تقرير: واشنطن أبرمت "اتفاقاً سرياً" مع طالبان لتسهيل إجلاء رعاياها

time reading iconدقائق القراءة - 5
جنود أميركيون في أحد مداخل مطار حامد كرزاي الدولي في كابول، 25 أغسطس 2021 - via REUTERS
جنود أميركيون في أحد مداخل مطار حامد كرزاي الدولي في كابول، 25 أغسطس 2021 - via REUTERS
دبي -الشرق

أبرمت الولايات المتحدة "اتفاقاً سرياً" مع حركة طالبان، لمرافقة أميركيين إلى بوابات مطار كابول، أثناء محاولتهم الفرار من أفغانستان، وفق ما كشفت عنه شبكة "سي إن إن".

ونقلت الشبكة الأميركية في تقرير، الثلاثاء، عن مسؤولين اثنين في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاجون)،
قولهما إن الجيش تفاوض على "ترتيب سري" مع طالبان، أسفر عن مرافقة عناصر من الحركة مجموعات من الأميركيين، إلى بوابات مطار كابول.

وقال أحد المسؤولين إن قوات العمليات الخاصة الأميركية أقامت "بوابة سرية" في المطار، وأنشأت "مراكز اتصال" لتوجيه الأميركيين خلال عملية الإجلاء.

وأضاف المسؤولان، اللذان اشترطا عدم ذكر اسميهما، أن المواطنين الأميركيين أُخطروا عبر رسائل مختلفة، بالتجمع في "نقاط التقاء" محددة مسبقاً قرب المطار، حيث سيجمعهم عناصر طالبان ويتحققون من أوراقهم الثبوتية، ويأخذونهم مسافة قصيرة إلى بوابة تحرسها القوات الأميركية، التي كانت تقف على مقربة، من أجل السماح لهم بالدخول وسط حشود ضخمة من الأفغان الساعين للفرار.

وأشارت شبكة "سي إن إن"، إلى أن الجنود الأميركيين تمكنوا من رؤية الأميركيين يقتربون مع مرافقيهم من عناصر طالبان، في محاولة لضمان سلامتهم.

تهديد "داعش"

وأشار المسؤولان إلى أن هذه الترتيبات الحساسة لم يُكشف عنها حتى الآن، لأن واشنطن كانت قلقة من رد فعل طالبان على أي إعلان، وكذلك التهديد بشن هجمات من قبل ما يسمى "تنظيم داعش خراسان" التابع لتنظيم "داعش"، إذا علم عناصره أن الأميركيين تجرى مرافقتهم في مجموعات.

وطوال فترة الإجلاء، شدد مسؤولو إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، على أن طالبان كانت متعاونة، وصرح مسؤولون كبار بأن عناصرها التزموا بتوفير "ممر آمن" للأميركيين.

وقال أحد المسؤولين إن مهام الحراسة التي قامت بها طالبان كانت تحدث "عدة مرات يومياً"، لافتاً إلى أن إحدى نقاط الالتقاء الرئيسية كانت مبنى وزارة الداخلية، خارج بوابات المطار مباشرة حيث كانت القوات الأميركية القريبة قادرة بسهولة على ملاحظة اقتراب الأميركيين. وقال أحد المسؤولين عن الاتفاق: "لقد نجح الأمر، نجح بشكل رائع".

تم نقل أكثر من 122 ألف شخص إجمالاً جواً من مطار حامد كرزاي الدولي منذ يوليو الماضي، وتم إجلاء أكثر من 6000 مدني أميركي، حتى الاثنين، عندما أكملت الولايات المتحدة انسحابها، إلا أن 13 جندياً أميركياً، وأكثر من 170 أفغانياً قتلوا في تفجير انتحاري بالمطار، الخميس الماضي.

وليس من الواضح ما إذا كانت طالبان التي كانت تتحقق من الأوراق الثبوتية خلال هذه الجهود قد أبعدت أياً من الأميركيين. وكانت عدة تقارير أفادت بأن بعض الأميركيين الذين يحملون جوازات سفر وحاملي البطاقة الخضراء الأميركية، أبعدوا عن نقاط تفتيش طالبان القريبة من المطار.

"مراكز اتصال"

في اتفاق سري منفصل آخر لم يُكشف عنه حتى انتهاء العملية، كانت قوات النخبة من قيادة العمليات الخاصة المشتركة، ووحدات العمليات الخاصة الأخرى موجودة أيضاً على الأرض لمساعدة الأميركيين على الهروب من خلال الاتصال بهم من خلال "مراكز اتصال"، وفقاً لأحد المسؤولين. 

وأشار المسؤول إلى أن قوات العمليات الخاصة أقامت "بوابة سرية" خاصة بها في المطار وكانت في بعض الأحيان على اتصال مباشر مع الأميركيين لإخبارهم أين يذهبون بالضبط للعثور على البوابة، وحتى يمكنهم الدخول إلى المطار.

وكان الجنرال فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأميركية، أعلن لأول مرة عن مشاركة قوات العمليات الخاصة في مؤتمر صحتفي، الاثنين، قائلاً إن هذه القوات ساعدت في إجلاء أكثر من 1000 مواطن أميركي وأكثر من 2000 أفغاني "عبر مكالمات هاتفية، وتعليمات، ومرافقة".

وقال إن قوات العمليات الخاصة "تواصلت للمساعدة في جلب أكثر من 1064 مواطناً أميركياً و2017 مهاجراً بتأشيرة خاصة أو أفغان معرضين للخطر، و127 من مواطني دول أخرى". 

سيطرة طالبان

كانت حركة طالبان قد سيطرت على العاصمة الأفغانية كابول في 15 أغسطس الجاري، بعد شروع القوات الأميركية في الانسحاب من أفغانستان، من دون مقاومة تقريباً من القوات الحكومية الأفغانية.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أكد أن الولايات المتحدة ستنهي حضورها الدبلوماسي في أفغانستان، بحلول موعد الانسحاب النهائي المحدد في 31 أغسطس، لكنه أشار إلى أن عمليات إجلاء الأفغان الراغبين في الخروج من البلاد ستستمر.

ومنذ نهاية يوليو الماضي، تم إجلاء نحو 122 ألف شخص من كابول في جسر جوي تاريخي. وتعهدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بمواصلة العمل لإخراج الأفغان المعرضين للخطر وعدة مئات من الأميركيين من البلاد، في وقت تعهدت فيه طالبان بـ"السماح للأشخاص الذين يريدون المغادرة بالخروج من البلاد".

اقرأ أيضاً: