"إشارة سيئة".. بكين تُندد بالمحادثات التجارية بين واشنطن وتايوان

time reading iconدقائق القراءة - 4
العلم الصيني (يسار) والعلم التايواني (يمين) - REUTERS
العلم الصيني (يسار) والعلم التايواني (يمين) - REUTERS
بكين -أ ف ب

أعربت الصين، الخميس، عن "معارضتها الشديدة" للمحادثات التجارية، التي باشرتها الولايات المتحدة وجزيرة تايوان، الأربعاء، مُنددة بما اعتبرته "إشارة سيئة".

وتعتبر الصين تايوان إحدى مقاطعاتها التاريخية، حتى لو أنها لا تسيطر على الجزيرة البالغ عدد سكانها 24 مليون نسمة، وتتوعد باستعادتها بالقوة إذا لزم الأمر.

وللجزيرة حكومة وعملة وجيش خاص بها، لكنها لم تعلن يوماً استقلالها رسمياً. وتتوعد الصين في مثل هذه الحالة باستخدام القوة للسيطرة على الجزيرة، وتُعارض أي اتصال رسمي بين تايوان ودول أخرى.

وفي تحد للصين، أطلقت الولايات المتحدة وتايوان، الأربعاء، محادثات تجارية رسمية. وتثير هذه المحادثات الأميركية التايوانية غضب السلطات الصينية.

وصرح الناطق باسم وزارة التجارة غاو فينج للصحافيين، الخميس، بأن "الصين تُعارض بشدة هذه المحادثات التجارية"، داعياً الولايات المتحدة إلى "الامتناع عن توجيه إشارة سيئة إلى الانفصاليين" الداعين إلى استقلال الجزيرة.

وأضاف فينج أن "الصين تُعارض أي شكل من أشكال التبادلات الرسمية بين أي دولة ومنطقة تايوان الصينية، بما فيها التفاوض وتوقيع أي اتفاق اقتصادي وتجاري، له دلالات سيادية وطابع رسمي".

اختراق تاريخي

وأعلنت ممثلة التجارة الأميركية، في بيان، أن مساعدتها سارة بيانكي والوزير التايواني جون دينج، عقدا لقاءً عبر الإنترنت، الأربعاء.

وأفاد دينج، الخميس، بأن المحادثات "ستتيح المزيد من إمكانيات التعاون الاقتصادي"، وأضاف خلال مؤتمر صحافي في تايبيه: "يمكننا القول إنه اختراق تاريخي".

ومن المفترض عقد أول اجتماع "في وقت لاحق هذا الشهر بواشنطن برعاية مكتب تايبيه التمثيلي الاقتصادي والثقافي في الولايات المتحدة (تيكرو) والمعهد الأميركي في تايوان.

ويمثل "تيكرو" مصالح تايوان في الولايات المتحدة في غياب علاقات دبلوماسية رسمية ويتولى مهمات سفارة بحكم الأمر الواقع.

وتأتي المحادثات بعد توغل 30 طائرة صينية، الاثنين، في منطقة الدفاع الجوي التايوانية، التي تعيش تحت تهديد دائم بغزو من الصين، في أضخم عملية من نوعها منذ بداية العام.

كما أطلقت المبادرة الأميركية التايوانية بعد فترة وجيزة من قيام شراكة اقتصادية جديدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن في 23 مايو خلال جولة في آسيا.

وكشفت واشنطن وتايبيه، الأسبوع الماضي، عن عزمهما تعزيز علاقاتهما التجارية.

وأعلنت رئيسة تايوان تساي إينج وين، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة تخطّط لـ"تعاون" بين الحرس الوطني الأميركي والجيش التايواني في مواجهة ما تعتبره تايبيه تهديداً متزايداً من الصين.

إعادة توحيد

وعلى غرار معظم الدول، لا تعترف الولايات المتحدة رسمياً بتايوان، لكنها تدعم الجزيرة بقوة، مشددة على وضعها "الديمقراطي"، كما أنها أهم شريك ومورد أسلحة لها.

وترتبط واشنطن وتايبيه منذ العام 1994 بـ"إطار تعاون" للتجارة والاستثمارات، وانضمت تايبيه أيضاً إلى منظمة التجارة العالمية في العام 2002، ما ساهم في نمو التجارة الثنائية.

وبالتالي، فإن الخطوة التالية في العلاقة الاقتصادية ستكون اتفاقاً تجارياً رسمياً لم يتحقق في الوقت الحاضر في ظل وضع سياسي معقد.

ويحكم تايوان منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية عام 1948 نظام منافس للنظام الشيوعي الحاكم في الصين القارية.

وعلى غرار الحكومات السابقة، يؤكد الرئيس الصيني شي جين بينغ عزمه على "إعادة توحيد" تايوان مع "الوطن الأم" ولا يستبعد استخدام القوة لتحقيق ذلك.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات