"الخضر" و"الديمقراطي الحر".. صُناع ملوك جدد قد يحددون خليفة ميركل

time reading iconدقائق القراءة - 5
عمال يزيلون لافتة دعائية لزعيمة حزب الخضر أنالينا بيربوك بعد انتهاء الانتخابات الألمانية - 27 سبتمبر 2021 - REUTERS
عمال يزيلون لافتة دعائية لزعيمة حزب الخضر أنالينا بيربوك بعد انتهاء الانتخابات الألمانية - 27 سبتمبر 2021 - REUTERS
دبي -الشرق

وصفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية حزبي "الخضر" و"الديمقراطي الحر" بـ"صناع الملوك" الجدد في ألمانيا، بعدما بات بإمكانهما تحديد شكل أول حكومة ألمانية بعد مغادرة المستشارة أنجيلا ميركل منصبها، وما إذا كان سيقودها الحزب الديمقراطي الاشتراكي أو الاتحاد الديمقراطي المسيحي، في ظل تقارب نتائج الانتخابات التي أجريت الأحد.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحزبين الرئيسيين في ألمانيا "الديمقراطي الاشتراكي" و"الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، هما اللذان كانا عادةً يقرران مَن سيحكم أكبر اقتصاد في أوروبا في الانتخابات السابقة، إلا أنه هذه المرة ستقع هذه المسؤولية على عاتق أحزاب أخرى.

اختيار خليفة ميركل

وأشارت "فايننشال تايمز" إلى أن الحزب الديمقراطي الاشتراكي يبدو الفائز الواضح في الانتخابات، حيث حصل على 25.7% من الأصوات، وهو ما وصفته بـ"التحسن الكبير" عن نسبة 20.5% التي حصل عليها في انتخابات البوندستاج (البرلمان الألماني) السابقة قبل 4 أعوام، فيما انخفضت الأصوات التي ذهبت إلى الاتحاد الديمقراطي المسيحي إلى 24.1%، بانخفاض ثماني نقاط عن عام 2017، وهي أسوأ نتيجة في تاريخه.

وأوضحت "فايننشال تايمز" أن الخضر قد مروا بليلة مخيبة للآمال، حيث حصلوا على 14.8% فقط من الأصوات، مقارنة بنسبة 20% أو أكثر التي كان يأمل الكثيرون في الحزب بالحصول عليها، في حين فاز الحزب الديمقراطي الحر بنسبة 11.5% فقط.

ورأت الصحيفة أنه بالنظر إلى الأصوات التي حصل عليها الحزبان الأصغر سوياً فإنها ستكون أكثر من أصوات ما يُطلق عليهم "أحزاب الشعب"، المتمثلة في حزبي الديمقراطي الاشتراكي والاتحاد الديمقراطي المسيحي، ولذا فإنه من المقرر أن يلعب حزبا "الديمقراطي الحر" و"الخضر" الدور الرئيسي في تحديد خليفة ميركل، ما يشير إلى أن نحو 75% من الألمان لم يختاروا الحزب الذي سيحدد مستشار البلاد التالي.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة دويسبورج إيسن، كارل رودولف كورتي: "كل الأنظار ستكون الآن على الخضر والحزب الديمقراطي الحر؛ لأنهم مَن سيقررون كل شيء، فكلا الحزبين الآن في وضع يسمح لهما بالسعي للحصول على الأغلبية".

ويعتقد الحزب الديمقراطي الاشتراكي، صاحب العدد الأكبر من الأصوات، أن مرشحه أولاف شولتز، وزير المالية، قد حصل على تفويض أكثر اقناعاً لتشكيل الحكومة المقبلة من الحزب المسيحي الديمقراطي.

في المقابل، أوضح أرمين لاشيت، مرشح المحافظين، ليلة الأحد، أنه ما زال يعتقد أن له الحق في قيادة المفاوضات حول تشكيل ائتلاف جديد، إذ أشار إلى أن "مستشار البلاد لم يكن دائماً يأتي من الأحزاب التي احتلت المرتبة الأولى في الانتخابات الألمانية".

مفاوضات صعبة

واعتبرت الصحيفة أنه مع تنافس الرجلين على المنصب الأعلى في ألمانيا ورفض الخاسر التنازل، فإنه يبدو أن البلاد تدخل منطقة مجهولة، مشيرة إلى أنه من المتوقع حدوث مفاوضات صعبة لتشكيل ائتلافاً، وذلك مع وجود تهديدات بأن تدخل برلين في هذه الأثناء في حالة من الجمود.

ويتشابه ذلك السيناريو مع ما حدث خلال المحادثات المطولة التي أعقبت انتخابات عام 2017، عندما استغرق الأمر ما يقرب من 6 أشهر لكي تُشكل ميركل حكومتها الرابعة والأخيرة، ولكن هذا سيأتي في وقت تحتاج فيه برلين بشدة إلى التخطيط للتعافي من أزمة كورونا، والاستعداد لرئاستها مجموعة السبع عام 2022.

وأشارت الصحيفة إلى أنه سيكون هناك خياران لتشكيل تحالف يمكنه قيادة الأغلبية في البوندستاج، وذلك في غياب وجود تحالف كبير بين الحزب الديمقراطي الاشتراكي والحزب المسيحي الديمقراطي، وهو ما لا يريده أي منهما، إذ إنه من الممكن أن ينضم حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر إلى الحزب المسيحي الديمقراطي في تحالف يجمعهم معاً، أو أن ينضموا إلى الحزب الديمقراطي الاشتراكي.

اختلافات الأحزاب

ووفقاً لـ"فايننشيال تايمز"، فإنه بغض النظر عما سيحدث، فإن الأمر لن يكون سهلاً، إذ إنه بالنظر للاختلافات الكبيرة بين هذه الأحزاب، فإنه من المرجح أن تستمر محادثات تشكيل الائتلاف لعدة أسابيع.

ولفتت إلى وجود تكهنات بالفعل بأنه سيتعين على ميركل أن تظل قائمة بأعمال المستشار الألماني حتى عام 2022، وذلك على الرغم من أن شولتز قال الأحد، إنه كان يطمح في تشكيل حكومة جديدة في وقت أقرب، حتى لا تضطر ميركل إلى الإدلاء بخطابها مطلع العام الجديد.

وأضاف شولتز: "يجب أن نبذل قصارى جهدنا لضمان الانتهاء من العملية بحلول عيد الميلاد، ورأت الصحيفة أنه حتى لو لم تقم ميركل بتمني عام جديد سعيد للألمان للمرة الأخيرة، فإنه ليس من الواضح تماماً مَن سيقوم بذلك غيرها.

اقرأ أيضاً: