أفغانستان.. من هم "السنغوريون" الذين يؤهلون لمواجهة طالبان؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
أحد أعضاء "سانغوريان" يطلق النار من مدفع رشاش ثقيل في قرية مختار في مقاطعة هلمند،  28 مارس 2021 - AFP
أحد أعضاء "سانغوريان" يطلق النار من مدفع رشاش ثقيل في قرية مختار في مقاطعة هلمند، 28 مارس 2021 - AFP
لشكركاه (أفغانستان) -أ ف ب

يكافح مسلحون "شبه حكوميين" في أفغانستان حركة طالبان في جنوب البلاد، ويتلقون تأهيلاً من الاستخبارات الأفغانية وقوات أجنبية لمواجهة الحركة، وفق تقرير لوكالة "فرانس برس".

ويتبع هؤلاء المسلحون مجموعة "السنغوريين"، التي تأسست في هلمند، وتحمل اسم مسلسل تلفزيوني تركي شهير يروي مغامرات جيش سري. ويرتدي "السنغوريون" زي أعضاء حركة طالبان، ويؤكدون أنهم يضمون عشرات المتمردين السابقين في صفوفهم.

أسس هذه المجموعة المسلحة في عام 2015 عبد الجبار قهرمان، السياسي الذي كان في الماضي قائداً للجيش ولقي مصرعه على يد طالبان بعد ثلاث سنوات في تفجير.

وتقول وسائل الإعلام المحلية إن الاستخبارات الأفغانية والقوات الأجنبية التي تقوم حالياً بتسريع انسحابها لإنجازه بحلول 11 سبتمبر المقبل، تولت تأهيل "السنغوريين".

عرقلة طالبان

وأوضحت "مؤسسة جيمس تاون" المركز الفكري الأميركي المحافظ، أن هدف هذه المجموعة كان تحديداً التسلل إلى صفوف طالبان من أجل عرقلة تحركاتهم.

وقال أحمد جان، أحد أفراد المجموعة، بعمامته ولحيته الطويلة، لوكالة "فرانس برس" التي التقته في موقع تمركز على تخوم لشكركاه كبرى مدن ولاية هلمند: "نقاتل ليلاً ونهاراً.. لا نستريح أحياناً لساعات. أصبح ذلك كل حياتنا"، مشيراً إلى مواقع مقاتلي طالبان القريبة جداً ويراقبها بلا توقف.

ولأفغانستان تاريخ طويل من المجموعات المسلحة التي تقاتل تارة مع السلطات وأخرى ضدها، وتغير موقعها حسب تطور الوضع لكنها لم تنضم يوماً إلى الجيش الوطني.

وتكافح القوات الأفغانية منذ أشهر لاحتواء هجمات مقاتلي طالبان الذين يستغلون الانسحاب الجاري للقوات الأميركية لتحقيق مكاسب ميدانية.

ويشارك المقاتلون "السنغوريون" في هذا الجهد. وتشير وسائل الإعلام إلى أن حركة طالبان تكرههم لأن عدداً من عناصرها التحقوا بالمجموعة، وكذلك لأنهم يستخدمون الوسائل الوحشية نفسها التي تلجأ إليها الحركة.

اشتباكات عنيفة

تقول "مؤسسة جيمس تاون" إن الاشتباكات بين التشكيلين خصوصاً تتسم بـ"الشراسة والوحشية". ويؤكد الباحثون أنه "نتيجة لذلك، تمارس طالبان عنفاً شديداً ضد السنغوريين، والذين تقوم بخطفهم يخضعون لتعذيب شديد ثم يُقتلون". وقدروا عدد أفراد هذه المجموعة المسلحة بما بين 500 و1000 رجل.

وفقد بعض أفراد السنغوريين العديد من الأقارب والرفاق، لذلك أصبح نضالهم مسألة شخصية جداً. وقال عزت الله ماما، الذي يقود 25 رجلاً: "فقدت ابني وأخي وثلاثة من أقربائي". وهو يتذكر أن مقاتلي طالبان دخلوا قبل خمس سنوات إلى لشكركاه وجوارها "فبدأنا المقاومة واضطررت لمحاربة الحركة". وتعهد هذا المقاتل كغيره من "السنغوريين"، بالدفاع عن مدينته ضد المتمردين الذين يعتبرهم أجانب.

من جهته، أكد عطاء الله أفغان، عضو مجلس ولاية هلمند، الدور الذي يلعبه مقاتلو مجموعة "السنغوريين" في حماية المنطقة. وقال: "نطلب من الحكومة دفع المزيد من الأشخاص للانضمام إلى السنغوريين في الدفاع عن الولاية".

طالبان تُهاجم

وبينما تتراجع القوات الحكومية الأفغانية التي ستخسر قريباً الغطاء الجوي الأميركي الحيوي لعملياتها، لا يخفي قادة طالبان عزمهم على استعادة السيطرة على البلاد بشكل كامل وإعادة تأسيس نظامها.

ويؤكد المتمردون أنهم سيطروا على نحو 30 منطقة منذ بدأت الولايات المتحدة سحب كامل جنودها مطلع مايو الماضي، مع تصاعد العنف في البلاد ولا تحقق محادثات السلام غير المسبوقة بين المتمرّدين والحكومة الأفغانية أي تقدّم.

وخلال الأسابيع الأخيرة، سيطرت طالبان على منطقتين في غزنة، الولاية الاستراتيجية التي تضم الطريق السريع الذي يربط بين العاصمة ومعقل طالبان سابقاً "قندهار".

وبات عناصر الحركة موجودين في كل ولاية تقريباً ويحاصرون عدداً من المدن الرئيسية الكبرى، وهي استراتيجية استخدموها في منتصف تسعينات القرن الماضي عندما سيطروا على معظم مناطق أفغانستان إلى أن أطاح بهم الغزو الذي قادته الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.