دعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الأربعاء، الدول الغربية إلى "تكثيف" عمليات تسليم الأسلحة لأوكرانيا للسماح لها بالدفاع عن أراضيها في مواجهة القوات الروسية، معتبراً أن الغزو "يشكل خطراً على أوروبا وليس على أوكرانيا وحدها".
ودعا أوستن خلال اجتماع للدول الأعضاء في "مجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا" التي شكّلتها الولايات المتحدة لدعم كييف بمقرّ حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الدول الغربية لـ"تكثيف عمليات تسليم الأسلحة لأوكرانيا (..) والتي شهدت نمواً متسارعاً"، مشيراً إلى أن "أكثر من 45 دولة أرسلت مساعدات أمنية لأوكرانيا وهذا يعكس مدى الغضب الدولي على الغزو الروسي غير المبرر".
ولفت إلى أن بلاده "تعمل على تلبية طلبات أوكرانيا من الأسلحة الإضافية وبالتحديد فيما يتعلق بالأسلحة الدفاعية الجديدة"، موضحاً أن واشنطن قدمت "صواريخ جافلين للأوكرانيين إضافة إلى ذخيرة كبيرة جداً وطائرات هليكوبتر، (..) ونحن ملتزمون بالقيام بأبعد من ذلك".
وأكد أن "بريطانيا قدمت منظومات إطلاق الصواريخ لأوكرانيا كما أنها درّبت الأوكرانيين عليها وساعدتهم في الدفاع عن بلادهم"، مبيناً أن الاجتماع جاء بـ"هدف تكثيف الجهود وتوطيد الدعم للقوات الأوكرانية في مواجهة العدوان الروسي".
وأضاف: "علينا تكثيف التزامنا المشترك كي تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها، وعلينا أن نبذل قصارى جهودنا لضمان أن تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها وعن مواطنيها وأراضيها".
وخصصت الولايات المتحدة قرابة 4.6 مليار دولار كمساعدات أمنية لأوكرانيا وذلك منذ بداية الغزو الروسي في 24 فبراير.
وقال مسؤول دفاعي أميركي كبير لوكالة "رويترز" إن "روسيا لم تتخل عن القتال على الرغم من تقدمها البطيء إلى حد ما"، مضيفاً أن "السؤال هو ما الذي يحتاجه الأوكرانيون لمواصلة النجاح الذي تسبب في إبطاء وإحباط الهدف الروسي".
الطلبات الأوكرانية
وطلبت أوكرانيا مراراً من الغرب أن يرسل لها أسلحة ثقيلة وانتقدت بعض القادة الأوروبيين لعدم تسليمها أسلحة تقول إنها في حاجة إليها لصدّ قوات موسكو.
من جهته، قال أحد مستشاري الرئاسة الأوكرانية إن بلاده التي تواجه قواتها صعوبة في صد القوات الروسية في إقليم دونباس "تنتظر قراراً" الأربعاء بشأن تسريع تسليمها أسلحة ثقيلة من قبل حلفائها الغربيين، حسبما ذكرت "فرانس برس".
وقال ميخائيلو بودولياك إن بلاده بحاجة إلى "1000 مدفع هاوتزر و 500 دبابة و1000 طائرة مسيرة إضافة إلى أسلحة ثقيلة أخرى".
وتلقّت أوكرانيا "نحو 10% من الأسلحة" التي تطالب شركاءها الغربيين بها لمواجهة القوات الروسية، حسبما أفادت وزارة الدفاع الأوكرانية، الثلاثاء.
وقالت نائبة وزير الدفاع آنا ماليار للتلفزيون الأوكراني "لن نتمكّن من الانتصار في هذه الحرب دون مساعدة شركائنا الغربيين، بغض النظر عن الجهود التي تبذلها أوكرانيا واحتراف جيشنا".
واعتبرت أنه يجب "تحديد مهل واضحة (لتسليم الأسلحة)" لأن "كل يوم تأخير هو يوم ليس لمصلحة حياة الجنود الأوكرانيين ولا لشعبنا".
وأضافت "لا يمكننا الانتظار لفترة طويلة لأن الوضع صعب جداً" لا سيّما في الشرق في دونباس حيث يتقدّم الروس تدريجياً منذ عدة أسابيع إلى حد السيطرة الكاملة على منطقة لوغانسك.
ودعا أمين عام الناتو ينس ستولتنبرج، الدول الغربية إلى إرسال مزيد من الأسلحة الثقيلة إلى أوكرانيا، موضحاً أن الحلف "يكثّف" عمليات تسليم الأسلحة، وأن اجتماع بروكسل جاء لـ"تنسيق المزيد من الدعم، بما في ذلك الأسلحة الثقيلة لأن الأوكرانيين يعتمدون بشكل مطلق عليها ليكونوا قادرين على مواجهة الغزو الروسي الوحشي".
وتسعى القوات الروسية لاعتراض شحنات الأسلحة لأوكرانيا وأعلنت، الأربعاء، أنها دمرت بواسطة صواريخ كاليبر مستودع أسلحة أرسلها الحلف الأطلسي ولا سيما مدافع إم777 عيار 155 ملم قرب لفيف في غرب أوكرانيا.