روسيا تسيطر على لوغانسك.. وزيلينسكي يقر بسقوط ليسيتشانسك

time reading iconدقائق القراءة - 8
جنود أوكرانيون يركبون دبابة على طريق بمنطقة لوغانسك الشرقية، 23 يونيو 2022 - AFP
جنود أوكرانيون يركبون دبابة على طريق بمنطقة لوغانسك الشرقية، 23 يونيو 2022 - AFP
دبي/كييف-الشرقرويترز

في الوقت الذي أعلنت فيه روسيا سيطرتها الكاملة على إقليم لوغانسك، أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بانسحاب القوات الأوكرانية من مدينة ليسيتشانسك، وهي آخر معقل رئيسي لنظام كييف في منطقة لوغانسك شرقي البلاد.

وأقر زيلينسكي، الأحد، بانسحاب القوات الأوكرانية من ليسيتشانسك في دونباس، لكنه تعهد باستعادة السيطرة على المنطقة، بفضل خطط الجيش واحتمال الحصول على أسلحة جديدة ومتطورة.

وقال زيلينسكي في خطابه الليلي بالفيديو: "إذا قام قادة جيشنا بسحب الجنود من نقاط معينة في الجبهة، حيث يتمتع العدو بأكبر ميزة في ما يتعلق بقوة النيران، وهو ما ينطبق أيضاً على ليسيتشانسك، فهذا يعني شيئاً واحداً فقط.. وهو أننا سنعود، بفضل تكتيكاتنا وبفضل زيادة الإمدادات من الأسلحة الحديثة".

وجاء ذلك بعد ساعات قليلة من تصريحات، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، قال فيها إن من المستحيل القول إن المدينة تحت السيطرة الروسية، مؤكداً استمرار القتال في ضواحي المدينة، في وقت أعلن الجيش الأوكراني انسحابه من المدينة. 

وأضاف زيلينسكي "هناك خطر احتلال كامل لمنطقة لوغانسك. هناك خطر ونحن نفهم ذلك"، معتبراً أن ليسيتشانسك تشكل "الوضع الأكثر صعوبة والأكثر خطورة" بالنسبة الى أوكرانيا. وتابع "الأفضلية ليست لنا هناك، هذا صحيح. إنها نقطة ضعفنا لكننا نتقدم في نقاط أخرى".

من جهتها، قالت هيئة أركان القوات المسلحة الأوكرانية، في بيان، إنه "حفاظاً على أرواح المدافعين الأوكرانيين، اتخذ قرار الانسحاب" من المدينة، مشيرة إلى "تفوق" الجيش الروسي على الصعيد الميداني.

ومن شأن السيطرة على ليسيتشانسك في شرق أوكرانيا أن تتيح لموسكو السيطرة على كل منطقة لوغانسك، وتسمح لقواتها بتهديد مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك الرئيسيتين في منطقة دونباس الصناعية التي تسيطر عليها كييف.

وكانت موسكو قد أعلنت، في وقت سابق الأحد، أن قواتها "سيطرت تماماً" على مدينة ليسيتشانسك، في حين هزت الانفجارات مدينة بيلجورود الروسية قرب الحدود.

ونقلت كالة تاس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن قواتها وقوات حلفائها من الانفصاليين، سيطرت على ليسيتشانسك، وأن القوات الروسية طوقت المدينة وتقاتل داخلها.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين، بأن منطقة لوغانسك الأوكرانية "باتت محررة بالكامل".

قصف بيلجورود

من جهته، أعلن حاكم منطقة بيلجورود الروسية فياتيسلاف جلادكوف، الأحد، سقوط 3 ضحايا على الأقل وتضرر عشرات المباني السكنية، بعد انفجارات عدة في المدينة القريبة من الحدود الأوكرانية.

وأضاف الحاكم في منشور على تطبيق "تيلجرام" أن "11 بناية سكنية على الأقل و39 منزلاً خاصاً لحقت بهم أضرار"، مشيراً إلى تدمير 5 منازل بالكامل.

وكان جلادكوف قال في وقت سابق، إن الواقعة قيد التحقيق، موضحاً أن 4 أشخاص أصيبوا بجروح وجرى نقل اثنين إلى المستشفى، بينهما طفل في العاشرة. ولم يصدر رد فعل بعد من أوكرانيا على هذه الأنباء.

وقال أحد سكان المدينة لرويترز: "الدوي كان قوياً جداً حتى أنني نهضت من نومي وشعرت بخوف رهيب وبدأت في الصراخ"، وأضاف أن الانفجارات وقعت في الساعة الثالثة صباحاً (منتصف الليل بتوقيت جرينتش).

وتابع: "الصاروخ أصاب مباني سكنية على مسافة نحو 20 متراً من منزلي.. كل النوافذ في منزلنا تحطمت والأبواب خُلعت".

واتهم المشرع الروسي البارز أندري كليشاس أوكرانيا بقصف بيلجورود ودعا إلى رد صارم. وكتب كليشاس على "تيلجرام": "قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية في بيلجورود هو شكل من أشكال العدوان المباشر من جانب أوكرانيا ويتطلب رداً أكثر صرامة بما يشمل الرد العسكري".

واتهمت موسكو كييف بشن عدة هجمات على بيلجورود ومناطق أخرى متاخمة لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير. ولم تعلن أوكرانيا مسؤوليتها عن هذه الهجمات لكنها وصفتها بأنها وقعت "نتيجة" لأفعال روسيا ورداً عليها.

ولم يصدر بعد تعليق من أوكرانيا، كما لم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من الروايات الروسية.

ويبلغ عدد سكان مدينة بيلجورود 400 ألف شخص وتقع على بعد 40 كيلومتراً تقريباً شمالي الحدود مع أوكرانيا، إذ تعد مركزاً إدارياً لمنطقة بيلجورود.

ولم تُعلن أوكرانيا مسؤوليتها عن هجمات سابقة، لكنها وصفت تلك الحوادث بأنها "رد" على الغزو الروسي.

في وقت تصف موسكو أفعالها في أوكرانيا بأنها "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح جارتها وحمايتها من "الفاشيين"، ترى أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون أن تلك المزاعم "لا أساس لها" وأن الحرب "عمل عدواني ليس له ما يبرره".

قصف ميليتوبول

قال إيفان فيدوروف، رئيس البلدية المنفي لبلدة ميليتوبول بجنوب أوكرانيا الذي تحتله روسيا، إن القوات الأوكرانية قصفت قاعدة جوية عسكرية بأكثر من 30 قذيفة، الأحد، مشيراً في مقطع فيديو على "تيلجرام" إلى أن القاعدة "توقفت عن العمل".

وأعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أن سلاح الجو التابع لها نفذ نحو 15 طلعة جوية "في جميع اتجاهات القتال تقريباً"، وأنه "تم تدمير نحو 20 وحدة من عتاد العدو واثنين من مخازن الذخيرة الميدانية".

ولم يتسن لـ"رويترز" بعد التحقق من ذلك.

في المقابل، قال إيفجيني باليتسكي رئيس المجلس الذي شكلته روسيا في منطقة زابوريجيا على تطبيق تلجرام، بأن أضراراً ألحقت بمنازل خاصة قرب القاعدة، ولم يسقط ضحايا.

وأفاد فولوديمير روجوف، عضو الإدارة التي وضعتها روسيا لمنطقة زابوريجيا، بأن القوات الأوكرانية استهدفت ميليتوبول مرتين ليل السبت، بصواريخ MLRS بعيدة المدى، بحسب "ريا نوفوستي".

استفتاء في خيرسون

إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع البريطانية في تقييمها اليومي على "تويتر"، الأحد، إن مسؤولين مدعومين من روسيا سيجرون استفتاءً على انضمام خيرسون أوبلاست إلى الاتحاد الروسي بحلول خريف عام 2022، مرجحة أن تعطي روسيا الأولوية للتصويت شبه الدستوري في محاولة لإضفاء الشرعية على سيطرتها على المنطقة.

وأضافت: "تم اعتقال إيهور كوليخاييف، رئيس بلدية مدينة خيرسون المنتخب، على الأرجح في محاولة لقمعه، ومع ذلك، تستمر المقاومة المسلحة والسلمية على نطاق واسع في جميع أنحاء المناطق المحتلة".

وكانت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية أفريل هاينز، قالت نهاية الشهر الماضي، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يزال يريد السيطرة على أغلب أراضي أوكرانيا"، مشيرة إلى أن وضع الحرب "ما زال بالغ القتامة".

وأضافت خلال مؤتمر في وزارة التجارة الأميركية "ما زلنا في وضع ننظر فيه إلى الرئيس بوتين ونعتقد أن لديه فعلياً نفس الأهداف السياسية التي كانت (متوقعة) لدينا سابقاً، أي أنه يريد الاستيلاء على معظم أوكرانيا".

وأوضحت أن وكالات الاستخبارات الأميركية ترى 3 سيناريوهات محتملة للحرب على المدى القريب، مرجحة أن يكون الصراع "طاحناً" لا تحقق فيه القوات الروسية سوى مكاسب تدريجية، دون تحقيق اختراق نحو "هدف بوتين".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات