الصين ترى "غطرسة ضد العلم" في تحقيق بتسرّب كورونا من مختبر

time reading iconدقائق القراءة - 5
رجال أمن أمام "معهد ووهان لعلم الفيروسات" خلال زيارة وفد من "منظمة الصحة العالمية" للتحقيق في منشأ فيروس كورونا المستجد - 3 فبراير 2021 - REUTERS
رجال أمن أمام "معهد ووهان لعلم الفيروسات" خلال زيارة وفد من "منظمة الصحة العالمية" للتحقيق في منشأ فيروس كورونا المستجد - 3 فبراير 2021 - REUTERS
دبي – الشرق

كرّرت الصين معارضتها طلباً وجّهته "منظمة الصحة العالمية" لفتح تحقيق آخر في منشأ فيروس كورونا المستجد، يتضمّن تدقيقاً في احتمال تسرّبه من مختبر، معتبرة أن لا دليل يثبت نظرية تعكس "غطرسة ضد العلم".

وأفادت وكالة "بلومبرغ" بأن مسؤولين علميين صينيين بارزين أصرّوا، خلال مؤتمر صحافي في بكين، على ترجيح أن يكون العامل الممرض نشأ لدى حيوان، نقله إلى البشر عبر مضيف وسيط. وأشاد هؤلاء بتقرير سابق، أعدّته "منظمة الصحة العالمية"، أشار في المقام الأول إلى الحيوانات، معتبراً أن فرضية التسرّب من مختبر "مستحيلة جداً".

وقال ليانغ وانيان، عالم الأوبئة الذي ترأس فريق الخبراء الصينيين العاملين مع المنظمة، إن مختبر ووهان، الذي كان محور جدل في هذا الصدد، "لم يشهد إصابات بالفيروس إطلاقاً"، مضيفاً: "لا حاجة لنا لتخصيص مزيد من الموارد في تحقيق بتسرّب من مختبر".

"لغة لا تحترم العلم"

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن معارضين للرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، استبعدوا هذه الفرضية باعتبارها نظرية مؤامرة، بعدما أثارت إدارته هذا الاحتمال، قبل انتخابات الرئاسة في عام 2020.

ثم اكتسبت الفرضية دفعاً، إذ أثار علماء شكوكاً بإحجام بكين عن تأمين الوصول إلى مصدر للمواد الأولية بشأن منشأ الفيروس، كما زاد الاهتمام بهذه الجهود، لدى علماء فيروسات، ودعا قادة دول إلى فتح تحقيق أكثر عمقاً.

وبينما رفضت الصين باستمرار فرضية المختبر، أشارت تصريحات مسؤوليها الخميس، إلى أن بكين لن تشارك في البحث عن منشأ كورونا، إذا بقيت هذه النظرية قائمة. وكان ذلك أكثر رد فعل مباشر للصين حتى الآن، على دعوات من "منظمة الصحة العالمية"، وجهات أخرى، لفتح تحقيق في مختبر "معهد ووهان لعلم الفيروسات"، الذي درس مسبّبات الأمراض التي تنقلها الخفافيش، وفيروسات كورونا الأخرى.

وقال زينغ ييشين، نائب وزير لجنة الصحة الوطنية الصينية: "تحتوي خطة المرحلة الثانية من دراسة المنشأ، على لغة لا تحترم العلم أو الحسّ السليم. لن نتبع خطة مشابهة".

انقسام في الاستخبارات الأميركية

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، في مايو الماضي، إن أجهزة الاستخبارات الأميركية منقسمة بشأن ظهور الفيروس من اتصال بشري مع الحيوانات، أو من حادث في مختبر، وأمرهم بـ "مضاعفة جهودهم" وتقديم تقرير في هذا الصدد، بحلول أواخر أغسطس المقبل.

وأحيت هذه الخطوة شكوكاً بإمكان تسرّب الفيروس من "معهد ووهان لعلم الفيروسات"، حيث كان باحثون يدرسون فيروسات كورونا الأخرى.

وذكر المسؤولون الصينيون أنهم ملتزمون بكشف منشأ فيروس كورونا المستجد، معتبرين أنها مسألة تستحق دراسة جدية، ويجب أن تستند إلى العلم. وقال زينغ ييشين إن خطط "منظمة الصحة العالمية" لجعل فرضية التسرّب في المختبر أولوية للمرحلة التالية من البحث، تأثرت بمواقف سياسية وتعكس "غطرسة ضد العلم".

وتعرّضت الصين لانتقادات، منذ تفشي الفيروس، في أواخر عام 2019، نتيجة تأخيرها جهود بحث، وتقييدها وصول محققين مستقلين. ويدعو قادة الآن، بينهم رئيس "منظمة الصحة العالمية" والحكومة الأسترالية وبلدان أخرى، بكين إلى التعاون مع المرحلة التالية من كشف منشأ كورونا، وهذا أمر ضروري لفهم ما حدث وتقليل أخطار الأوبئة مستقبلاً، وفق "بلومبرغ".

وقال مدير "منظمة الصحة العالمية"، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مارس الماضي، إن أول تحقيق أجرته المنظمة لم يحلّل بشكل كافٍ احتمال حصول حادث في مختبر، قبل أن يرجّح انتشار العامل الممرض من الخفافيش إلى البشر، عبر حيوان آخر.

وأضاف أن العلماء سيستفيدون من "وصول كامل إلى البيانات"، بما في ذلك عيّنات بيولوجية، تعود إلى سبتمبر 2019 على الأقلّ، وتابع أنه مستعد لتأمين مزيد من الموارد، من أجل التحقيق.

إقرأ أيضاً: