن هذه النشاطات التي تستهدف العبث بأمن الأردن والأردنيين، وتشكل خروجاً على تقاليد العائلة الهاشمية وقيمها".

وخلال مؤتمر صحافي عقده في مقر رئاسة الوزراء الأردنية في عمّان، خصص لتوضيح القرارات التي اتخذتها السلطات الأردنية السبت، قال الصفدي إن "رئيس هيئة الأركان المشتركة التقى الأمير حمزة، وطلب منه التوقف عن كل التحركات والنشاطات التي تستهدف أمن الأردن واستقراره، إلا أنه لم يتجاوب، وتعامل بسلبية لم تلتفت لمصالح الوطن وشعبه".

وأشار إلى أن التحقيقات كشفت "وجود ارتباطات بين باسم عوض الله وجهات خارجية، وما يسمى بالمعارضة الخارجية، للعمل على توظيف كل الاتصالات السابقة، والأنشطة لتنفيذ مخططات آثمة لزعزعة الاستقرار".

"نشاطات مكثفة"

وأضاف الصفدي: "تم تسجيل نشاطات مكثفة للأمير حمزة خلال الفترة الماضية، للتواصل مع شخصيات مجتمعية، بهدف تحريضها ودفعها للتحرك في نشاطات من شأنها المساس بالأمن الوطني"، لافتاً إلى أن "التحقيقات الأولية أثبتت أيضاً أن الأمير حمزة، كان على تنسيق وتواصل مع باسم عوض الله للتوافق على خطواته وتحركاته".

وكشف الصفدي أن "السلطات رصدت تدخلات واتصالات مع جهات أجنبية، بشأن التوقيت الأنسب لبدء خطوات لزعزعة استقرار الأردن"، مشيراً إلى أن "أشخاصاً حول الأمير حمزة، تربطهم صلات بجهات خارجية، كانوا خلف هذا المخطط".

وأعلن أنه "تم القبض على ما بين 14 و16 شخصاً، بالإضافة إلى الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله". وتحدث عن "جهود لاحتواء الموقف داخل الأسرة الهاشمية"، لكنه أكد أن "لا أحد فوق القانون".

"تحركات مرصودة"

وقال الصفدي إن "الأجهزة الأمنية من القوات المسلحة، والاستخبارات، ومديرية الأمن العام، تابعت على مدى فترة طويلة نشاطات وتحركات للأمير حمزة بن الحسين، والشريف حسن بن زيد، وباسم إبراهيم عوض الله، وأشخاص آخرين تستهدف أمن الوطن واستقراره". 

وأشار إلى أن "الأجهزة الأمنية رفعت في ضوء هذه التحقيقات، توصية إلى الملك عبدالله الثاني، بإحالة هذه النشاطات والقائمين عليها إلى محكمة أمن الدولة، لإجراء المقتضى القانوني، بعدما بينت التحقيقات الأولية، أن هذه النشاطات والتحركات، وصلت مرحلة تمس بشكل مباشر بأمن الوطن واستقراره".

"تسجيلات صوتية"

وأوضح الصفدي أن "التحقيقات كشفت أن الأمير حمزة قام بعد دقائق معدودة من لقائه رئيس هيئة الأركان المشتركة، بإرسال تسجيل صوتي للقاء المذكور، وأرفقها بتسجيل صوتي آخر في محاولة منه لتصعيد الموقف"، لافتاً إلى أنه "تم إرسال هذه الرسائل في اليوم الذي كان يخطط فيه باسم عوض الله لمغادرة الأردن".

وتابع: "بث الأمير حمزة، رسالتين مسجلتين باللغتين العربية والإنجليزية، في محاولة أخرى لتشويه الحقائق ولاستثارة التعاطف المحلي والأجنبي، وبما يعكس نواياه وحقيقة نشاطاته التي يقوم بها منذ فترة، والمتضمنة العمل على تجييش المواطنين ضد الدولة بما يمس بشكل غير مقبول بالأمن الوطني".

وأفاد الصفدي بأن "الأجهزة الأمنية رصدت أيضاً تواصل شخص له ارتباطات بأجهزة أمنية أجنبية، مع زوجة الأمير حمزة، السبت، يضع فيه خدماته بتصرفها، ويعرض عليها تأمين طائرة فوراً للخروج من الأردن إلى بلد أجنبي، ما يمثل مؤشراً آخر على تورط جهات خارجية في النشاطات المشبوهة التي تم إفشالها حماية لأمن الأردن واستقراره".

"القانون فوق الجميع"

وعن مصير الأمير حمزة، قال الصفدي إن "القانون فوق الجميع"، مؤكداً أن "المملكة تعمل على ضمان سيادة القانون". وأشار إلى اعتقال شخصيات من دائرة الأمير حمزة، بعضهم عامل في مؤسسات الدولة وبعضهم لا، وعند اكتمال التحقيق سيتم الكشف بشفافية وبوضوح عن جميع التفاصيل".

وبشأن وجود أي مساعدة من دول خارجية في الكشف عن المخطط، قال الصفدي إن "جميع الجهود قامت بها أجهزتنا الأمنية، وتعاملت مع الموضوع منذ بدايته بحرفية، وأوصلته للنتائج الحالية"، كاشفاً أن العملية التي تم التخطيط لها "كانت تتضمن هدفين، الأول تنفيذ أجندات لزعزعة أمن الأردن وضرب استقراره، والثاني أوهام وطموحات، ولكن تم محاصرة هذه التحركات ووأدها قبل ضرب استقرار الأردن".

وشدد الصفدي على أنه "لا حديث عن اعتقال قادة عسكريين أردنيين"، مشدداً على أن "المؤسسة العسكرية جزء أساسي من عملية التحقيق". 

سجال غير مباشر

وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأردني اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، قال السبت، إنه تم الطلب من الأمير حمزة بن الحسين، الأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني، "التوقف عن تحركات تُوظّف لاستهداف أمن الأردن"، نافياً في الوقت ذاته اعتقال الأمير ضمن آخرين ألقت السلطات القبض عليهم. 

وسبق للأمير حمزة بن الحسين أن قال إنه "قيد الإقامة الجبرية"، وإن حراسه الشخصيين "أبعدوا". وجاءت تعليقات الأمير في 3 مقاطع فيديو بالعربية والإنجليزية. وحملت تصريحاته تأكيداً ضمنياً لبيان رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الذي ذكر أن الأمير تلقى طلباً "بالتوقف عن تحركات ونشاطات تُوظّف لاستهداف أمن الأردن واستقراره". ونفى الأمير حمزة وجود "أي أجندة خارجية أو مؤامرات من خلف الكواليس".

 من جهتها، قالت الملكة نور، أرملة عاهل الأردن الراحل الملك الحسين، في تغريدة على "تويتر"، الأحد: "أتوجه بالدعاء من أجل أن تسود الحقيقة والعدالة لكل الضحايا الأبرياء لهذا البهتان الآثم".