"مخاطر تتجاوز أوكرانيا".. مخاوف من تواجد روسي "دائم" في بيلاروسيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
منصة إطلاق صواريخ خلال مناورات مشتركة بين روسيا وبيلاروسيا - 12 فبراير 2022 - AFP
منصة إطلاق صواريخ خلال مناورات مشتركة بين روسيا وبيلاروسيا - 12 فبراير 2022 - AFP
دبي -الشرق

قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن الحشد العسكري الروسي في بيلاروسيا "يُشكل مخاطر"، ربما تتجاوز أوكرانيا، ويثير مخاوف أوروبية من أن عمليات الانتشار في حال أصبحت "دائمة"، ربما تؤدي إلى "تغيير كبير في توازن القوى" لصالح موسكو، وذلك وسط مزاعم عن غزو روسي محتمل لأوكرانيا مجدداً.

وأشارت الصحيفة الأميركية، السبت، إلى أن دول البلطيق تحذّر حلفاءها في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، من أن التدريبات العسكرية الروسية الجارية في بيلاروسيا، ربما تؤدي إلى تواجد دائم للقوات الروسية في تلك الدولة الواقعة في شرق أوروبا، ما يشكل مخاطر أمنية مقلقة على المدى الطويل للتحالف الغربي.

ولفتت الصحيفة إلى أن الحشد العسكري الروسي في بيلاروسيا، ربما يستهدف أوكرانيا في الوقت الراهن، لكن عمليات الانتشار الجديدة تثير مخاوف دول الجوار ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، وكذلك بعض دول أوروبا الشرقية بسبب احتمال تواجد روسي "يغير قواعد اللعبة" بالقرب من أو على حدودها.

مناورات ضخمة

وخلال الأسابيع الأخيرة، أرسلت موسكو إلى بيلاروسيا ما بين 20 ألفاً و30 ألف جندي إلى جانب طائرات مقاتلة وبطاريات صواريخ، وأنظمة دفاع جوي، للمشاركة في مناورات "عزيمة الاتحاد 2022"، التي انطلقت، الخميس الماضي، وفقاً لوزارة الدفاع الروسية. وقال مسؤولون روس إن القوات ستعود إلى الوطن، عندما تنتهي المناورات في 20 فبراير الجاري.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين غربيين قولهم، إن حجم وطبيعة المناورات، التي تأتي في وقت يطالب فيه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بتقليص وجود الناتو في شرق أوروبا، أثارت مخاوف من أن "تغتنم روسيا الفرصة" لترك قواتها في بيلاروسيا لفترة غير محددة، ما يؤدي لتوسيع نطاق "امتداد موسكو في أوروبا بشكل أعمق".

مع ذلك، أشار المسؤولون إلى أن عمليات الانتشار الروسية لا تشكل أي "تهديد عسكري وشيك" لأي جزء من أوروبا باستثناء أوكرانيا.

لكن "المخاوف الملحة"، وفقاً لما ذكره توماس بولوك المحلل البارز في وكالة "جينس" العالمية للاستخبارات الدفاعية، لصحيفة "واشنطن بوست"، تكمن في أن التدريبات العسكرية الجارية في بيلاروسيا تأتي "استعداداً لغزو روسي محتمل لأوكرانيا"، بالنظر إلى أن جميع القوات الروسية تقريباً في بيلاروسيا متمركزة على طول حدودها الجنوبية مع أوكرانيا.

"تغيير توازن القوى"

وخلال اجتماعات مع حلفاء الناتو في الأيام الأخيرة، قال قادة دول البلطيق إن التواجد المستمر للقوات الروسية في بيلاروسيا من شأنه "تغيير كبير في توازن القوى العسكرية" لصالح موسكو، وطالبوا بإرسال تعزيزات إضافية للناتو على امتداد الجناح الشرقي للحلف لإصلاح "الخلل في التوازن".

في هذا الإطار، قالت رئيسة الوزراء الليتوانية إنجريدا سيمونيتي عقب اجتماع في وقت سابق هذا الأسبوع مع نظيرها البريطاني بوريس جونسون، إن "الحشد غير المسبوق للقوات الروسية في بيلاروسيا يثير قلقاً خاصاً"، لافتة إلى أن "تعزيز وجود شركاء الناتو في ليتوانيا أمر بالغ الأهمية" بالنسبة لبلادها.

في المقابل، أرسل الناتو بالفعل تعزيزات، تشمل الآلاف من الجنود، وسفناً وطائرات، إلى أوروبا الشرقية في محاولة لطمأنة الحلفاء المتوترين بأنه سيقف إلى جانبهم في حال حدوث تصعيد عسكري كبير.

اتصال بايدن وبوتين

والسبت، أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأميركي جو بايدن، أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أن واشنطن وحلفاءها سيفرضون "عقوبات هائلة" على روسيا حال غزو أوكرانيا، وسيكون هناك رد حاسم وسريع.

وجاء الاتصال الهاتفي بالتزامن مع ماراثون من الجهود الدبلوماسية لتفادي اندلاع تصعيد عسكري في أوكرانيا، حيث تحشد روسيا أكثر من 100 ألف من قواتها على الحدود.

وأوصت العديد من الدول من أبرزها ألمانيا وهولندا، وأستراليا ونيوزلندا، رعاياها بمغادرة أوكرانيا، كما طلبت السفارة الأميركية في كييف، السبت، من جميع موظفيها غير الأساسيين المغادرة أيضاً.

وتطالب موسكو الغرب بضمانات مُلزمة تشمل التعهّد بسحب قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" من شرقي أوروبا، وعدم ضم أوكرانيا إلى الحلف، فيما ترى واشنطن أن كثيراً من المقترحات تجهض المحادثات من بدايتها، لكنها تحث الكرملين على مناقشتها معها ومع حلفائها الأوروبيين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات