زيلينسكي يصف بايدن بـ"مايكل جوردن" ويطلب لقاءه قبل قمة بوتين

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي - AFP
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي - AFP
دبي-الشرق

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه علم من الصحافة وليس عبر أي إخطار مباشر، بقرار نظيره الأميركي جو بايدن التوقف عن محاولة حظر خط الأنابيب الروسي "نورد ستريم 2" الذي تعتبره كييف تهديداً خطيراً لأمنها القومي.

وفي مقابلة مع موقع "أكسيوس" الأميركي، توسل زيلينسكي للرئيس بايدن من أجل الالتقاء به وجهاً لوجه قبل قمته المرتقبة مع الرئيس فلاديمير بوتين في الـ16 من يونيو الجاري، مبدياً استعداده لإجراء المقابلة "في أي لحظة وفي أي بقعة من الكوكب".

ووفقاً للموقع، "تحدَّث الرئيس المأزوم خلال المقابلة التي استغرقت ساعة كاملة وأجريت عبر تطبيق زووم، عن حملة الضغط النفسي لبوتين، وغضبه الذي تحول نحو الولايات المتحدة، وأمله في أن بايدن، الذي يُشبِّهه بأسطورة السلة الأميركي مايكل جوردن، لا يزال قادراً على مراوغة روسيا وإنقاذ أوكرانيا".

ويبدو موضوع خط الأنابيب حساساً لزيلينسكي، فالغازُ الروسي يمر حالياً عبر أوكرانيا في طريقه إلى أوروبا، لكن هذا الواقع قابل للتغير، إذْ سيسمح "نورد ستريم 2" وهو خط أنابيب غاز طبيعي من روسيا إلى ألمانيا، لموسكو بتجاوز العاصمة الأوكرانية كييف وعزلها.

وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن الولايات المتحدة هي القوة الوحيدة القادرة على إيقاف روسيا، وقال: "هذا سلاح حقيقي في يد روسيا الاتحادية"، مضيفاً أنه "من غير المفهوم أن تقدم دولة عظمى مثل الولايات المتحدة الرصاص لهذا السلاح".

وبحسب "أكسيوس"، شرع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالفعل في استخدام أوراق ضغطه الإضافية على أوكرانيا. وقال الجمعة الماضي، إنه على أوكرانيا أن تظهر حسن النية إذا كانت لا تزال تريد أن يمر الغاز الروسي عبر أراضيها.

التزام أميركي

وقال متحدث باسم البيت الأبيض: إن "وزارة الخارجية الأميركية تواصلت بشكل منتظم مع المسؤولين الأوكرانيين بخصوص نورد ستريم 2".

ولفت المتحدث بحسب "أكسيوس"، إلى أنه "قبل إرسال أحدث تقرير بشأن خط الأنابيب إلى الكونغرس، أخطرت الخارجية الأميركية، سفير أوكرانيا في واشنطن، وكبار المسؤولين في كييف، وكبير موظفي الرئيس بمحتوى التقرير.

وأضاف أن "الإدارة الأميركية ملتزمة بالاستمرار في التشاور مع أوكرانيا، كما أنها تضغط على ألمانيا لمعالجة المخاطر التي يمثلها (نورد ستريم 2) لأمن الطاقة في أوكرانيا وأوروبا".

وأكد أن واشنطن "ترحب أيضاً بالانخراط المباشر لكييف مع الحكومة الألمانية لتوضيح مخاوفها".

وكشف المتحدث باسم البيت الأبيض، أنه عندما سيلتقي بايدن نظيره الروسي بوتين في جنيف، فإن الرئيس الأميركي سيدافع عن سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، تماماً كما سبق له أن فعل في مكالمتيه الأوليين مع الرئيس بوتين.

"مشروع جيوسياسي للكرملين"

وأعلن بوتين، الجمعة، اكتمال الخط الأول من خطي الأنابيب، مشيراً إلى أن عملاق الطاقة الروسي "غازبروم" على استعداد لبدء ملء "نورد ستريم 2" بالغاز.

