هايتي.. رحلات خارجية لمسؤول أمني رفيع تثير الشبهات

time reading iconدقائق القراءة - 4
الجنرال خورخي فارغاس، رئيس الشرطة الكولومبية خلال مؤتمر صحافي بشأن اغتيال رئيس هايتي، 12 يوليو 2021 - REUTERS
الجنرال خورخي فارغاس، رئيس الشرطة الكولومبية خلال مؤتمر صحافي بشأن اغتيال رئيس هايتي، 12 يوليو 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

يستمر تكشف فصول جديدة من عملية الاغتيال التي أودت بحياة رئيس هايتي الأسبوع الماضي، وتسببت بحالة فوضى كبيرة في البلاد، إذ أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، بأن أحد كبار المسؤولين الأمنيين المقربين من جوفينيل مويس زار العاصمة الكولومبية بوغوتا عدة مرات في الأشهر الأخيرة، ما أثار احتمال حصول المهاجمين على مساعدة داخلية.

وبحسب الصحيفة، قال مسؤولون كولومبيون يشاركون في التحقيق، إنهم يدرسون العلاقة، إن وجدت، بين رحلات رئيس حرس القصر الرئاسي، ديميتري هيرار، وجنود كولومبيين سابقين تطالهم اتهامات بالتورط في الاغتيال.

ومنذ يناير الماضي، سافر هيرار إلى الإكوادور، وبنما وجمهورية الدومينيكان، حيث كان يتوقف في بوغوتا خلال كل رحلة، وفي إحدى المرات مكث عدة أيام، لكن المسؤولين قالوا إن السلطات الكولومبية لم تقيم بعد علاقة مباشرة بين هيرار والجنود السابقين الذين تم اعتقالهم للاشتباه بصلتهم في العملية.

والسبت، أشار مسؤولون في الولايات المتحدة وكولومبيا إلى بدء تحقيقات في ما إذا كانت أجهزة الأمن بهايتي متورطة في عملية اغتيال الرئيس، وذلك بالتزامن مع استدعاء السلطات في هايتي لـ4 من كبار حراس الرئيس للاستجواب، بينما يحاول المحققون الكشف عن كيفية قيام المسلحين باختراق الوجود الأمني ​​المكثف خارج منزل مويس دون مواجهة مقاومة تذكر.

وكانت الشرطة في هايتي أعلنت في وقت سابق، الاثنين، اعتقال طبيب مولود على أراضيها، ويعيش بولاية فلوريدا الأميركية، باعتباره متهماً رئيسياً في عملية اغتيال الرئيس جوفينيل مويس، مشيرة إلى اعتقادها أنه "كان يخطط لتولي الرئاسة".

ويعدّ الطبيب كريستيان إيمانويل سانون، البالغ من العمر (63 عاماً)، ثالث المتهمين الذين تم القبض عليهم من ذوي الصلة بالولايات المتحدة، سواء مَن يحملون جنسيتها أو يقيمون فيها، فيما ألقي القبض أيضاً على 18 كولومبياً معظمهم من الجنود المتقاعدين. وقد وصف رئيس شرطة هايتي، ليون تشارلز، الطبيب سانون بأنه "شخصية أساسية" وراء اغتيال الرئيس.

صور متداولة تثير الاستياء

ومن جانب آخر، أثار تداول صور على مواقع التواصل الاجتماعي قيل إنها لجثة الرئيس جوفينيل مويس، انتقادات واسعة في البلاد، وذكرت "نيويورك تايمز"، أنه حتى معارضي الرئيس السابق كانوا غاضبين من الصور المتداولة.

وفي وقت لم يتم تأكيد صحة الصور التي نُشرت وتُظهر جسداً في مشرحة مع أضرار كثيرة جراء طلقات نارية في العين اليسرى والذراعين، ناشد ناشطون وسياسيون في هايتي عدم نشر تلك الصور عبر مواقع التواصل، معتبرين أنها تمثل تجرداً من الإنسانية.

واعتبر البعض أن توزيع الصور يعود إلى دوافع سياسية، كجزء من الصراع على السلطة في ظل الموت المفاجئ للرئيس.

مخاوف من الانزلاق إلى العنف

ويخشى  الكثيرون من أن يؤدي اغتيال الرئيس والدخول في فراغ سياسي إلى انزلاق البلد الكاريبي مرة أخرى إلى دوامة العنف، ولذلك تجري محاولات حثيثة إلى التوصل لتسوية بين القوى المتنافسة تُعيد الاستقرار إلى هايتي.

ولقي الرئيس مويس (53 عاماً) مصرعه بالرصاص داخل منزله، في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء الماضي، على يد من وصفهم المسؤولون بأنهم "مجموعة من القتلة الأجانب المدربين". 

وقال رئيس الوزراء الهايتي كلود جوزيف الذي أعلن نبأ الاغتيال، إنه يتولى الآن مهام قيادة البلاد قبل أن يرشح مجلس الشيوخ في هايتي، السبت، جوزيف لامبرت رئيساً مؤقتاً للبلاد.

وكان الوزير المسؤول عن الانتخابات في هايتي، ماتياس بيير، قال لـ "رويترز" بعد اغتيال مويس، إن عملية الانتخابات الرئاسية والاستفتاء على الدستور التي كانت مقررة في 26 سبتمبر المقبل "ستمضي قدماً في موعدها".

وأتى اغتيال الرئيس الهايتي بعد أزمة سياسية هزت البلاد خلال الشهور الأخيرة، وأثارت احتجاجات مطالبة باستقالته.