
اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن، أن العقوبات الأميركية الجديدة، التي فرضتها إدارته على كوبا بعد "قمع" التظاهرات الأخيرة، "ليست إلا بداية".
وقال بايدن في بيان، إن "الولايات المتحدة ستواصل فرض عقوبات على المسؤولين عن الشعب الكوبي"، مندداً "بشكل واضح بالتوقيفات الجماعية والمحاكمات الصورية" التي تستهدف "أولئك الذين يجرؤون على الكلام".
وفرضت الولايات المتحدة، الخميس، عقوبات مالية على وزير الدفاع الكوبي ألفارو لوبيز مييرا وعلى وحدة خاصة تابعة لوزارة الداخلية، على خلفية "قمع التظاهرات السلمية والمؤيدة للديمقراطية" مؤخراً في كوبا.
وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، في بيان، إن "الشعب الكوبي يتظاهر من أجل الحقوق الأساسية التي ينبغي أن تضمنها لهم حكومتهم"، واعدةً بمواصلة تطبيق العقوبات على الجزيرة لدعم "سعيهم إلى الديمقراطية".
احتجاجات نادرة
وفي الثالث عشر من يوليو، اعتقلت السلطات الكوبية أكثر من 100 شخص، بينهم معارضون بارزون، بعد أضخم موجة احتجاجات مناهضة للحكومة والرئيس ميغيل دياز كانيل، تشهدها كوبا منذ عقود.
وتظاهر آلاف الكوبيين في عشرات المدن والقرى في البلاد بسبب الأزمة الاقتصادية، وسط هتافات "الحرية" و"فلتسقط الديكتاتورية".
وبحسب لائحة نشرتها حركة الاحتجاج سان إيسيدرو، وُضع 114 شخصاً قيد الحجز أو اعتبروا مفقودين، بينهم خوسيه دانيال فيرير، أحد أبرز المعارضين في البلاد، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
تعليق رئاسي
وكان الرئيس الكوبي قد قال في 12 من يوليو الجاري، إن العقوبات الأميركية التي شُددت في السنوات الماضية، هي السبب في نقص الأدوية وتكرار انقطاع التيار الكهربائي وغير ذلك من المشاكل الاقتصادية التي أشعلت الاحتجاجات.
وفي كلمة إلى الشعب بثها التلفزيون وإلى جانبه حكومته، ألقى الرئيس الكوبي باللائمة أيضاً على حملات على مواقع التواصل الاجتماعي قال إنها "استخدمت المشاكل سلاحاً ضد ما وصفه بثورة كوبا بقيادة الحزب الشيوعي".
واستنكر أعمال التخريب التي وقعت في مختلف المدن خلال أكبر مظاهرات مناوئة للحكومة منذ عقود. وأضاف: "رشقوا متاجر العملات الأجنبية بالحجارة، وسرقوا بضائع وفي مواجهة الشرطة، قلبوا السيارات، وهو سلوك فاحش تماماً وغير مهذب ويعاقب عليه القانون".
تنديد أميركي سابق
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، نددت جولي تشونغ، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الأميركيتين، بالعنف واعتقال متظاهرين كوبيين، وكذلك باختفاء ناشطين مستقلين.
واندلعت الاحتجاجات وسط أسوأ أزمة اقتصادية في كوبا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي السابق الذي كان حليفاً للبلاد، وكذلك وسط زيادة قياسية في حالات الإصابة بفيروس كورونا.
وفي حين تلقي الحكومة باللائمة على العقوبات الأميركية وجائحة كوفيد-19، يشير منتقدوها إلى عدم كفاءتها واتباعها نظام الحزب الواحد على النمط السوفيتي.