تقرير: داعش يستنسخ أساليب طالبان لمهاجمتها

time reading iconدقائق القراءة - 4
جانب من الأسلحة التي جمعتها الحكومة الأفغانية السابقة من داعش - 17 نوفمبر 2019 - REUTERS
جانب من الأسلحة التي جمعتها الحكومة الأفغانية السابقة من داعش - 17 نوفمبر 2019 - REUTERS
دبي -رويترز

بعد مرور أكثر من شهر على إطاحة حركة طالبان بالحكومة الأفغانية في كابول، يواجه قادة الحركة أعداءً في الداخل يتبنون الكثير من أساليب حرب المدن التي استخدمتها الحركة نفسها في حملة ناجحة من قبل.

وسلط هجوم مميت عند مطار كابول، الشهر الماضي، وسلسلة تفجيرات في مدينة جلال أباد شرق أفغانستان أعلن فرع محلي لتنظيم داعش مسؤوليته عنها، الضوء على ما يواجهه استقرار البلاد من تهديد من جانب جماعات مسلحة عنيفة ما زالت تعارض طالبان.

واستهدفت الهجمات باستخدام قنابل لاصقة، وهي قنابل ممغنطة عادةً ما تُلصق أسفل السيارات، أعضاء طالبان، بنفس الطريقة التي استخدمتها الحركة لاغتيال مسؤولين وشخصيات في المجتمع المدني من أجل زعزعة استقرار الحكومة السابقة.

وهوّن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، من شأن التهديدات، قائلاً إنه "ليس لتنظيم داعش وجود فعال في أفغانستان".

وأوضح عضوان في أجهزة مخابرات تابعة للحركة حققا في بعض الهجمات التي وقعت في الآونة الأخيرة بجلال أباد، أن "تلك الأساليب أظهرت أن التنظيم ما زال يمثل خطراً، حتى لو لم يكن لديه عدد كاف من المقاتلين والموارد للاستيلاء على مساحات من الأراضي".

وأعرب أحد مسؤولي مخابرات طالبان عن قلقه "إزاء تلك القنابل اللاصقة التي استخدمناها يوماً لاستهداف أعدائنا في كابول، كما نشعر بقلق على قيادتنا لأنه يمكن استهدافهم لو لم يتم السيطرة عليهم".

وظهر تنظيم داعش في خراسان، وهو الاسم المأخوذ من الاسم القديم للمنطقة التي تضم أفغانستان الحديثة، لأول مرة أواخر عام 2014، لكن نفوذه تراجع من ذروته عام 2018 بعد سلسلة من الخسائر الفادحة التي ألحقتها به كل من طالبان والقوات الأميركية.

وأعلنت قوات أمن طالبان في إقليم ننكرهار أنها "قتلت 3 من أعضاء التنظيم ليل الأربعاء"، بينما قال مسؤولو مخابرات إن "التنظيم لا تزال لديه القدرة على إثارة اضطرابات من خلال شن هجمات صغيرة".

ويعتقد عدد من المحللين الغربيين أن عودة طالبان للسلطة وراء نشاط مجموعات مثل تنظيمي داعش والقاعدة الذي جعل أفغانستان قاعدة له أثناء حكم طالبان للبلد قبل 20 عاماً.

وقال روهان جوناراتنا، أستاذ الدراسات الأمنية في جامعة نانيانج التكنولوجية بسنغافورة: "في أفغانستان، تمثل عودة طالبان انتصاراً كبيراً للمتشددين، لقد احتفلوا بعودة طالبان، لذا أعتقد أن أفغانستان هي المسرح الجديد".

ويُعتقد أن تنظيم داعش في خراسان يجتذب العديد من مقاتليه من صفوف طالبان، أو النسخة الباكستانية من طالبان، المعروفة باسم حركة طالبان باكستان، لكن الكثير من الطريقة التي يعمل بها ما زالت غير مفهومة، بحسب "رويترز".

ويحدد معظم المحللين، والأمم المتحدة أيضاً، قوام تنظيم داعش في خراسان بأقل من 2000 مقاتل، مقارنة بما يصل إلى 100 ألف مقاتل تحت تصرف طالبان، فيما زاد عددهم مع إطلاق سراح السجناء عندما فتحت طالبان سجون أفغانستان خلال اجتياحها للبلاد.

وأفاد تقرير أصدره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في يونيو الماضي، بأن "الروابط المالية واللوجستية لتنظيم داعش في خراسان مع التنظيم الأساسي في سوريا ضعُفت على الرغم من أنه ما زال يحتفظ ببعض قنوات الاتصال"، معتبراً أن "دعم التمويل لفرع خراسان من المنبع جف بشكل فعال".

وأضاف التقرير أن علامات حدوث انقسامات داخل طالبان، والتي بدأت بالفعل في الظهور، يمكن أن تشجع مزيداً من المقاتلين على الانشقاق، بينما تحاول الحركة إعادة تقديم نفسها في صورة إدارة في وقت السلم.

اقرأ أيضاً: