قالت المفوضية الأوروبية، الخميس، إنها تدرس جميع الخيارات المطروحة لضمان وفاء شركة "أسترازينيكا" المنتجة للقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، بالتزاماتها مع الاتحاد الأوروبي، بشأن تسليم الجرعات.
ورداً على سؤال عما إذا كانت المفوضية قد بدأت في اتخاذ إجراء قانوني ضد الشركة بسبب النقص المتكرر في إمداداتها للاتحاد الأوروبي، قال متحدث باسم المفوضية: "ما يهم هو أننا نضمن تسليم عدد كافٍ من الجرعات، بما يتماشى مع ما قامت به الشركة سابقاً.. ندرس جميع الخيارات لتحقيق ذلك".
وكان دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي، قالوا إن المفوضية الأوروبية تستعد لبدء إجراءات قانونية ضد "أسترازينيكا" على خلفية "فشلها في تسليم الجرعات التي تعهدت بها إلى الكتلة".
وبحسب مجلة "بوليتيكو"، ناقشت المفوضية الأمر في اجتماع السفراء، الأربعاء، وقالت غالبية دول الاتحاد الأوروبي إنها ستدعم مقاضاة الشركة، "بسبب فشلها الذريع في تسليم الجرعات التي تعهدت بها إلى الكتلة".
وأوضح أحد الدبلوماسيين، أن الهدف من الإجراءات القانونية هو إلزام "أسترازينيكا" بتوفير الجرعات المنصوص عليها في عقدها مع الاتحاد الأوروبي.
وقال دبلوماسيان آخران، إن هناك موعداً نهائياً حددته المفوضية للشركة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وفي حال لم تمتثل إليه، عندها على دول الاتحاد الأوروبي البدء بالإجراءات القانونية.
وأثارت "أسترازينيكا" غضب الاتحاد الأوروبي في يناير الماضي، عندما قالت إنها لن تكون قادرة على تقديم عدد الجرعات المتوقعة في البداية للاتحاد.
وبحلول نهاية الربع الأول من العام الجاري، سلمت الشركة 30 مليون جرعة لدول الاتحاد الأوروبي، بدلاً من 100 مليون جرعة التي تعهدت بها في عقدها مع الكتلة، ما أعاق بشدة حملات التطعيم الوطنية.
وبحلول الربع الثاني من العام، كان من المفترض أن تسلم الشركة 300 مليون جرعة كاملة مضمونة، إلا أنها تقاعست عن ذلك أيضاً، وسلمت التكتل نحو 70 مليون جرعة.
إضافة إلى فشلها في تسليم الاتحاد الأوروبي الجرعات المتفق عليها، تواجه "أسترازينيكا" أزمة أخرى متمثلة بتعرض عدد من الذين تلقوا لقاحها إلى تجلطات تنذر بمضاعفات حرجة.
وقال خبراء من منظمة الصحة العالمية، في بيان، إنه "لا بد من إجراء دراسات متخصصة من أجل فهم كامل للصلة المحتملة بين التلقيح وعوامل الخطر الممكنة"، لافتين الى أن هذه الظواهر "نادرة جداً رغم كونها مقلقة"، علماً أن أكثر من مئتي مليون شخص تلقوا لقاح "أسترازينيكا" حول العالم.
واستدعى ذلك العديد من الدول للاستغناء عن لقاح الشركة البريطانية السويدية، إذ أوقفت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بداية الشهر الجاري، تصنيع لقاح "أسترازينيكا" في مصنع "إيمرغنت" بمدينة بالتيمور، وكلفت شركة "جونسون آند جونسون"، تولي مسؤولية تسيير المصنع.
اقرأ أيضاً: