بعد "حوار الصم".. مباحثات صينية أوروبية مرتقبة لحل الخلافات

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الصيني شي جين بينج ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يتحدثان عبر الفيديو خلال قمة الاتحاد الأوروبي والصين - 1 أبريل 2022 - REUTERS
الرئيس الصيني شي جين بينج ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يتحدثان عبر الفيديو خلال قمة الاتحاد الأوروبي والصين - 1 أبريل 2022 - REUTERS
دبي- الشرق

قال سفير الاتحاد الأوروبي في الصين نيكولاس شابوي، إن الاتحاد الأوروبي والصين يخططان لعقد محادثات رفيعة المستوى في غضون الأسابيع المقبلة، تتناول "قضايا ثنائية حقيقية، وتحقق فوائد ملموسة لكلا الجانبين".

وأضاف شابوي، في تصريحات لتليفزيون "بلومبرغ" في بكين، الاثنين، إن الطرفين يأملان عقد محادثات رفيعة المستوى حول الاقتصاد والمناخ والبيئة "في غضون الأسابيع القليلة المقبلة". 

وأكد أن الاتحاد يواصل الضغط لأجل حل المشكلات المطروحة "بدلاً من تنحيتها تحت البساط". 

وتأتي المحادثات المزمعة عقب قمة أبريل بين الاتحاد الأوروبي وبكين، والتي وصفها الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بأنها كانت "حوار الصم" مع الصين "التي ترفض مناقشة الحرب في أوكرانيا، وحقوق الإنسان، والقضايا الأخرى ذات العلاقة".

معاهدة الاستثمار

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين وصلت إلى أعلى مستوياتها مؤخراً في نهاية 2020، عندما وقع الطرفان معاهدة استثمار طال انتظارها، لكنها سرعان ما تدهورت بعد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مسؤولين صينيين على خلفية اتهامات تتعلق بانتهاك حقوق الإنسان في شينجيانج. 

وردت الصين بفرض عقوبات على مشرعين وأكاديميين أوروبيين وغيرهم، ما دفع بالكتلة إلى تجميد اتفاقية الاستثمار. ومنذ ذلك الحين، فرضت الصين عقوبات على التجارة مع ليتوانيا، العضو في الاتحاد الأوروبي، على خلفية صدام بشأن تايوان، ورفضت إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا.

وليس هناك احتمال للتصديق على صفقة الاستثمار في الوقت الحالي بحسب "بلومبرغ"، إذ قال بوريل، في أبريل، إنه "ما دامت التدابير الصينية المضادة مفعلة، فإنه ليس ثم احتمال للتصديق على الاتفاقية الشاملة للاستثمار لتحقق أي تقدم". 

رغم ذلك، أشار سفير الاتحاد ببكين، إلى أنه بإمكان الصين أن تنفذ بنود مسودة الاتفاقية من جانب واحد، إذا أرادت إرسال إشارة إيجابية إلى أوروبا وشركاتها. 

وقال السفير إن "أوروبا تتوقع أن تفتح الصين أسواقها على نحو أكبر، أو أن تخسر بعض الوصول الذي تحظى به الشركات الصينية إلى السوق الأوروبية الموحدة"، مشيراً إلى أن المجلس الأوروبي اعتمد الأسبوع الماضي لائحة جديدة تتعلق بعمليات الشراء العامة لحصص في الشركات.

وقال شابوي: "اليوم، إذا لم تفتح أي دولة، بما في ذلك الصين، الشراء العام أمام الشركات الأوروبية، فإن الشركات الصينية لن يمكنها تقديم عطاءات على نحو ما تفعله اليوم للشراء العام في أوروبا"، مؤكداً أن "الأمر بسيط.. المعاملة بالمثل". 

وتابع: "أعتقد أنهم لم يفهموا أن أوروبا.. الاتحاد، باتت قوة بذاتها، وليست مجرد سوق مفتوحة"، مضيفاً: "من الواضح أنه من مصلحة الصين أن تتمسك بوصولها إلى الأسواق الأوروبية". 

سياسة "صفر كوفيد"

واعتبر شابوي أن العلاقات الاقتصادية تمثل إحدى "النقاط المضيئة" في العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والصين، مشيراً إلى أنه "في الوقت الحالي، توجد روابط تجارية ضخمة، كما أن حركة التجارة لم تتباطأ".

ورغم ذلك، تؤجل الشركات الأوربية قرارات الاستثمار "لأن الجميع ينتظر أن تعلن الصين عن استراتيجية الخروج من نفق قيود كوفيد".  

وتحتفظ الشركات الأوربية في الصين بنظرة سلبية للاستثمار هناك بسبب التفشي الأخير لفيروس كورونا، وما صاحب ذلك من عمليات إغلاق في جميع أرجاء البلاد، ما أدى إلى إصابة قطاع الصناعة بالشلل التام، وحبس عشرات الملايين في منازلهم لعدة أشهر، بما في ذلك في مدن بحجم شنجهاي أو تشانغتشون. 

وتدرس شركة من كل 4 شركات أوروبية في الصين تقريباً، نقل استثماراتها إلى خارج البلاد مع تراجع النظرة المستقبلية لثاني أكبر اقتصاد في العالم، وفقا لما أظهرته دراسة مسحية نشرت الاثنين.

وقال شابوي: "لا أحد يغادر الصين الآن، ولكن هناك شكوك حول الاستثمارات الجديدة"، مضيفاً: "سيكون علينا الانتظار لنرى ما إذا كانت الحكومة الصينية ستقرر الانضمام إلى بقية العالم". 

رغم ذلك، لا تلوح في الأفق الصيني أي مؤشرات حتى الآن بشأن ما إذا كانت، أو متى ستنهي بكين سياسة "صفر كوفيد"، التي تحافظ على انخفاض معدلات الوفيات والإصابات، ولكنها في الوقت نفسه، تلحق أضراراً بالغة بالاقتصاد المحلي. 

وفيما يتعلق بالشأن الأوكراني، قال شابوي إن أوروبا لا ترى أي تغير في الموقف الصيني تجاه روسيا. ومع ذلك، فإنه قال: "لا يوجد حتى اليوم أي دعم، مباشر أو غير مباشر، من قبل الصين للجهود الحربية الروسية في أوكرانيا"، مضيفاً أن "ما نراه ليس سوى دعم سياسي، وهو أمر مختلف، ولا يقع تحت طائلة العقوبات".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات