غواتيمالا تتصدى لـ9 آلاف مهاجر من هندوراس يسعون لدخول الولايات المتحدة

time reading iconدقائق القراءة - 5
جنود من غواتيمالا يحاولون منع عشرات المهاجرين من هندوراس من العبور إلى الأراضي الغواتيمالية. 17 يناير 2021 - REUTERS
جنود من غواتيمالا يحاولون منع عشرات المهاجرين من هندوراس من العبور إلى الأراضي الغواتيمالية. 17 يناير 2021 - REUTERS
فادو هوندو-أ ف ب

تصدت شرطة غواتيمالا، السبت، لآلاف المهاجرين القادمين من هندوراس، والذين اقتحموا حدودها على أمل الوصول إلى الولايات المتحدة، ما تسبب في أزمة هجرة جديدة في أميركا الوسطى.

يأتي ذلك، قبل أيام من الأوامر التنفيذية التي يعتزم أن يصدرها الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، والتي تتعلق بالهجرة.  

وتشمل الأوامر، تعهد بايدن بإلغاء القيود المفروضة على العمال المؤقتين، وتخفيف قيود التأشيرات على الطلاب الأجانب، ووقف بناء الجدار الحدودي، وإنهاء مراكز احتجاز المهاجرين الخاصة. 

وتقدمت قافلة المهاجرين التي تضم ما لا يقل عن 9 آلاف هندوراسي موزعين على مجموعات، لمسافة 50 كيلومتراً تقريباً داخل أراضي غواتيمالا. 

واصطدمت المجموعة التي كانت في الطليعة وتضم 3 آلاف و500 مهاجر بعشرات من عناصر الشرطة والجيش، تم نشرهم في نقطة مراقبة في مدينة فادو هوندو في مقاطعة شيكيمولا.  

ونجح بعض المهاجرين في اجتياز الطوق الأمني قبل أن تعترضه عناصر الشرطة، وفق الجهاز المحلي للهجرة، الذي طالب الموجودين بإظهار أوراق ثبوتية ونتائح فحوص تثبت خلوهم من كورونا. 

وطلب المدير العام للهجرة، غييرمو دياز، من المهاجرين العودة إلى بلدهم ووضع تحت تصرفهم شاحنات وحافلات لتقلهم إلى الحدود. 

وقال دياز، إن تعزيزات أمنية ستضاف لقوات الشرطة المنتشرة حالياً، مؤكدا أن أي دخول بالقوة كالذي وقع على الحدود "لن يحصل مرة أخرى"، وأضاف: "لن يتمكنوا من العبور".  

ودخل المهاجرون إلى البلاد، ليلة الجمعة وصباح السبت، عند نقطة "إل فلوريدو" الحدودية على بعد 220 كيلومتراً شرق العاصمة غواتيمالا. 

وعلى الرغم من أن الشرطة عادة ما تستخدم العنف لاحتواء تدفق المهاجرين، إلا أن قرار فتح الحدود اتخذ بعدما تبين وجود العديد من العائلات والأطفال بين المهاجرين، كما قال مسؤول في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية.  

وانطلقت القافلة منذ، فجر الجمعة، من مدينة سان بيدرو سولا، القلب الصناعي والاقتصادي لهندوراس التي يبلغ عدد سكانها 9 ملايين نسمة. 

وتحقق السلطات في غواتيمالا من الأوراق الثبوتية للمهاجرين، ومن حيازتهم نتيجة فحص كورونا يثبت خلوهم من الفيروس، قبل السماح لهم بالعبور. 

وعلى الرغم من أن العديد منهم لم يلبوا تلك الشروط، إلا أن كثيراً من المهاجرين نجحوا بالعبور من دون صدامات.  

وقالت الحكومة الغواتيمالية، السبت، إن "بعض الجماعات انتهكت الأنظمة المعمول بها وتمكنت من العبور إلى أراضينا، منتهكة بذلك الأحكام القانونية".  

وطلبت أيضاً من هندوراس "احتواء النزوح الهائل لسكانها، عبر إجراءات احترازية على أساس دائم"، وهو طلب سبق أن رفعته غواتيمالا إثر تدفق قافلة من 4 آلاف مهاجر إلى أراضيها في أكتوبر. 

بحثاً عن عمل

وقال مهاجر من هندوراس، يدعى كارلوس فلوريس (20 عاماً): "قررت الذهاب إلى الولايات المتحدة، لأن لا شيء في بلدي، لا عمل".  

وتدهور الوضع الاقتصادي للعديد من سكان دول أميركا الوسطى، الذين يواجهون عنف العصابات وتجار المخدرات، بسبب عواقب كورونا، والمرور المدمر لإعصارين عنيفين، في نوفمبر. 

وقالت دانيا هينيستروزا (23 عاماً) التي تأمل عبور الحدود مع واحدة من بناتها: "ليس لدينا وظائف ولا طعام، لذلك قررت التوجه إلى الولايات المتحدة". الشابة التي كانت تعمل مدبرة منزل تركت في بلدها الأم، طفلتها ابنة الأعوام الثلاثة وتوأمين في الرابعة . 

ويسير المهاجرون ضمن طوابير على طول الطرق حاملين حقائب على ظهورهم، ويرتدي معظمهم كمامات. 

وقال القائم بأعمال مفوض الجمارك وحماية الحدود الأميركية، مارك مورغان، مخاطباً المهاجرين: "لا تضيعوا وقتكم ومالكم ولا تخاطروا بسلامتكم وصحتكم". 

وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الجمعة، حالة طوارئ على الحدود مع المكسيك، وهي المرة الأولى منذ فبراير 2019 التي يتخذ فيها قراراً مماثلاً. 

وقال البيت الأبيض: "ينبغي اتخاذ تدابير جديدة بهدف التعامل مع الوضع الإنساني والسيطرة على الهجرة وكذلك تدفق المخدرات والمجرمين".  

من جهتها، أكدت الحكومة المكسيكية، "أنها لن تسمح بدخول قوافل المهاجرين غير الشرعيين أراضيها". وأرسلت حوالي 500 شرطي إلى الحدود مع غواتيمالا. 

وغادرت أكثر من 12 قافلة مهاجرين هندوراس منذ أكتوبر 2018، لكن الآلاف من عناصر حرس الحدود والعسكريين الأميركيين الذين نشرتهم إدارة على الحدود الجنوبية مع المكسيك، تصدوا لهم.