
أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، أنه لن يستقيل من منصبه، و"سيؤدي واجباته حتى النهاية، ولن يهزه أحد في موقعه، أو في حرصه على مواصلة محاربة الفساد"، مشيراً إلى أنه "شريك في تأليف الحكومة مع رئيس الوزراء المكلف (نجيب ميقاتي)"، وله أن يختار من بين الأسماء المطروحة "في ظل ما يتمتع به من سلطة معنوية".
كان زعيم تيار المستقبل اللبناني سعد الحريري، طالب عون، الأحد، بالاستقالة عقب انفجار خزان الوقود في عكار شمالي البلاد، ما أسفر عن وفاة 28 وإصابة العشرات.
وقال الحريري في تغريدة على تويتر، "احتراماً لدماء الشهداء وأهاليهم وللجرحى الذين نتمنى لهم الشفاء العاجل ولأهل عكار الذين يراهم رئيس الجمهورية وسيلة للفلتان والفوضى ونراهم نحن عنواناً للكرامة والوطنية، أكتفي بتوجيه كلمتين لفخامة الرئيس وصهره لأقول: ارحل الآن واحفظ لآخرتك بعض الكرامة لأنك لن تجد قريباً سفارة تؤويك وطائرة تنقلك فوق أجنحة الهروب من لعنة التاريخ".
تشكيل الحكومة لحل الأزمة
وأعرب عون عن أمله في التوصل لحل للأزمة الراهنة التي يشهدها لبنان، من خلال تشكيل حكومة جديدة خلال الأيام القليلة المقبلة، "رغم سعي البعض لعرقلة هذا التشكيل".
وقال، خلال استقباله وفد المجلس الوطني للتجمع من أجل لبنان في فرنسا، في قصر بعبدا، الاثنين، إن "رئيس الجمهورية رغم ما خسره من صلاحيات إلا أنه شريك في تأليف الحكومة مع رئيس الحكومة المكلف، وله أن يختار من بين الأسماء المطروحة في ظل ما يتمتع به من سلطة معنوية".
وأضاف: "نضالنا مستمر من أجل إعادة بناء هذا البلد رغم كل الصعاب والمواجهات التي تعترضنا وحملات التضليل والشائعات"، مشيراً إلى أن لبنان لم يشهد مثيلاً للأزمة التي يعيشها حالياً، إلا عام 1916، معتبراً أن الأزمة ليست ظرفية وإنما تعود إلى التسعينيات ما أدى إلى إفقار البلد والاعتماد على اقتصاد ريعي ضاعف من ديونه وضاءل من فرص العمل فيه".
أسباب الأزمة
واعتبر الرئيس اللبناني، أن هناك ظروفاً ساهمت في اشتداد الأزمة، بداية من ارتفاع الدين الإجمالي، مروراً بالحرب السورية وتداعيات أزمة النزوح على لبنان، وصولاً إلى عجز الميزان التجاري، لافتاً إلى أن "الإضرابات في إطار الحراك المدني"، ساهمت في تعطيل التجارة والصناعة والإنتاج، إلى جانب تداعيات جائحة كورونا على الوضع العام، ثم مأساة انفجار مرفأ بيروت.
السفيرة الأميركية تبحث الأزمة مع عون وميقاتي
وبحثت السفيرة الأميركية في بيروت، دوروثي شيا، جهود تشكيل الحكومة مع الرئيس عون، ورئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي، في لقاءين منفصلين، بحسب بيان للسفارة.
وقالت شيا إنها "أعادت تأكيد طابع الإلحاح البالغ للوضع، فالشعب اللبناني يعاني، والاقتصاد والخدمات الأساسية وصلا إلى حافة الانهيار".
واعتبرت السفيرة الأميركية، حسبما ورد في بيان السفارة، أن "كل يوم يمر دون وجود حكومة تتمتع بالصلاحيات وملتزمة وقادرة على تنفيذ إصلاحات عاجلة، ينزلق فيه الوضع المتردي أصلاً، أكثر فأكثر، إلى كارثة إنسانية".
وأشارت شيا، إلى أن الولايات المتحدة تتشارك مع المجتمع الدولي في تقديم الدعم المباشر لشعب لبنان، لافتة إلى أن واشنطن ستواصل القيام بذلك، وهناك من يعمل حالياً على وجه السرعة على المساعدات التي أعلن عنها الرئيس جو بايدن، أخيراً.