وكان البيت الأبيض اعتبر خط الأنابيب "مشروعاً جيوسياسياً للكرملين يهدد أمن الطاقة الأوروبي"، لكن بايدن مع ذلك سحب العقوبات المفروضة على الشركة التي تعمل على إنجاز خط الأنابيب.

وكشف زيلينسكي الذي قال إنه تجاوز مرحلة الغضب إلى خيبة الأمل، أن بايدن قدَّم له في وقت سابق "إشارات مباشرة" بأن الولايات المتحدة مستعدة لمنع خط الأنابيب، قبل أن تأتي الأنباء بأن واشنطن ستسقط العقوبات.

وقال زيلينسكي إنه كان عليه أن يستمع إلى إيجاز صحافي من البيت الأبيض ليحصل على توضيح، إذْ علَّلت الإدارة الأميركية قرارها باكتمال خط الأنابيب تقريباً، وأهمية الحفاظ على علاقات جيدة مع ألمانيا.

وأشار إلى أنه يفهم أهمية هذه العلاقة، لكنه يتساءل عن عدد الأرواح الأوكرانية التي ستكون ثمناً للعلاقة بين الولايات المتحدة وألمانيا.

"مايكل جوردن السياسة"

وأوضح زيلينسكي أنه لا يزال "متفائلاً" بأن بايدن يمكن أن يوقف خط الأنابيب، وقال: "لا زلت أعتقد، بالرغم من كل ذلك، أن بايدن هو مايكل جوردن السياسة"، متذكراً في هذا الصدد الطريقة التي كان نجم السلة الأميركي يخدِّر بها خصومه عبر منحهم حساً زائفاً بالانتصار، قبل أن ينقض عليهم، ويختطف الفوز في آخر لحظة.

لكن إذا تبين أن المقارنة ليست في محلها، فسيكون ذلك مؤسفاً حقاً، كما يقول زيلينسكي "لأنه سيكون هناك نوع من الإحساس بأنه في هذه الظروف، روسيا تتمتع بفرصة كبيرة للتفوق على الولايات المتحدة".

وكان البيت الأبيض قال إنه اقترح أن تسعى القمة المرتقبة بين الزعيمين إلى إيجاد علاقة مستقرة وقابلة للتنبؤ مع بوتين.

وأشار إلى أن بايدن ليس هو الرئيس الأميركي الذي يسعى إلى هذا الأمر "لكن إذا طلبت رأيي، فإن السيناريو الأمثل بالنسبة للولايات المتحدة هو أن تكون روسيا هي من يسعى إلى إقامة علاقة مع الولايات المتحدة".

وذكر زيلينسكي الذي لم يحظَ بعلاقة مستقرة وقابلة للتنبؤ مع موسكو منذ قدومه إلى الرئاسة في 2019، أنه يعتقد أن الحشد العسكري الروسي الأخير على الحدود الأوكرانية كان مجرد محاولة لممارسة نوع من "الضغط النفسي"، لكنه أشار مع ذلك إلى أن التهديد لا يزال قائماً.

وأبدى الرئيس الأوكراني تقديره لدعم  بايدن خلال تلك المواجهة، لكنه قال إن القرار الأميركي بخصوص "نورد ستريم 2" قد يقوض ثقة الأوكرانيين في الولايات المتحدة. 

وقال زيلينسكي إنه ناقش أيضاً مع إدارة بايدن "زيادة محتملة في المساعدات العسكرية" لتوسيع الأمن في البحر الأسود وبحر آزوف في محيط المناطق المطلة على الشواطئ الأوكرانية. لكن من غير الواضح، بحسب الموقع، ما إذا كان بايدن سيصل بهذه المناقشات إلى النتائج المرجوة منها.

ونقل "أكسيوس" عن مصدر أميركي مطلع على الاتصالات بين كييف واشنطن، أن الجانب الأميركي أبلغ الأوكرانيين باتصال هاتفي مرتقب في حدود الاثنين المقبل، متوقعاً أن يشهد الاتصال محادثات خلافية ومثيرة للجدل.