خيّم الحزن على الوسط الفني في مصر بعد وفاة المنتج السينمائي محسن علم الدين، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة السينما الأحد، داخل أحد المستشفيات بالقاهرة، بعد صراع مع المرض.
ويُعتبر محسن علم الدين، أحد أبرز الوجوه التى عملت فى مجال الإنتاج السينمائي، إذ تتلمذ على يد المنتج الشهير رمسيس نجيب، وأثرى مكتبة الأفلام المصرية بعشرات الأعمال التي حققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، مثل "وإسلاماه"، و"زقاق المدق"، و"إسماعيل ياسين في الأسطول"، و"غرام الأسياد"، و"أدهم الشرقاوي" وغيرها.
أعمال فريدة
ونعت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم، المنتج محسن علم الدين، قائلة في بيانٍ صحافي، إنّ "الراحل من أبرز الأسماء فى مجال الإنتاج السينمائى، حيث ساهم فى إثراء مكتبة السينما العربية بأعمال فريدة".
فيما أعرب نائب رئيس غرفة صناعة السينما الموزع جابي خوري، عن حزنه الشديد، لرحيل المنتج محسن علم الدين، قائلاً لـ"الشرق": "فقد الفن قيمة كبيرة، حيث إن الراحل قدم أعمالاً فنية لن تمحَ، وصاحب مشوار كبير في الإنتاج".
إصرار على التواجد
الناقد طارق الشناوي، قال لـ"الشرق"، إنّ "محسن علم الدين، كان دائماً لديه رغبة في التواجد فنياً حتى اللحظة الأخيرة، وكان يصر خلال تواجدي معه في لجنة السينما على ضرورة تهيئة المناخ السينمائي وليس الحصول على دعم مادي من الدولة، رغم أن هذا موجود في العالم، لكنه كان يرى إذا حدث يكون في هيئة سلفة ترد، حتى تستمر الحياة الفنية".
ووصف الشناوي، المنتج السينمائي الراحل، بقوله: "وزارة شؤون اجتماعية متنقلة، فكان متواجداً دائماً بجوار أي شخص لديه مشكلة أو فرح أو مناسبة، كما كان منتجاً متميزاً".
وكتب المصور السينمائي سعيد الشيمي، عبر "فيس بوك": "ألم وحزن لم يفارق أيامي السابقة على حال المنتج العزيز محسن علم الدين حتى انتقل إلى نداء ربه، في الجنة ونعيمها إن شاء الله والله يصبر ابنته، فقدنا فى الدنيا إنساناً نموذجاً للنبل والإخلاص والخلق.. رحمه الله".
مسيرة فنية طويلة
محسن علم الدين، منتج سينمائي متميز، عاصر فترة الازدهار والريادة في منتصف القرن العشرين، بدأ مشواره مبكراً أثناء دراسته بكلية الآداب جامعة عين شمس، وفي الوقت ذاته كان طالباً منتسباً بكلية التجارة جامعة القاهرة؛ ليدرس إدارة الأعمال، ونتيجة لتفوقه عُرضت عليه عدة وظائف، لكنه اختار العمل بإدارة الحسابات فى ستوديو مصر مع المنتج رمسيس نجيب الذي تبناه على الفور، ووضعه على طريق الامتداد لمدرسته الكبرى فى الإنتاج السينمائي.
ويُعتبر فيلم "لا تذكريني" بداية مشواره، حيث أشرف على الإنتاج، وتوالت الأعمال التي أشرف على إنتاجها حتى أصبح مشهوداً له بإدارته الناجحة في الإنتاج إلى الحد الذي جعل أستاذه يسند إليه إدارة إنتاج الأفلام الضخمة والتي تصور خارج مصر، بعدها تنافست عليه شركات الإنتاج، وحين أصبحت له مدرسة منفردة أهدى أول أعماله لروح معلمه رمسيس نجيب.
وتعاون محسن علم الدين، مع كبار الكتاب والفنانين والمخرجين، وعايش عدداً كبيراً من التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ونجح فى الاستمرار كاسم بارز فى مجال الإنتاج السينمائى.
ومن أبرز أعمال الراحل في السينما: "الطريق المسدود"، و"إضراب الشحاتين"، و"عروس النيل"، و"الزوجة الثانية"، و"الخيط الرفيع"، و"حب وكبرياء"، و"إمبراطورية ميم"، و"الرصاصة لا تزال في جيبي"، و"حتى آخر العمر"، و"نحن لا نزرع الشوك"، و"بئر الحرمان"، وغيرها من الأفلام الناجحة.
كما تولى الإشراف على عدد من الأفلام الأجنبية التي تم تصويرها في مصر، منها "السهم الذهبي" (إيطالي)، و"الإنجيل" (أميركي)، و"المقامر الكبير" (هندي).